الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حسن الخاتمة.. 5 أمور تتسبب في حدوثها.. وهذه أبرز علاماتها

حسن الخاتمة
حسن الخاتمة

حسن الخاتمة.. ينشغل كثير من النّاس بما سيكون عليه حالهم وحال أحبتهم إذا جاءهم الموت، والمسلم الحقّ يطمئنّ بلقاء الله تعالى،  فقد وعد الله -تعالى- من اتّبع رضوانه بحُسن الخاتمة والنجاة من العذاب.


معنى حُسن الخاتمة

حُسن الخاتمة هو أن يُوفَّق العبد قبل دُنوِّ أجله؛ للابتعاد عمّا يُغضِب الله سبحانه وتعالى، والتوبة إليه من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات، والقيام بأعمال الخير، ثمّ يكون موته على هذه الحالة الحسنة.


أسباب حُسن الخاتمة

حُسن الخاتمة لها عدّة أسباب، منها ما يأتي:


١-  ملازمة العبد لطاعة الله سبحانه وتعالى، والخوف منه.


٢- الحذر من ارتكاب المُحرَّمات.


٣-المبادرة إلى التّوبة، وعدم تأجيلها.


٤-  الإلحاح على الله -سبحانه وتعالى- في الدّعاء، بأن يتوفّاه الله -تعالى- وهو على الإيمان والتقوى.


٥- أن يعمل العبد جاهداً على إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيّته خالصة ًلله سبحانه.


علامات حُسن الخاتمة

لحُسن الخاتمة عدّة علامات، وغالباً ما تظهر على المؤمن حال النّزع، منها ما يأتي:


١-  النطق بالشهادتين عند الموت، والدليل على ذلك قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (من كانَ آخرُ كلامِهِ لا إلَهَ إلَّا اللهُ دَخلَ الجنَّةَ).


٢- رشح الجبين عند الموت؛ أي: أن يكون على جبين المرء عرق عند الموت، قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-: (موتُ المؤمنِ بعَرَقِ الجَبينِ).


٣- موت المسلم ليلة الجمعة، أو في نهارها، وذلك لقول النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن مسلمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ أو ليلةَ الجمعةِ إلَّا وقاهُ اللَّهُ فِتنةَ القبرِ).


٤- استشهاد المسلم في ساحة القتال، أو موته بمرض الطاعون، أو موته غرقاً، أو بمرض في البطن، مثل: مرض الاستسقاء، وغيره، وذلك لقول النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم-: (ما تعدُّونَ الشَّهيدَ فيكُم؟ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، قالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذاً لقليلٌ، قالوا: فمَن هم يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: مَن قُتِلَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومن ماتَ في سبيلِ اللَّهِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ في الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ، ومَن ماتَ في البَطنِ فَهوَ شَهيدٌ، قالَ ابنُ مِقسَمٍ: أشهدُ على أبيكَ في هذا الحديثِ أنَّهُ قالَ: والغَريقُ شَهيدٌ).


٥- موت المسلم بسبب الهدم؛ وذلك لِما رواه الإمام البخاري، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (الشُّهداءُ خَمسةٌ: المطعونُ، والمبطونُ، والغرِقُ، وصاحبُ الهدمِ، والشَّهيدُ في سبيلِ اللهِ).


٦- موت المرأة المسلمة في نفاسها، أو أثناء حملها؛ وذلك لِما رواه الصحابيّ عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- عادَ عبدَ اللَّهِ بنَ رواحةَ، قالَ: فما تحوَّزَ لهُ عن فراشِهِ، فقالَ: أتدري مَن شُهَداءُ أمَّتي؟ قالوا: قتلُ المسلِمِ شَهادةٌ. قالَ: إنَّ شُهَداءَ أمَّتي إذاً لقليلٌ قتلُ المسلِمِ شَهادَةٌ، والطَّاعونُ شَهادةٌ، والمرأةُ يقتلُها ولدُها جَمعاءَ شَهادةٌ، يَجُرُّها ولدُها بسَررِهِ إلى الجنَّةِ).


٧-  موت المسلم دفاعاً عن دينه، أو نفسه، أو ماله، أو أهله؛ وذلك لقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِه فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دينه فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهله فهوَ شهيدٌ).


٨- موت المسلم مُرابطاً في سبيل الله؛ وذلك لِما رواه الإمام مسلم عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (رباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وإن ماتَ جَرى عليهِ عملُهُ الَّذي كانَ يَعملُهُ، وأُجْريَ عليهِ رزقُهُ، وأُمِنَ الفتَّانَ).


٩- موت المسلم على عمل صالح؛ وذلك لقول النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنْ قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ ابْتغاءَ وجْهِ اللهِ، خُتِمَ لهُ بِها، دخلَ الجنّةَ، ومَنْ صامَ يوماً ابتغاءَ وجهِ اللهِ، خُتِمَ لهُ بِها، دخلَ الجنةَ، ومَنْ تصدَّقَ بصدَقةٍ ابتغاءَ وجْهِ اللهِ، خُتِمَ لهُ بها، دخلَ الجنةَ).


كيف ينال العبد حسن الخاتمة؟

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن من علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات، فإذا كنت في بداية طريقك قد أرجعت نفسك إلى الله ورجعت إليه فإن هذا يبشر بأن الله سوف يفيض عليك من أنواره ويكشف لك من أسراره ما تستطيع أن تختم به حياتك ختامًا حسنًا، مشيرًا إلى أن الذي يختم في الحقيقة هو الله ولكن هذه بشرى إذا كنت قد حفظت نفسك في الصغر حفظ الله عليك جوارحك في الكبر.


وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: «إن كنت قد حفظت خاطرك وقلبك في الصغر فإن الله يملئه نورًا في الكبر، وإذا كنت قد عمرت أوقاتك وأنت صغير وفي البداية في طاعة الله؛ فإنه يعمر أوقاتك وأفعالك بطاعته في النهاية».


وتساءل مفتي الجمهورية السابق: كيف تعرف أنك تنجح في النهاية ؟ أرى عليك ذلك في البداية، فالإنسان إذا ما رأى الهلال أيقن أنه سيكون بدرًا كاملًا ، فالهلال من شأنه النمو إلى أن يصير بدرًا، فمن علامات النجاح في النهايات الرجوع إلى الله في البدايات، فعندما تكون في بدايتك راجع إلى الله أوقن أن الله إنما قد حكم عليك بالتوفيق وأنه سيتمه لك بالخير.


وعن مقولة ربنا يتمم بخير، التي تتردد على ألسنة العوام ، تساءل جمعة قائلا:" من أين أتت هذه الجملة ؟ مجيبًا أن علامات النجاح في النهايات إنما هي الرجوع إلى الله في البدايات، فعندما يرى شيئًا قد بدأ من الخير فيدعو الله أن يتمه بسلام ، مشيرًا إلى أن هذا معناه ألا تأمن مكر الله فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يضل من هدى ، " إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا".


واختتم حديثه بقوله: «هي قضية علامات وليست قضية أسباب؛ فالعلامة لا تربط بين الشيء وبين ما يترتب عليه إنما هو ظاهرة علامة يعني مرسل وليس دليلا قاطعا وبرهانا لا تتخلف أبدًا، ولذلك هذه وإن كنا نستبشر بها إلا أن هذا الاستبشار لا يصل بك إلى أن تأمن مكر الله على حد كلام سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه : " لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها، ما أمنت مكر الله "، فيجب على الإنسان أن يكون عاقلًا والعاقل خصيم نفسه» .


حسن الخاتمة .. تعرف على علاماته


من جانبه، أوضح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنه فيما ورد بالكتاب والسُنة النبوية الشريفة، أن هناك علامات لحُسن الخاتمة.


وأفاد «مختار» في فتوى له، أن علامات حُسن الخاتمة، أولها ألسنة الخلق شهادة حق، بمعنى أن شهادة الخلق وثناء الناس على الإنسان عند موته بما قدم لدينه ووطنه ومجتمعه، مشيرًا إلى أن هذا لا يكون إلا بحُسن التعامل مع الخلق.


واستشهد بما روي أنه مَرُّوا بِجَنَازَةٍ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَجَبَتْ» ثُمَّ مَرُّوا بِجَنَازَةٍ أُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَجَبَتْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَوْلُكَ الْأُولَى وَالْأُخْرَى وَجَبَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- « الْمَلَائِكَةُ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ».


وأردف أن العلامة الثانية من حُسن الخاتمة، أن يُبارك الله تعالى للإنسان في أثره، من مال أو ولد أو علم أو صدقة جارية، مستدلًا بما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ : مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».


فضل حسن الخاتمة:

وفي ذات السياق، بين الشيخ إسلام النواوى، الداعية الإسلامى، أن حسن الخاتمة يعنى أن يعيش الإنسان فى الدنيا بما يرضى الله حتى يكرمه الله عند موته ويحسن خاتمته.


وأضاف النواوى أن أجمل ما فى حسن الخاتمة أن الله ينقل صاحبها من حال إلى أخرى، منوها بأن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال فى حديثه الشريف "إن الله يغفر لكل الناس إلا المجاهرون قالوا ومن المجاهرون يارسول الله قال: من سترهم الله ففضحوا أنفسهم".


وروى النواوى، قصة رجلا كان يسمى الكفل من بنى اسرائيل، وهو رجل كان لا يتورع عن ذنب فعله ويتباهى بالمعاصى ولا يستغفر الله عن ذنب وذات يوم جاءته امرأة فى حاجة مالية فاستغل حاجتها وقال لها مكننينى من نفسك فضعفت الست أمام حاجتها، وسألتها بالله ألا يفضحها وبكت، فقام عنها وأعطاها حاجتها ثم مات" فهذا الرجل كان مهيأ له الذنب فأقلع عنه فأصبح مكتوبا على باب بيته أن الله قد غفر له.