الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف يمهد تدخين التبغ لفيروس الكورونا المستجد؟


لوحظ زيادة معدلات العدوى بفيروس الكورونا المستجد فى الرجال والمسنين، خاصة المدخنين فى الصين، وتتغير الأرقام على مدار الساعة في الواقع منذ 8 ديسمبر 2019، أصبح إجمالي الإصابات عالميًا بفيروس الكورونا المستجد حوالى 145686 إصابة، وإجمالي الوفيات 5436، وحالات الشفاء 72536، وغزا 145 دولة.

التدخين يخفض مضادات الأكسدة، وبذلك يمهد لفيروس الكورونا الجديد، مضادات الأكسدة الطبيعية أصبحت من أساسيات الارتقاء لصحة ومناعة أفضل.

مضادات الأكسدة هي بعض الإنزيمات، والأحماض الأمينية، والمعادن، والفيتامينات التي تحمي الخلايا من الجزيئات الحرة التى عادة ما تنتج داخل الجسم ولها القدرة على تدمير خلايا الجسم، وتُضعف جهاز المناعة.

ازدادت نسب الجزيئات الحرة مؤخرًا فى جسد الإنسان نتيجة تدخين التبغ، والثورة الصناعية، والتوتر، والإضافات التى تضاف للأغذية كمكسبات اللون والطعم والرائحة والمواد الحافظة، وطبخ الطعام بدون تغطيته، والإجهاد، والمبيدات الحشرية، والتلوث البيئى.

التدخين يزيد من الشوارد الحرة خاصة فى الشعب الهوائية، ويسبب نقصان كبير فى مستويات مضادات الأكسدة خاصة فيتامين سى، وفيتامين هـ، والبيتاكاروتين، والجلوتاثيون.

الشوارد الحرة هى جزيئات تحمل أعدادا فردية من الإلكترونات مما يجعلها غير مستقرة تبحث عن إلكترونات تسرقها بتدمير الخلايا والشفرات الوراثية وبالتالى أنسجة الجسم، مضادات الأكسدة تمنع أكسدة الجزئات الضارة وتمنح الشوارد الحرة الإلكترونات وتجعلها مستقرة بلا تدمير لخلايا الجسم.

التدخين يخفض من مضادات الأكسدة فى الخلايا الطلائية للشعب الهوائية بعد 60 دقيقة فقط، هذه الخلايا تغطى المجرى الهوائى فى الشعب الهوائية، وتعمل كخط دفاع ميكانيكى داخلى للجهاز التنفسى من الميكروبات الغازية والمؤثرات البيئية، وتنظف باستمرار الغشاء المخاطى فى الشعب الهوائية مما يمنع أى عرقلة ميكانيكية لتدفق الهواء، وتفرز العديد من الوسائط الكيمائية تفيد فى نمو وتطور وعمل هذه الخلايا والعضلات الملساء التى تليها، وتفرز مضادات للالتهابات طبيعية، ومن المعروف سابقًا أن التدخين يضر هذه الخلايا التى تتعرض باستمرار فى المدخنين لسمومه، إذ يسبب أيضا الإقلال من حيوية وكفاءة هذه الخلايا المهمة وظيفيا، ويقلل من مناعتها، وقدرتها على التكاثر، ويقلل من متانة بروتين الكولاجين، والإقلال من قدرتها على إصلاح أى تلف مما يجعلها لبنة سهلة للالتهابات المزمنة، والربو الشعبى، وتليف الرئة.

الجديد أن هذه الخلايا الطلائية للشعب الهوائية مهمة جدا للوقاية والتعافى من الالتهابات الرئوية، ومن المعروف أن الفيروسات تسبب أغلب الالتهابات الرئوية، خاصة فى المدخنين ومرضى الربو والمسنين وذوى الأمراض المزمنة وناقصى المناعة والأطفال، ولا يوجد علاج غالبا لأغلب الفيروسات، والشفاء منها يعتمد على استعادة الجهاز المناعى لعافيته للتخلص التام من الفيروسات.

الالتهابات الرئوية شائعة فى مرضى الكورونا الجديد، وكورونا الشرق الأوسط، وتعتبر من مضاعفات الإنفلونزا أيضا. تصيب الالتهابات الرئوية 450 مليونا سنويا، وتقتل 4 ملايين سنويا فى العالم. الفيروسات التنفسية تضر المدخنين (سواء التدخين الإيجابى أو السلبى) أكثر من غير المدخنين! خاصة فى المسنين وذوى الأمراض المزمنة وناقصى المناعة. التدخين يمهد الطريق للعدوى بالبكتيريا أيضا خاصة الجهاز التنفسى لأنه ينقص المناعة.

التدخين يقلل من مستويات فيتامين سى، فيتامين سى يرفع المناعة، وهو مضاد للأكسدة، ويعزز امتصاص الحديد، وهو مهم لعمل فيتامين حمض الفوليك، ومهم لعمل فيتامين ه‍، ويزيد من كفاءة الخلايا الأكولة، ويزيد من إفراز الوسائط الكيمائية المناعية، ويزيد من تعداد المستقبلات التى تتوافر على أسطح الخلايا الأكولة لاصطياد الميكروبات الغازية.

التدخين يشل الأهداب التنفسية، ويقصر من أطوالها فتصبح قزمة، مما يقلل من وظيفتها، ويقلل من قوة ضرباتها فتصبح ضعيفة، ويدمرها على المدى الطويل، الأهداب التنفسية زوائد مجهرية تنتشر على سطح الخلايا المبطنة للشعب الهوائية فى أغلب الثدييات، ويتواجد حوالى مائة من الأهداب على كل خلية طلائية، تسبح في المخاط وهى مزودة بكلابات تحمل المخاط من الطبقة المخاطية التى تليها، يتراوح طول الأهداب من 1-10 ميكرومترات والعرض أقل من 1 ميكرومتر، ويقل طولها فى الممرات الطرفية.

أصبحنا ننظر للأهداب التنفسية كأجهزة بيولوجية متناهية الصغر أشبه بأجهزة النانو التيكنولوجية، تقوم بمهام متعددة بكفاءة بالرغم من حجمها المتنامى فى الصغر الذى يعتبر أصغر من الخلية الحية أو البكتيريا.

ينتج تدخين التبغ عدة مواد سامة للأهداب مثل سيانيد الهيدروجين، والأكرولين والأمونيا والفورمالديهايد وثانى أكسيد النيتروجين.

الأهداب التنفسية لها دور فى المناعة، وتعمل كخطوط دفاعية تمنع دخول الميكروبات الخلايا، وهناك تنسيق وظيفى متناغم بين الأهداب والخلايا المناعية. تهتز الأهداب بمقدار 800 مرة في الدقيقة فى الشعب الهوائية، و400 مرة فى الدقيقة فى الأنف والجيوب الأنفية.

تتحرك الأهداب حركة منتظمة فى اتجاه واحد للخارج بعيدا عن مناطق تبادل الغازات، وتحرك المخاط أولا بأول خارج الرئة وبسرعة 9 مم فى الدقيقة، عند توقف الأهداب التنفسية عن الحركة سرعان ما تستوطن الميكروبات الممرات الهوائية. تنظف الأهداب التنفسية ما تحتها من خلايا بصورة دائمة، وتطرد ما يتجمع من مواد غريبة في الجهاز التنفسية. تحمل الأهداب التنفسية مستقبلات تكتشف المواد الغريبة ليتم التعامل معها على الفور للتخلص منها وطردها أولا بأول. الأهداب كاسحة للمخاط، ولولاها لتجمع المخاط وسد الشعب الهوائية فتحاول الرئتان التخلص منه بالكحة. المخاط بمثابة فخ مناعى يعمل كمصيدة طبيعية تحتجز جزيئات الأتربة والبكتيريا والجسيمات الغريبة. يحتوى المخاط أيضا على مضادات حيوية طبيعية تسمى الديفنسينات تستطيع تحطيم البكتيريا، ويحتوى أيضا على إنزيم اللايسوزيم المضاد للبكتيريا. فى الأنف يحاصر المخاط الجسيمات التى يتعدى قطرها 4 ميكرومترات، ويحول دون وصولها الرئة.

بناء على ما تقدم يجب إضافة تحذير بضرورة الإقلاع عن التدخين للوقاية من فيروس الكورونا الجديد ومضاعفاته.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط