قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محمد مندور يكتب: إثراء وحماية اللغة العربية

محمد مندور
محمد مندور

 اللغة هي وعاء الهوية الثقافية والحضارية لأي أمة، وركيزة أساسية لحفظ تراثها الفكري .

وعندنا أمة العرب تعد العريية لغة القرآن الكريم وواحدة من أعرق اللغات الحية في العالم، حيث يتحدث بها أكثر من 460 مليون شخص وتتمتع بإرث أدبي وعلمي يمتد لقرون.

 لكن مع تسارع العولمة وثورة الاتصال الرقمي تبرز الحاجة الملحة إلى حماية العربية بين الشعوب الناطقة بها وتعزيز حضورها بين أبنائنا في التعليم والإعلام خاصة مع تطور التقنيات الرقمية والتوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي .

في السنوات الماضية، برزت كثير من المبادرات لحماية اللغة العربية، ومن أبرز الجهات التي تعمل في هذا المجال مجمع اللغة العربية بالقاهرة، أقدم المجامع العربية وأوسعها تأثيرا، حيث يعمل على وضع المعاجم ويعتمد المصطلحات الحديثة الشائع استخدامها .

ايضا برز دور مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالمملكة العربية السعودية الذي أطلق عدة مبادرات رقمية وبرامج تعليمية ومشروعات بحثية تخدم العربية على المستوى العالمي .

ولا يمكن أن نتجاهل الدور الذي تقوم به مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة بدولة الإمارات العربية المتحدة عبر مسابقة "تحدي القراءة العربي" .

ويبرز من بين تلك المؤسسات الكبرى المهتمة باللغة العربية مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالمملكة العربية السعودية كنموذج مبدع في حماية العربية، إذ أطلق برامج مبتكرة تجمع بين الأصالة والتقنية، من أبرزها تنظيم مهرجان إثراء للقراءة الذي يعزز حب القراءة باللغة العربية لدى مختلف الفئات العمرية، إضافة إلى انشاء مكتبة إثراء التي تضم آلاف الكتب العربية النادرة والحديثة، فضلا عن دعم المؤلفين الشباب والكتاب العرب من خلال ورش عمل للنشر الإبداعي.

لم يتوقف دوره عند هذا الحد بل توسع تقنيا بشكل ملهم من خلال اطلاق مبادرات رقمية لتوثيق الأدب العربي وتقديمه في صيغة تفاعلية تناسب الأجيال الجديدة.

ما يقوم به مركز إثراء وغيره من المؤسسات العربية يؤكد ان حماية العربية مسؤولية جماعية، فالحفاظ على اللغة العربية ليس مهمة مؤسسات بعينها فقط، بل مسؤولية مجتمعية تتطلب تضافر الجهود بين الحكومات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية. 

ومن خلال دعم المبادرات الرائدة مثل جهود "إثراء"، يمكن للعربية أن تحافظ على مكانتها كلغة علم وثقافة وفن في القرن الحادي والعشرين.