«لو قعدنا مع بعض أكتر من كده هتجيبونا من محاكم الأسرة» ربما هذه الجملة لا تتعدى مزحة يتداولها مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي في مصر والدول العربية بعد فرض عدة إجراءات احترازية للوقاية من تفشي فيروس كورونا التاجي (كوفيد-19)، ولكنها أصبحت حقيقة في الصين، فمن نجا منهم من الموت بـ كورونا قرر اللجوء لمحاكم الأسرة للانفصال بسبب طول المدة الذي قضاها الأزواج معا في منزل واحد.
ارتفعت معدلات الطلاق في الصين بشكل كبير في أقل من شهر، فمنذ 24 فبراير الماضي قدم أكثر من 300 من الأزواج طلبا للطلاق في داتشو بمقاطعة سيتشوان الصينية، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
في الوقت الذي نجح فيه الصينيين بمواجهة الموت والمرض القاتل في أقل من 3 أشهر، لم يستطيع الأزواج البقاء معا هذه الفترة في منزل واحد، فالسبب المضحك المبكي لطلبات الطلاق المتزايدة بالصين هو أن الأزواج قضوا الكثير من الوقت معا في منزل واحد خلال فترة العزلة الذاتية للفيروس التاجي، وفقا لمكاتب التسجيل بالصين.
الجدال الساخن والتطرق إلى الكثير من الأحاديث هو ما أفضى بأحد الأزواج لوضع حد للزواج بطلب للطلاق، حتى ارتفعت طلبات الطلاق بعد انتشار الفيروس مقارنة بالوضع قبل تفشي الفيروس، ويجح الخبراء أن هناك عاملا آخر قد يكون سبب فيهذا الرقم المفاجئ لطلبات الطلاق، وهو أن يكون الطلبات الـ 300 للطلاق منها طلبات مؤجلة بسبب إغلاق مكاتب التسجيل لمدة شهر بسبب تفشي فيروس كورونا.
لم تقتصر طلبات الطلاق على مقاطعة سيتشوان فقط، حيث شهدت مكاتب تسجيل الزواج فيشيآن بمقاطعة شنشي في شمال غرب الصين ارتفاعًا غير مسبوق في طلبات الطلاق منذ إعادة افتتاحه في الأول من مارس الجاري، وأيض بمكاتب التسجيل في فوتشو بمقاطعة فوجيان بجنوب الصين.
حاولت مكاتب التسجيل تنظيم الزحام على المكاتب بتحديد حد يومي لطلبات الطلاق وهو 10 طلبات فقط، وحاول البعض فهم الوضع من خلال دراسة نشرت في عام 2018، تشير إلى أن الأزواج الذين عاشوا معا قبل الزواج كان لديهم معدلات طلاق أقل في السنة الأولى، مقارنة بالأزواج الذين لم يفعلوا ذلك. ولكن ظهرت معدلات طلاق أعلى بعد أن عاشوا معا لمدة خمس سنوات أو أكثر.