يعد الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فهو علاقة خاصة وسرية بين العبد وخالقه، يرفع فيها المسلم حاجاته وتضرعاته إلى الله تعالى فيستجيب له بما يشاء.
ومن هنا يثار التساؤل حول حكم الدعاء في يوم المولد النبوي الشريف، وهل لهذا اليوم خصوصية في استجابة الدعاء، وما هي الشروط التي ينبغي توافرها لقبول الدعاء في مثل هذه المناسبة المباركة.
يرى بعض العلماء أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته رضوان الله عليهم تخصيص دعاء معين في يوم مولده، مستدلين بأن العبادات مبناها على التوقيف، وأن الولادة النبوية كانت نعمة للبشرية جمعاء، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل يوم مولده عندما سئل عن صيام يوم الاثنين فقال: «فيه ولدت»، فكان صيامه شكرا لله تعالى.
بينما يؤكد فريق آخر من أهل العلم أن الدعاء مستجاب في كل الأوقات ما دام العبد يدعو بخير ولا يقصد إثما أو قطيعة رحم، مشيرين إلى أن المسلم ينبغي أن يتحرى الحلال في مطعمه وملبسه ومشربه حتى تتهيأ له أسباب قبول الدعاء.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي».
ومن شروط الدعاء المستجاب كما أوضحت السنة النبوية: أن يبدأ العبد دعاءه بتمجيد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك يسأل حاجته.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكم، فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعد بما شاء».
كما حددت الأحاديث النبوية أوقاتا يُرجى فيها استجابة الدعاء، منها:
1- الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا ويقول: «هل من سائل فأعطيه، هل من داع فأستجيب له».
2- أثناء السجود، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم».
3- ساعة في يوم الجمعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه.
أما عن يوم المولد النبوي الشريف، فقد اعتاد كثير من المسلمين صيام هذا اليوم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يصوم يوم مولده، وفي هذه الحالة فإن دعاء الصائم يكون أرجى للقبول، ومن ثم يُرجى أن يكون الدعاء فيه مستجابا خاصة للصائمين الذين يخلصون النية لله عز وجل.