الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ربيع الكورونا


فجأة وبدون مقدمات العالم كان على موعد مع ربيع آخر لرياح التغيير "ربيع" هذه المرة لم يقتصر على منطقة محددة من العالم وإنما انطلق من الصين وصولا لأمريكا على الجانب الأخر من الكرة الأرضية وأصاب في طريقه جميع الدول! الصمت يملأ شوارع مدن العالم والإحباط والخوف يتسلل إلى الشعوب بعد أن استوعبوا الخطر.

من كان يتخيل أن يحدث ما حدث للعالم أجمع في عدة أسابيع، فبدون مظاهرات أو حراك شعبي أغلقت الدول حدودها وفرضت حظر التجوال ، والاقتصاد إلى مجهول وأصاب الخوف الجميع ومكثوا في منازلهم دون سماع صفارات إنذار أو أصوات قنابل! ربيع تساوى فيه الجميع حيث تقف أقوى الحكومات في موقف وحيد موقف الدفاع حيث تواجه مصيرها مع "ربيع الكورونا" لتخرج من معركتها مع ذلك العدو بأقل خسائر ، فدول العالم الأن بعضها يترنح والأخر تحت العزل الإجباري وثالث ينتظر مجهول سيء!

للأسف كثيرا من الدول نظرت للأمر "باستهتار" وهذا الفيروس الغامض يهاجم الصين قبل شهرين وانه لن يصل إليهم ولكن فجأة وسريعا تحول الأمر إلى مأساة إنسانية كبرى خاصة في أوروبا وتحديد إيطاليا التي تدمي قلوبنا المشاهد اليومية القادمة منها ، صور ومشاهد تعتقد أنها في أحد أفلام السينما، يكفي أن تأخذ جولة في الشوارع لتشعر بحجم الكارثة البشرية وسريعا يتسلل الحزن إليك مما تشاهده على الوجوه وتشعر به.

الشبح الغامض كما أطلق عليه البعض، لازالت التقارير الواردة عنه متضاربة ولكن ما صدر عن مكان انطلاقه الصين أن الحالات الأولى المؤكد إصابتها ترتبط بسوق للمأكولات البحرية في مدينة ووهان ! واللافت انه يبعد عن هذا السوق بنحو 20 ميلا مختبر ووهان لعلم الفيروسات ! بالإضافة إلى وجود معهد للمنتجات البيولوجية في ووهان أيضا! وهو ما جعل الاتهامات الإعلامية بشأن وجود حرب بيولوجية بين واشنطن و بكين تشتعل بسبب "كورونا" وانه ربما يكون حدث تسرب للفيرس من مختبر ووهان !

أيا كان السبب الذي لا أحد يعرفه إلى الأن وراء انتشار هذا الفيروس "المميت" انه أصبح واقع مخيف، العالم يحاول الخلاص منه، والجميع ينتظر معجزة علمية تكتشف علاج لكورونا والتي حتى الآن مجرد محاولات! وإلى أن تتحقق المعجزة لا يوجد سوى حل وحيد عزل الدولة عن جيرانها وعزل داخلي لكل منزل عن جيرانه أيضا ولكل شخص عن من حوله! هذا هو الحل الأقرب لإنقاذ المواطنين.

مؤخرا اعترضت بكين على تسمية ترامب لكورونا بالفيرس الصيني واعتبرته تصريح عنصري، العالم يغلي وحرب التصريحات هنا وهناك لا تتوقف رغم أن الظرف يتطلب التعاون من الجميع أصدقاء وأعداء لإنقاذ العالم من العدو "الشبح" ، مثلا يجب رفع العقوبات الإقتصادية ولو لفترة عن إيران حتى تتمكن من المواجهة، يجب توجيه الدعم العالمي للدول الأكثر تضررا والتي بدأ نظامها الصحي ينهار مثل إيطاليا، الأن لا وقت للخلافات السياسية، وأن نعطي للإنسانية الأولوية.

أعتقد أن العالم بعد إنتهاء أزمة كورونا لن يكون كما كان قبلها، تغييرات كثيرة ستعصف بقوى سياسية كبرى، أحد الدبلوماسيين العرب قال لي قبل سنوات الصين قادمة لا محالة للسيطرة على العالم.

أخيرا وجدت شماته كالعادة من بعض الفئران الهاربين لدى "السلطان" في موت بعض المصابين بالفيرس من رجال الجيش! وأيضا لم تخفي عيونهم الحاقدة أمنيتهم لمصر بالسيء دائما، الشائعات تزداد في تلك الفترة ويجب عدم تصديق كل ما يتم تداوله وإن شاءلله ستعبر مصر تلك المحنة بأقل خسائر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط