نهضة مصر تمثال كبير من حجر الجرانيت ويعد رمزًا لمصر
الحديثة ويعتبر من أهم أعمال الفنان المصري النحات محمود مختار على الإطلاق، كما
أن له دلالة خاصة في الإشارة للأحداث السياسية التي مرت بها مصر في تلك الفترة الهامة
حيث كانت مصر تطالب بالاستقلال من الإحتلال الإنجليزى ويعتبر من أعظم تماثيل العصر
الحديث الذى يمثل فتاة مصرية تقف بجانب تمثال أبي الهول وتضع يدها على رأسه وهي رمز
لمصر وهي تنظر إلى المستقبل.
وجاءت فكرة نحت التمثال لمحمود مختار ليمثل نهضة مصر في تلك الفترةالسياسية الهامة من تاريخ في عام 1917 فبدأ خلال 1918- 1919 في نحت تمثال كبير يبلغ حجمه نصف حجم التمثال الحالى وعندما أكمله عرضه في عام 1920 في معرض الفنون الجميلة السنوى في باريس ونال إعجاب المحكمين والرواد من المهتمين بفن النحت.
وحدث أن ذهب سعد زغلول ورفاقه من رجال حزب الوفد إلى فرنسا وتحديدًا باريس لأول مرة لعرض مطالبهم فى مؤتمر الصلح بباريس لنيل الاستقلال عن الاحتلال الانجليزى، وقاموا بزيارة معرض الفنون الجميلة وشاهدوا التمثال المصري وأعجبوا به وكتبوا إلى مصر يشجعون على إقامته في القاهرة، ووافق مجلس الوزراء في 25 يونيو 1921.
بدت
موهبة مختار ساطعة للأساتذة الأجانب، مما حدا بهم إلى تخصيص "مرسم خاص"
له، ضمن مبنى المدرسة، لإعداد منحوتاته بها ، من تماثيل، وأشكال تستعيد مشاهد
الريف، وملامح رفاق الحي. موهبته أيضًا دفعت راعى المدرسة، الأمير يوسف كمال، إلى
أن يبعث الصبي، إلى باريس، كي يتم دراسته هناك. ومثلما نشأ مايكل انجيلو في رعاية
الأمير الفلورنسي لورنزو دي مديتشي، فقد نشأ محمود مختار في رعاية الأمير المصري
يوسف كمال. وتلقى مختار أول الدروس في الفن في المدرسة الملحقة بقصر الأمير يوسف
كمال بك.