الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترجمة رواية المسافرون الإنجليز للكاتب ماثيو نيل في إبداعات عالمية

صدى البلد

صدرت في سلسلة "إبداعات عالمية" التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، رواية "المسافرون الإنجليز" للكاتب ماثيو نيل، بترجمة د. علي محمد سليمان، ومراجعة د. علي العنزي.

يتعرف القارئ العربي في هذه الترجمة على واحدة من أهم الروايات التاريخية في الأدب الانجليزي المعاصر وعلى تجربة فريدة في السرد التاريخي الحديث عمومًا، فهي تتصدى لتفكيك الخطاب الاستشراقي والثقافة العنصرية التي حكمت الظاهرة الاستعمارية.

ويوظف السرد متعدد الأصوات عدة وثائق في نسيجه المتشابك فيخرجها من عزلة الأرشيف ومنها رسائل كتبتها بعض الشخصيات التي تحيل إلى أشخاص حقيقيين عاشوا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وشهادات تتعلق بالسكان الأصليين في أستراليا عمومًا وفي جزيرة تاسمانيا على وجه الخصوص.

وتتجلى في هذه الرواية سمة بارزة في كتابات ماثيو نيل، في أكثر حالاتها تألقًا وجمالًا.. إنها السخرية والنبرة التهكمية التي لا تخلو من سوداوية تنبع من موقف نقدي أصيل لدى الكاتب ومن حساسية فائقة في إضاءة التناقضات والمفارقات في حياة البشر وفي علاقتهم مع العالم.

وتتجلى المفارقات تلك في عدسة الروائي من خلال مصائر تضحكنا بقدر ما تفجعنا بتراجيديتها، وكأن الكوميديا ليست سوى موقف نقدي من التاريخ ذاته، التاريخ الذي كتبه الأقوياء ليكون نصوصًا تبرر الاستبداد والاستعمار واضطهاد الشعوب يتم نقده كمنظومة هيمنة لا يمكن تفكيكها وتحديها إلا من خلال قدرة الفن السحرية على نزع القدسية والشرعية عنها، وذلك عبر الضحك والسخرية.

والمفارقات التي تخلق الكوميديا أصيلة وعميقة، وليست في هذه الرواية اختلاقًا أو عنصرًا خارجيًا تفرضه التقنيات السردية بقدر ما هي ملامح جوهرية غيبها الخطاب الرسمي ونفاها إلى هوامش المحرم والمسكوت عنه.

وماثيو نيل هو روائي بريطاني من مواليد 1960، درس التاريخ في جامعة أكسفورد، وله العديد من الكتب والروايات والمجموعات القصصية.. حصل على العديد من الجوائز الأدبية، واستحوذت أعماله على اهتمام نقدي واسع حول العالم، وقد انتقل عام 2000 إلى روما حيث يقيم مع عائلته ويعمل ويتابع أسفاره حول العالم.