الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسرار كورونا التي تخفيها الصين عن العالم


 يوما بعد يوم تتكشف أبعاد المؤامرة الدولية، التي ضربت العالم عن طريق فيروس كورونا. صحيح أن الوقت لم يحن بعد للحساب ودفع فاتورة الضحايا والخسائر الباهظة من الأرواح والاقتصاد وشتى جنبات الحياة. لكن لا مانع من التوقف أمام بعض ما تكشف من أبعاد هذه المؤامرة، وتقديم متهمين كبار على الطاولة في قصة الوباء المدمر الذي سيكون بلا شك أكبر وأخطر أحداث القرن ال21.

فقد اتهمت المخابرات المركزية الأمريكية في بيان رسمي رفع للرئيس الأمريكي ترامب، الصين بإخفاء معلومات حيوية واستراتيجية عن فيروس كورونا، وعلى مدى ما يزيد على شهرين وأكثر لم تكن المعلومات الخارجة من الصين تجاه الفيروس كافية لتحرك العالم  ليعرف خطورة الوباء وكيفية التصدي له.

والحق إن تقوله المخابرات الأمريكية الـCIA، ورغم أنه يندرج في إطار عملية تصفية الحسابات بين واشنطن وبكين في قضايا الحرب التجارية وتسّيد العالم وغيرها صحيح بنسبة 100%.

فعلى مدى شهرين، كان العالم يتابع نشرات الأخبار ويتابع المعركة الصينية المنفردة ضد الوباء. دون أن تخرج معلومات تفصيلية عن أعراض المرض، وعن مدى العدوى التي يسببها وخطورته والأدوية التي نجحت في إيقافه أو الإبطاء منه والأخرى التي لم تصمد أمامه.

كانت معركة صينية منفردة ومغلقة، على حدود مقاطعة ووهان الصينية. وبعدها وبعدما بدأت الأمور تخرج من الصين إلى إيران ثم بعدها إيطاليا وبدء الظهور في القارة الأوروبية كانت الصين وبكل براءة، قد غسلت أيديها وخرجت تقول للعالم نجحنا في صد وباء كورونا، وأوقفنا زحفه والحياة تعود مرة ثانية بشكل طبيعي للمدينة الموبوءة.

 للأسف تصرف استخباراتي شرير، ورد عنيف لا يمكن أن يدل إلا على انفرادية في الرأي. وتكتم على المأساة التي لم تكن ستقف عند حدود الصين فقط، والصين كانت تعلم ذلك تماما، وتعرف أن كورونا عدوى شريرة، ولا يجب أن ننسى أنه قبل فرض العزل الكامل خرج من مدينة ووهان الصينية للعالم نحو 175 ألف أجنبي وهؤلاء دخلوا بلادهم وقبل أن تفرض إجراءات الحجر الصحي بأسابيع طويلة.

 الذي حدث مؤامرة تستوجب الحساب للطرفين.

 الأولى من جانب الولايات المتحدة، والتي خلقت الفيروس منذ عام 2015 في معاملها، وتردد وفق بيان رسمي للصين أن الجيش الأمريكي وراءه وهو الذي أخرجه من المعمل وبعد ذلك بدأت تصعب السيطرة عليه.

الصين تصرفت بناءً على هذه المعلومات وبطريقة الثأر الشخصي مع واشنطن، وقالت إنه إذ كانت واشنطن خلقت الفيروس وضربتنا به. فالضربة ستكون اثنتين، سنواجه الحرب – هكذا في المفهوم الصيني ووفق أي تحليل منطقي – ونتكتم على الوباء ومعلوماته الحيوية ليس فقط حتى لاتشمت فينا الولايات المتحدة الأمريكية وتحس بنجاح الضربة ضدنا، ولكن حتى نتجاوز الهجوم.

وهو ما كان تجاوزت الصين هجوم كورونا، واحتفظت لنفسها بمختلف معلوماته الحيوية ثم استيقظ العالم على وباء وحشي يضرب في كل اتجاه ويكاد يدمر اقتصادات أوروبية عريقة مثل إيطاليا وفرنسا وأسبانيا.

والدول مثل الأفراد ويعلم ذلك صناع القرار كلهم، فهى تحب وتكره وتنتقم وتغضب لأن من يتخذ القرار في النهاية بشر، وليسوا ملائكة أو أدوات صماء. صحيح أن القرار يخضع للدراسة لكن لا يمكن أن ينزه أبدًا عن المصلحة والانتقام ورد الفعل.

الصين بإخفائها معلومات كورونا الحيوية لم تنتقم فقط من واشنطن التي قالت في حقها رسميًا أنها ضربتها بالفيروس، وهى من تقف وراءه ولكنها انتقمت من العالم كله ومع احترامنا الشديد للمساعدات الصينية التي تقدم هنا وهناك فماذا تفيد الابتسامة لأموات؟ أو ما الذي يمكن أن تساعد به إنسانا أمامه أيام ويرحل حتمًا.

 المطلوب قمة عالمية حول كورونا تعقد بالصين، ويطلع كل زعماء العالم على أسرار الوباء ومعلوماته الحيوية ولا تستأثر دولة بعلاج أو دواء أو طريقة إنقاذ فالبشرية أمام وباء وحشي سيضربنا مجددًا في الخريف، والمساعدات ليست فقط كمامات طبية أو أجهزة تنفس صناعي، المساعدات تشريح كامل للفيروس وفك شفراته وتطوره وكيفية انتقاله، ولنسأل بوضوح عن السبب الذي حمى عشرات المدن الصينية من انتقال الوباء اليها؟

 ولا يقل أحد لي لطفا إنه العزل أو الحجر فقط رغم اقتناعي بأهمية هذا الاجراء.. هناك أسرار لكورونا وعلى الصين الإفصاح عنها بكل وضوح.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط