الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما رأيكم في طرح "انفصال سيناء"؟!


قضية .. مجرد طرحها خيانة للدولة المصرية في كل عصورها، ودماء الشهداء الذين راحوا من أجلها، وكل التضحيات التى دفعها كل مصرى في كل العصور .. فالمصريون دفعوا كثيرا من أجل كل حبة رمل في أرض الفيروز .. فمن وراء هذا الطرح المريب في أجواء ملبدة بغيوم الكورونا، الذي يعد الكثيرون حول العالم، لعصر ما بعد الجائحة .. وهل مصادفة نشر المقال في جريدة المصري اليوم في نفس يوم عودة الأعمال الإرهابية من جديد في العمق، بعدما عادت في سيناء، رغم الكورونا؟!.. مجرد تساؤلات تحتاج لإجابات، في إطار تقييم هذا الطرح ومدلولاته.

وإن كانت حجة الطرح هى التسريع في تنمية سيناء، فهذا حاصل بالفعل، وهناك هيئة رفيعة المستوى للتنمية المحترفة في سيناء ، ومحققة إنجازات كبيرة ، ونتمنى أكثر ، ومنها مشروعات محور تطوير قناة السويس ومنطقته الاقتصادية المنفق عليها رقم ضخم جدا يصل لتريليون إلا ربع جنيه تقريبا ، بالإضافة للأنفاق الرابطة بين الوادى وسيناء ، ومشروعات ربط الكهربا والغاز والجامعة وتضخيم الموانى والتعمير الزراعى والإسكانى وزيادة الخدمات السياحية وتحفيز الشباب المصري على الانتقال لسيناء من خلال العمل في المشروعات الحالية والمستقبلية .. فما الذي يعتبره الطرح المستفز مدخلا له حتى نتنازل عن سيناء في مقابله وفق تصوره المريض ؟!

مقال نيوتن الذي يريد صاحبه أن يكون "حاكم سيناء" باستقلال تام لما أسماه الإقليم عن الدولة المصرية .. فلن تربطه بالدولة سوى السياسة الخارجية والدفاع عن الحدود !!! .. لا يقف عند حد التنازل عن سيناء ، بل يقول إنه لو نجحت التجربة تعمم على أقاليم أخرى في مصر ، فهل يريدنا مثلا كإثيوبيا ، التى هى عبارة عن دولة أقاليم حكم ذاتى ، ولا يجمعها سوى مصالح فيدرالية ؟!..وهل يريد بعد سيناء ، إنفصال النوبة ، وإنفصال مطروح وسيوة ، وإنفصال الدلتا بحجج الاستثمار والتغلب على الروتين ؟! .. وماذا سيبقي في الدولة المصرية إذا ؟! .. أم أن هذا الطرح المعيب هو وسيلة جديدة لإسقاط الدولة المصرية وتفتيت مصر ؟! .. وبالتأكيد الكل يعرف مثل هذه المخططات ، ومنكم من رأي خرائط متصورة لهذا التفيت في إطار مشروع "إسرائيل الكبري" ، أو غيرها !!!

طرح نيوتن ، الذي يراه البعض محاولة رخيصة لإعادة الأضواء لمشروع صحفي كان قويا وتهاوى ، ويحاول صاحبه إنقاذه بأي طريقة ، حتى لو على حساب الإضرار بملف سيادى كسيناء .. يتحجج بإن هونج كونج التى تحلمون أن تكون سيناء مثلها .. تتسم بنظام حكم فيدرالى بعيد عن الصين ، بل وسبق أجواء الكورونا أعمال عنف واشتباكات مع قوى من شعب هونج كونج لرفع الصين يدها تماما عن هذا الإقليم المتسم بالحكم الذاتى !!!

وللرد على هذا اللغو ، يجب بداية أن أشير إلى إنه بالفعل حذرنى عدة مواطنين وباحثين فلسطينيين وطنيين محبين للدولة المصرية مؤخرا من مغبة تشبيه ومقارنة سيناء بهونج كونج، وأكدوا لى في شرح فكرتهم أن هذا حق يراد به باطل، فالترويج الدعائي خلال الفترة الأخيرة يتزايد بالربط بين هونج كونج وسيناء، إذا حتى تكون التنمية كاملة كما تحلمون في سيناء، يجب أن تكون مثل هونج كونج في كل شئ، ومنها نظام الحكم الذاتى، الذي أشار إليه كاتب مقال نيوتن بشكل دقيق، متجاهلا كل النقاط الأخرى ، التى من المفروض أن تكون في طرح اقتصادى استثمارى ، هذا لو كان قاصدا التنمية الاقتصادية أساسا !!!

وكان طبيعيا أن تتلقف أقلاما إسرائيلية هذا الطرح المريب لتدعمه بقوة وتتغزل فيه وتعتبره إنه المنقذ لسيناء حتى تتحول لهونج كونج ثانية .. ومعروف طبعا للجميع أن ترديد إسم سيناء كان متكررا منذ ظهور مصطلح صفقة القرن ، وأغلب الذكر كان كله مساسا بسيادة سيناء ، في إطار خطط غزة الكبرى وأفكار تبادلات الأراضي .. لكن كانت الدولة المصرية بالمرصاد ، وأحبطت كل هذه المخططات فخرجت علينا صفقة القرن في ١٨٠ صفحة لم تشر لأى مساس بسيناء .. وفرح الرأى العام والنخبة الوطنية المصرية بذلك بإعتباره نصرا كبيرا ، وقدر الجميع الدور الوطنى للدولة المصرية في هذا الإنجاز التاريخى .

صحيح أن سيناء ذكرت عشرات المرات في صفقة القرن ضمن الترتيبات الأمنية والاقتصادية ، لكن دون أى مساس بسيادتها ، فلماذا تم النبش في هذا الملف من جديد ، أم أن هذه من الملفات السرية للصفقة المروج لها خلال الفترة الأخيرة ، والتى من الضرورى أن تتيقظ لها الدولة المصرية جيدا ، وكلنا وراءها ؟!

عموما ، الهجمة والغضبة التى كانت من الكثير منا بعد ظهور هذه الأفكار المشبوهة ، مطمئنة وتؤكد على أن المصريين لن يتنازلوا عن أية حبة رمل من أرض الفيروز المروية بدماء أجدادنا في كل العصور ، مهما كانت الضغوط والمغريات .. وكل رؤساء مصر وآخرهم الرئيس السيسى، عبروا كثيرا على رفضهم أى مساس بالسيادة في سيناء .. تحيا مصر يقظة لهذه المخططات المريبة ، ويحيا شعبها ونخبتها الوطنية الناصبون قاماتهم دفاعا عنها في أية لحظة ، وفي كل الميادين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط