عمل إنساني للتقرب إلى الله .. حكاية طبيبة وممرضتين يغسّلن موتى كورونا

بعد وفاة حالة بمستشفى العزل بأبوتيج في أسيوط بفيروس كورونا ظل الجيش الأبيض يبحث عن من يغسل جثمان المتوفي ولم يتمكن المواطنون بمدينة أبوتيج من إحضار مغسل لإكرام جثمان المتوفي مما دفع " الدكتورة شيرين و أسماء وهناء من هيئة التمريض الى تعلم الغسل على الشريعة الإسلامية لتغسيل أي حالة وفاة من السيدات المصابات.

وقمن بالتواصل مع مدرس بكلية البنات الإسلامية حتى تعلمن كيفية الغسل حسب الشريعة الإسلامية ونجحن في ذلك وقمن بتغسيل سيدتين من محافظة بني سويف توفيتا أثناء تلقيهما العلاج بالمستشفى.

قالت الدكتورة شيرين عبد الواحد  صيدلانية مسئولة مكافحة العدوى بمستشفى العزل بأبوتيج في تصريحات لـ "صدى البلد " عندما جئنا الى مستشفى العزل بأبوتيج توفي في اليوم الأول من دخوله عم " فتحي " كان مريضا محولا الى المستشفى وتعبنا كثيرا للبحث عن من يغسله وتسببت وفاته فى هلع وذعر المواطنين بمدينة أبوتيج و عجزنا عن العثور على مغسل".

وتابعت:"وبعد دخول عدد من السيدات المصابات الى المستشفى زاد قلقنا بسبب حدوث حالة وفاة لا يوجد من يغسلها وبالفعل جاءت المصابة "هالة " من محافظة بني سويف وكنا متعاطفين معها خاصة وانها كانت واضعة طفلين "توأم" قبل دخولها المستشفى بأيام وكانت حالتها متأخرة  وكنت دائم السؤال عنها اثناء تلقيها العلاج وقبل وفاتها بـ48 ساعة الطبيب المعالج لها قال انه للأسف حالتها متأخرة نهائيا مما دعاني أنا وأسماء وهناء من هيئة التمريض الى البحث عن كيفية تعلم التغسيل الشرعي للموتي".

وأضافت :"قمت بالاتصال بزوجة عمي وهي أستاذ فقه بجامعة الازهر وقامت بارشادي الى معلمة بكلية البنات الإسلامية قامت بتعليمنا التغسيل بالشريعة الإسلامية وعندما اكد لنا الطبيب المعالج للمصابة " هالة " خبر وفاتها قمت انا وأسماء وهناء بتغسيلها وكانت المراة الأولى لي ان اغسل متوفاة.. طول وقت التغسيل كنا نبكي ونحاول ان نثبت بعضنا حتى أتممنا الغسل واخذنا نحو ساعتين في الغسل وقمنا بعد ذلك بوضعها في الكيس الأسود وتجهيزها حتى تم نقلها الى الصندوق وصلينا عليها في المستشفى قبل نقلها الى مثواها الأخير".

وأشارت شيرين قائلة: توفيت أمس مصابة أخرى من محافظة بني سويف بمستشفى العزل في أبوتيج وقمنا أيضا بتغسيلها ولكن لم نأخذ وقتا كبيرا خاصة وإننا نشعر بعمل إنساني بجانب وظيفتنا الأساسية نسعى به إلى التقرب إلى الله لعمل الخير".