قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عالقون بين الوباء والحرب.. كيف أثر كورونا على الصراعات المسلحة وقدرات الجيوش

0|أحمد محرم

مع انتشار جائحة كورونا عالميا وحصدها عشرات الآلاف من الأرواح، تتزايد المخاوف من انتشار الوباء داخل الدول التي تشهد نزاعات ما يهدد حياة الملايين هناك. فهل من الممكن أن يساعد الفيروس في وقف الحرب في مناطق الصراعات المسلحة؟

وبحسب إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية، كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد حذرت في بيان نشر على موقعها الرسمي من أن مكافحة جائحة كورونا في البلدان التي دمّرتها النزاعات ستكون شبه مستحيلة، ما لم تطلق الدول والمنظمات الإنسانية استجابة مُنسَّقة فورًا. ولا بد من أن تُنفذ على جناح السرعة خططا لمنع انتشار الفيروس والتصدي له قبل أن تتسع رقعة انتشاره في مناطق النزاع.

ودعت الأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين إلى وقف لإطلاق النار في دول تشهد نزاعات، للمساعدة في التصدي لكوفيد-19، إلا أن أمينها العام أنطونيو جوتيريش نبّه الجمعة إلى أن "الأسوأ لم يأت بعد"، فيما لا يزال تأثير الوباء غير واضح على نزاعات المنطقة من سوريا والعراق مرور باليمن وليبيا.

وبحسب قناة "الحرة"، أبدى طرفا النزاع في اليمن، الحكومة والمتمردون الحوثيون، دعمهما لدعوة جوتيريش إلى وقف القتال. إلا أن بصيص الأمل النادر خلال خمس سنوات من النزاع لم يدم طويلا مع اعتراض السعودية صاروخين في سماء الرياض وجازان، تبنّى الحوثيون إطلاقهما.

وما لم يتم التوصل إلى هدنة تفسح المجال أمام تقديم المساعدات الضرورية، فإن مصير سكان اليمن سيكون مجهولا، في بلد انهارت منظومته الصحية وبات توفر المياه النظيفة نادرًا ويحتاج 24 مليون نسمة فيه إلى مساعدات إنسانية.

ووفقًا لشبكة "بي بي سي"، لا يملك ما يزيد على 17 مليون شخص في اليمن وسيلة للحصول على مياه نظيفه. وفي خيام الإيواء التي يعيش فيها بضعة ملايين، لا يمكن الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، وغسيل الأيدي بانتظام، وهي بعض متطلبات مكافحة الوباء.

أما الوضع في ليبيا، التي توجد فيها حكومتان ووزارتان للصحة، فيبدو بالغ الصعوبة. فالقتال في البلاد محتدم بين ميليشيات حكومة الوفاق والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.

وكحال اليمن، تعاني ليبيا من حالة انهيار في القطاع الصحي، بفعل سنوات الاقتتال بين ميليشيات حكومة طرابلس والجيش الوطني. وقد زاد تضرر العديد من المنشآت الطبية من تردي البنية الصحية خلال الفترة الماضية.

وكشف تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أن مسؤولين أوروبيين أفادوا بأن الجهود المبذولة لضمان وقف إطلاق النار في ليبيا لم تعد تحظى باهتمام رفيع المستوى بسبب الوباء.

وتعد سوريا، التي وصفتها منظمة الصحة العالمية بأنها الأكثر عرضة لانتشار الوباء، ساحة لأسوأ أزمة لاجئين في العالم.

ونقلت وكالة فرانس برس عن ميستي بوسويل، مديرة الاتصالات للجنة الإنقاذ الدولية في الشرق الأوسط، أن الوضع في إدلب شمال غرب سوريا "مهيأ بشكل خاص" لانتشار الفيروس.

وحذرت بوسويل من كارثة يمكن أن تطال آلاف الأشخاص بسبب نقص الغذاء والمياه. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن تفشي المرض في سوريا سيصل ذروته في مايو المقبل.

فنيًا، تعكف بعض الجيوش حاليا على إعادة النظر في بنيتها العسكرية ومعداتها الحربية، وتجري استعدادتها للتكيف مع المستجدات التي فرضها الوباء.

وذكرت قناة "سكاي نيوز" أن وزارة الدفاع الأمريكية قد بدأت بالفعل في استكشاف طريقة للتأقلم مع الآثار طويلة المدى لفيروس كورونا.

ويدرس البنتاجون إمكانية تزويد الدبابات والعربات المدرعة وكذلك الطائرات المقاتلة، بأجهزة تنفس اصطناعي وأدوية مضادة للفيروسات ومعدات تعقيم متقدمة.

وفضلا عن ذلك، سيعزز انتشار الفيروس التركيز على تصميم أسلحة مقاومة للحرب البيولوجية، وتغيير استراتيجيات الحروب التقليدية بما يتناسب مع استخدام الفيروسات كسلاح

ومن المثير للاهتمام أن مقالا صدر عام 2006 من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، قد توقع التأثير المدمر المحتمل للأوبئة التي تسببها بعض الفيروسات والجراثيم المعدية.

وفي ذلك الوقت، حذر المقال من أن "فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 (الذي كان منتشرا آنذاك) يمكن أن يتسبب بملايين الوفيات في وقت قصير، وهو ما يدعو للتيقظ من أجل حماية المجتمعات من تهديدات الأمراض المعدية".