قال الله تعالى «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ» الآية 9 من سورة الزمر، ففي تفسيرها قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الآية الكريمة جاءت لتقارن بين فريقين، بين المؤمنين والكافرين، والمطيعين والعاصين، والعلماء والجهال.
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للآية الكريمة، أن الفريق الأول مدرك لحقيقة نفسه، وحقيقة الدنيا، وأنه عبد ضعيف مخلوق لله عز وجل، سخَّر الله له الكون وما فيه من عجائب ومخلوقات لمنفعته، فعلم أن للكون خالقا مدبرا، فأقبل على الإله الخالق بالإيمان والطاعة والخضوع والقنوت والاستسلام، واتبع طريق الهدى والرشاد والاستقامة، يرجو رحمة ربه وجنته.
واستشهد كما في قوله عز وجل: «وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)» من سورة فاطر.
وتابع: أمَّا الفريق الآخر غير مدرك لحقيقة نفسه، جاهل بحقيقة الدنيا، التي أغوته بما فيها من ملذات وشهوات، فجحد نعم الله عليه، وتكبر وعاند، فكفر بالله ورسوله وكتبه وباليوم الآخر، وجعل لله شريكا في العباده وهو الذي خلقه وأنعم عليه، واتبع طريق الغي والضلال.
وأكد أنه لا يستوي المؤمن المطيع العالم بحقيقة الدنيا، بالكافر الجاهل بها، في المصير والجزاء، فإن المؤمن قد وعده الله بالثواب الجزيل، والنعيم المقيم في الآخرة، أما الكافر فقد توعده الله عز وجل بالعذاب المؤلم يوم الحساب، فأعلمهم يا محمد بأن هذا المؤمن العالم بحق ربه ليس سواءٌ بالكافر الجاهل بربه.
ودلل بما ورد في قوله عز وجل: «فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)» من سورة الواقعة.