الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية سهير القلماوي وقصتها مع إقامة أول معرض دولي للكتاب في القاهرة

صدى البلد

تعد الكاتبة الكبيرة الدكتورة سهير القلماوي، التي تحل اليوم ذكرى رحيلها، علامة أدبية وسياسية بارزة مصرية وهي من شكلت الكتابة والثقافة العربية من خلال كتابتها والحركة النسوية والمناصرة، وكانت من السيدات الأوليات اللواتي ارتدن جامعة القاهرة، وفي عام 1941 أصبحت أول امرأة مصرية حصلت على الماجستير والدكتوراه في الآداب لأعمالها في الأدب العربي، بعد التخرج، عينتها الجامعة كأول مُحاضِرة تشغل هذا المنصب، وكانت أيضًا من أوائل السيدات اللائي شغلن منصب الرؤساء من ضمن ذلك رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة ورئيسة الاتحاد النسوي المصري ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية، نُشرت كتابتها التي تتضمن مجلدين من قصص قصيرة وعشرة دراسات نقضية والعديد من تراجم عالم الأدب (أحاديث جدتي) نشر عام 1935.

 

 

ولدت سهير القلماوي في 20 يوليو 1911 القاهرة مصر وعاشت هناك طيلة حياتها، ونشأت في عائلة تفخر بتعليم إناثها ولذلك كانت قادرة على الاستفادة من مكتبة أبيها ذات الأعمال الشاسعة بسن مبكر، يبدوا أن كُتابا مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوي وابن إياس ساهموا في موهبتها الأدبية بشكل كبير وشكلوا صوتها كأديبة .

 

خلال طفولتها أثناء ثورة 1919، نشأت سهير القلماوي وسط تأثير السيدات المصريات خلال الفترة التي كانت بها الناشطة النسوية العظيمة هدى الشعراوي والشخصية القومية البارزة صفية زغلول، ركزت تلك النساء وناشطات نسوية أخريات على نقل المناظرة النسوية للشوارع لإنشاء حركة بعيدة المدى. أثر هذا المقصد على بعض مبادئها النسوية.

 

ولطه حسين فضل كبير في حياة تلميذته سهير القلماوي، فأثناء وجودها في جامعة القاهرة، تلقت القلماوي الإرشاد من عميد الأدب العربي الذي كان رئيس قسم اللغة العربية ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة.

 

ومكن  طه حسين "القلماوي" من توليها منصب مساعدة رئيس التحرير في مجلة جامعة القاهرة عام 1932، وبهذا أصبحت أول امرأة برخصة الصحافة في مصر، كما قدم طه حسين كتاب "القلماوي" "ألف ليلة وليلة"، والذي ما زال رائدا في مجال الأدب الشعبي، وكان رسالة الدكتوراه لها، بالإضافة إلى مجموعتها القصصية "أحاديث جدتي" التي صدرت عام1935، الأستاذة في مقدمة كتاب تلميذته يقول : إن صدق ظني فسيكون لهذا الكتاب الذي أقدمه إلي القراء شأن وأي شأن، فقد قرأته وما أشك في أني سأقرأه مرة واحدة وما أظن أني سأنصرف عنه وقد أرضيت حاجتي إلي قراءته".

 

وكان لقضية مناصرة المرأة والحركة النسوية مجالًا كبيرًا في حياة "القلماوي"، حيث مؤتمرات المرأة العربية حيث نادت بمساوة الحقوق عام 1960، وكانت رئيسة المؤتمر الدولي للمرأة؛ وفي عام 1961 أصبحت رئيسة أول اجتماع للفنون الشعبية. شكلت لجنة للإشراف على جامعة الفتيات الفلسطينيات للحديث عن اهتمامها بالقضية الفلسطينية وكان ذلك عام 1962.

 

كما عملت كرئيسة الاتحاد النسوي المصري، وفي عام 1959 أصبحت رئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية، فأسست التعاون بين الاتحاد المصري والاتحاد العالمي للجامعات، أصبحت لاحقًا رئيسة الهيئة المصرية العامة للسينما والمسرح والموسيقى عام 1967 ورئيسة مجتمع ثقافة الطفل عام 1968.

أما الحياة السياسية في رحلة "القلماوي" كان لها نصيب كبير،  فبدأ عملها السياسي عندما أصبحت عضوة بالبرلمان عن دائرة حلوان عام 1958 ومجددًا في 1979 حتى  1984.

 

وخلال رحلتها العلمية والمهنية، تولت الدكتورة سهير القلماوى الإشراف على دار الكتاب العربى، ثم مؤسسة التأليف والنشر، منذ عام 1967 حتى 1971، ومن أبرز الأعمال التى قامت بها خلال هذه الرحلة الطويلة واللامعة، أنها ساهمت فى تأسيس وإقامة أول معرض للكتاب فى مصر مع الدكتور ثروت عكاشة، وهو معرض القاهرة الدولى للكتاب خلال عام 1969،  وكان لها الفضل فى تأسيسه وتنظيمه ومنحه الدفعة التى ساهمت فى استمراره حتى الآن، وكان يشمل جناحًا خاصًا بالأطفال منذ بدايته.

 

واختارت إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب اسم سهير القلماوي كشخصية لدورة اليوبيل الذهبي عام 2019، وذلك تقديرًا لدورها في تأسيس المعرض عام1969، وكان لها السبق الأول في إنشاء مكتبة في صالة مسرح الأزبكية لبيع الكتب بنصف ثمنها.

وكان لسهير القلماوي فضل آخر في إثراء الحياة الثقافية في مصر، حيث أنها شغلت منصب رئيسة الإدارة التابعة للهيئة المصرية للنشر والتوزيع حيث عملت على توسيع نطاق القراء وتشجيع الكتاب الشباب والنهوض بصناعة الكتب.

وضخت "القلماوي" العديد من الأعمال الأدبية في المكتبة العربية خلال حياتها، فمن أبرز أعمالها "أحاديث جدتي، ألف ليلة وليلة، أدب الخوارج، في النقد الأدبي، الشياطين تلهو، ثم غربت الشمس".

كما ترجمت "القلماوي" العديد من الكتب والقصص منها: قصص صينية لبيرل بك، عزيزتي اللويتا، رسالة أبون لأفلاطون، وأيضا عشر مسرحيات لشكسبير وأكثر من20 كتابا في مشروع الألف كتاب، ومن أبحاثها: المرأة عند الطهطاوي، وأزمة الشعر.

وكُرم مشوار "القلماوي" بالعديد من الجوائز الأدبية منها " جائزة مجمع اللغة العربية، لموضوع رسالة الدكتوراه عن (ألف ليلة وليلة)،عام 1954، جائزة الدولة التقديرية في أدب الشباب، وكانت أول امرأة تحصل عليها عام 1955،  جائزة الدولة التشجيعية لعام  1955،  جائزة الدولة التقديرية في الآداب، تشاركتها مع د. شوقي ضيف عام 1963، وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1978، الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987".

 

 

 

 


-