الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا يحرم المصلين من روحانيات مسجد عبدالرحيم القنائي.. مصلون: اشتقنا لذكرياتنا مع الشهر الفضيل.. شاهد

 مسجد عبدالرحيم القنائي
مسجد عبدالرحيم القنائي

تاريخه الممتد عبر ثلاثة قرون من الزمان، يزخر بالكثير من الحكايات والروايات، التى يتداولها محبى ورواد مسجد السيد عبدالرحيم القنائى حتى الآن، لكن يبقى أكثرها حضورًا فى ذاكرتهم، صلاة التراويح و ليالى شهر رمضان الكريم، والتى لم تتوقف عبر عشرات السنين بين أروقة المسجد وجدرانه العتيقة.


صلاة التراويح كان لها طابع مميز ومختلف عن بقية المساجد، بداية من عدد ركعاتها التى تصل إلى 20 ركعة بخلاف الشفع والوتر، ومرورًا بوجبة الإفطار التى يتهافت الكثير من أبناء الطرق الصوفية و محبى آل البيت إلى حضورها للإفطار فى حضرة القطب الصوفى والاستمتاع بروحانيات وقت الإفطار التى تشبه إفطار الحرم المكى والمدنى.


روحانيات رمضان لا تتوقف على الصلاة والإفطار فى المسجد، بل يتخللها حلقات ذكر و ابتهالات وتوشيح دينية لأشهر المداحين والمبتهلين المحبين لآل البيت والقطب الصوفى عبدالرحيم القنائى، وهو ما يجعل المسجد ساحة مفتوحة على مدار اليوم للتزود من العلم و قراءة القرآن الكريم والاستمتاع بإبداعات المبتهلين.


المكانة الدينية لم تكن وحدها ما يميز مسجد سيدى عبدالرحيم القنائى، فقد احتل المسجد مكانة تاريخية و سياسية، بعدما زاره العديد من القادرة والرؤساء على مدار المائة عام الأخيرة، فقد استقبل 3 رؤساء مصريين، فضلا عن الملك فاروق الذى وضع حجر أساس تجديد المسجد عام 1948 ليحظى من وقتها بمساحة شاسعة جعلته أكبر و أهم مساجد المحافظة.


ولم يقتصر الأمر على الرؤساء فحسب، بل أصبح عادة رسمية، حضور المحافظين الذين تعاقبوا على تولى مسئولية قيادة محافظة قنا، إلى مسجد القنائى قبل تولى مهام منصبهم الجديد، حتى المحافظ المسيحى الوحيد فى تاريخ المحافظة كان حريصًا على الحضور إلى المسجد وتعهده برعاية كبيرة إبان فترة توليه المحافظة فى الفترة من 2005 إلى 2010.

 

المكانة الدينية والسياسية و تاريخه الممتد عبر ثلاثة قرون من الزمان، حولت مسجد القنائى إلى مزار سياحى هام يقصده محبى السياحة الدينية و الكثير من الباحثين الأجانب المهتمين بالرموز الدينية و العمارة الإسلامية المتجسدة بقوة فى بناء و عمارة المسجد.


يتحسر الكثير من أبناء قنا على الذكريات و الروحانيات التى افتقدوها، بعد إغلاق أبواب و ساحة المسجد بـ" الضبة و المفتاح"، بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، وكلهم أمل أن تنقشع الغمة و تفتح أبواب المسجد فى العشر الأواخر من رمضان، لكى يتنعموا بالصلاة فى المسجد والاستمتاع بحلقات الذكر والتواشيح وزيارة القطب الصوفى.


قال أحمد حسن" من أبناء الطرق الصوفية" اعتدنا كل عام منذ أن كنا صغارًا أن نأتى لحضور جلسات الذكر والمديح فى مسجد سيدى عبدالرحيم، خاصة فى نهار رمضان، وبعدها صلاة التراويح التى يتولى أدائها مشايخ وقراء أفاضل، و تعلقنا بهذا الأمر، و تحول حضورنا للمسجد فى رمضان من أهم عادات الشهر الكريم التى لم نستطع التخلى عنها، حتى جاءت أزمة هذا العام وحرمتنا من روحانيات المسجد وجوار شيخنا وقطبنا سيدى عبدالرحيم القنائى.


قال الشيخ أحمد أبوالوفا" مدير إدارة الدعوة بأوقاف قنا"، عبد الرحيم القناوي عالم دين وتفسير يرجع نسبه ومولده إلى دولة المغرب، ولد في الأول من شعبان سنة 521 هجريه 1127 ميلادية، اسمه السيد عبد الرحيم بن أحمد بن حجون وينتهي نسبه إلى سيدنا الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، و تلقى العلم في جامع ترغاي الكبير  بالمغرب على يد والده و كبار العلماء وذاع صيته بعد إلقاءه للدروس الدينية فى العشرين من عمره بعد إصرار من العلماء على استكمال طريق والده، وعقب وفاة والده الذى تأثر بشدة لوفاته ، نصحه الأطباء بالابتعاد عن المكان، فتوجه إلى دمشق حيث أخواله هناك، ومنها إلى الحجاز لحج بيت الله الحرام، والتقى خلال فترة وجوده بمكة بالشيخ مجد الدين القشيري من مدينة قوص، والذى أصر على مرافقته معه إلى مدينة قوص وبعد ثلاثة أيام رحل منها إلى مدينة قنا واستقر بها وذاع صيته من أهالى المدينة وما حولها، واعتمد العالم الراحل على نفسه فى تدبير نفقات معيشته فقد كان يعمل تاجرًا بجانب دوره فى توعية الناس بتعاليم الدين.


يذكر أن مسجد القنائى يعد من المزارات السياحية والتاريخيه بمحافظة قنا، لقيمته التاريخية التى حظى بها على مدار التاريخ بداية من إنشائه فى عام ١١٣٦ هجرية وحتى إعادة بنائه على يد الملك فاروق عام ١٩٤٨م بعد إزالة المبنى القديم الذى بناه الأمير همام بن يوسف، أمير الصعيد، كما شهد المسجد أعمال تطوير وتجديد من أهمها توسعة عام 2002، حيث تم إضافة ضعف المساحة له و إنشاء صحن أمامى غير مسقوف وبهو مقابل للمسجد، وفى عام 2004 تم تحويل دورات المياه القديمة الخاصة بالسيدات إلى مصلى للنساء وإنشاء أخرى حديثة، وفى عام 2006 تم استكمال سقف الصحن الخارجى.