الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صفوة على الحافة!


مجاراة التكنولوجيا،وملاحقة التقدم ،والوصول لمرحلة استباقها، وإبداع ما هو استثنائي ،وتطوير الأدوات ، فكريا وعملياتيا، تحدى حياتى ومهنى للعديد من المهن والمناصب الجذابة ، مرهق لحد الإنهاك ، معركة بلا كلل أو ملل.

ووسط كل هذه الأجواء الساخنة واللهاث الذي لا يتوقف ، أحيانا لا يكون المردود ،محقق للطموحات ، كغيرهم ممن ينتهجون سياسة السبوبة والزيس ، على الاحترافية والتطوير!

نقاش مطول عايشته ووصل لى ، بين أصدقاء ومعارف كثيرين ،في سياقات مختلفة ،على مدار الفترة الأخيرة ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ، في شركة إنتاج درامى ، وفي مراكز دراسات ما ، ومسئولون في جهات ما ، وقبله في عملى بوكالة أخبار عالمية ،وفي كواليس قناة عربية شهيرة ومكتب إخبارى شهير ، وفي اتصالات لأرباب مناصب بجهات وشركات ، لا يمكن حتى ذكرها بشكل تفصيلى .. من يسمونهم صفوة بشكل عام ، ومعارفى التجاريين والاقتصاديين ، وباحثون ودكاترة في أعمار  وتخصصات مختلفة!

وكأن هذا التحدى يصدع الجميع على كل المستويات فعليا ، وبأشكال مختلفة أكيد ،لكن العنوان الرئيسي واحد ، حتى من يتصور البعض إنهم في أفضل حال ، مهنيا وماليا، فبحساب الخارج والداخل ، الأمور دخلت في حالة التحدى ،في طبقات وسياقات ، لا يمكن العيش فيها بهذه الطريقة.

واقع صعب ومعقد ، فكرت أن أكتب فيه كثيرا ، لكننى تعرضت لنقاش داخلى ، بين ما يتصور البعض إنه بوح بأسرار قيلت أمامى ، وبين استعراض الأمر بشكل عابر للإستفادة ، وبالتأكيد هناك من هم ساكتون ، يتصورون أن الأمر عليهم فقط ، ويخجلون من ذلك ويعانون نفسيا .

سألت في جهات مختصة هل هناك تعرض لهذا الملف ، فإهتزاز الصفوة في مختلف السياقات أمن قومى ،
تماشيا مع معاناة من يسمونهم بملح الأرض ، والطبقة المتوسطة بكل مستوياتها ، العليا والمتوسطة والدنيا ، والتى يمثل المستويان الأولان منها ، الصفوة ، فقيل لى أن هناك نقاش ومحاولات مواجهة  في كل السياقات لأن الأمر ملح ويعرض المجتمع ، لاختلالات خطيرة من المهم مواجهتها، فقررت أن أكتب بمعلومات برقية الطابع.

لن أخوض أكثر في التفاصيل وسأكتفي بالايماءات والاستعراضات العامة ، حتى لا ينزعج البعض فأنا حسن النية جدا فعليا ، لكن الأمر يحتاج لدراسة ومواجهة ،حتى لا تندمى طبقة من المحترفين حاملى المجتمع ، بعضهم أعمالهم موسمية ، ومهما كانت أرباحهم  فلا تتعلق بالاحترافية والمهنية  بل ده دمه خفيف ولا لاء ، مثلا 
وغيرها من الأجواء غير الاحترافية وسياقات الشللية السلبية المعتادة.

 وهناك أعمال إبداعية مستقرة  بمقابلات يتصورها أخرون كبيرة ، لكنها بتحديات الفترة الأخيرة  ومستوى معيشة محدد ، يحاولون عدم النزول عنه ، لا تساوى شئ كبير .. هذا حديث لا يظهر لأخرين لأنه حديث في مكاتب ، لكن أنا واثق من إنه حديث عام ، فلا تعنى السيارة الجذابة ، والبدل الماركات  والطواقم اللطيفة ، والأكسوساريز اللافتة..أن الأمور تسير في الإطار السليم ، وكل شئ على ما يرام ، بل إنها تسير بالكاد ، ووجود أمثال هؤلاء من قادة المجتمع في عدة سياقات على هذا المنحى ، أمر مهدد للمجتمع كله صدقونى ، وفاتح لفسادات منوعة مثلا ، وانهيارات اجتماعية وثقافية مضرة أكيد.
 
ولو نزلنا مستوى ما بشكل أو آخر ستزيد الأعداد والهويات كثيرا والتحديات أكثر وأكثر ، فعدد السادة الذين يطلبون أعمال إضافية  كبير جدا ، رغم إنهم في أعمال يتصور البعض إنها جيدة  ، الأمر حاكم بالمناسبة  ، وزادت التحديات مع الكورونا أكيد .. ليس في مصر فقط بل العالم كله طبعا ، فإنضمت قطاعات كبيرة من التجار ، لا أتحدث عن الشاكين دائما ،أو قل المتشاكين وأرباحهم تزيد لحظيا ، لكن أتحدث عن قطاعات حقيقية
تعانى تحديات بشعة ، ولن أتحدث عن مرضي الاستيراد ، فأنا ضدهم على طول الخط ، لكنهم تأثروا أيضا بشكل كبير ، وفي مجالات عديدة .. وهناك قطاعات كثيرة اقتربت  من الوصول لمرحلة الصراع على البقاء ، وهناك مقاولون دخلوا هذه الدائرة بالفعل ، بل وهناك شركات إعلان وإنتاج إنكمشت ، وأخرى توقفت تماما ، بحجج تحاول إخفاء أمرها وراءها ، لكن الحقيقة واضحة للأسف للفاهمين .. وهم يضحكون على أنفسهم أو قل يتضاحكون
ودور نشر تعانى الأمرين ، على كبرها وتاريخها ، بل وأطباء في تخصصات بعيدة عن الأمور الشهيرة 
تأثروا جدا ، منهم الأسنان مثلا ..تصوروا ، بسبب قلق الكورونا ، والأمر ليس بعيدا عن الكوفيرات الكبيرة للجنسين ، وطبعا أصحاب المطاعم والكافيهات!

وتختلف هنا توصيفات الصفوة لدى البعض ، وتحديد مستهدفى المقال ، فقط أنا عرجت على أصحاب الأرقام الكبيرة نسبيا ، الذين تتضروا أيضا ، وبالطبع هناك مجموعات ستعود بالتأكيد ، وتعوض خسائرها ، لكن هناك من هم توطنوا في هذه الدائرة ، رغم احترافاتهم وعلاقاتهم لأسباب عديدة ، وهؤلاء من كل رموز الصفوة المباشرين 
وتنبع من هنا الخطورة خاصة لأنها تمس مناصب ما وقطاعات ما مثيرة للجدل!
 
ولذلك الأمر يستوجب وقفة حقيقية ليست من الدولة فقط طبعا ، لكن من كل مشتملات المشهد ، لأن الأمر يتعلق بهوية مجتمع ، وبقوى دافعة ، لو إنهارت كل شئ سيختل !!!

وطبعا هذا المقال لا يتعرض للسياقات الآخرى الاعتيادية ، التى غرقت في تحديات مريرة .. مع كامل تقديرى لها  لأننا نتكلم عنها كثيرا  ، والكل مدرك أمورها وصلت وتصل لأى حد .. بالمناسبة إسألوا من يذهب لمكاتب البريد ، وبنوك الزراعة عن بعض أشكال الحاصلين عن ال٥٠٠ جنيه ، دعم الدولة لمتضررى الكورونا ، وهذا سياق بعيد تماما عن موضوع المقال ، لكن الشئ بالشئ يذكر  ، حتى لا تتصورون إننى أتعمد التعرض لطبقة ما .

وبالطبع كل طبقة لها تحدياتها  لكن ما سمعته وأسمعه وأتوقع إنى سأظل أسمعه ، في قطاعات مختلفة جعل هذا المقال ضرورة .. وربنا يعين الجميع.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط