الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاء عبد الحسيب يكتب: صارحوا الدكتور «مشالي»

صدى البلد

لا يمكن لأحد أن ينكر فضل طبيبا قرر أن ينحاز إلي ظروف المرضى الكادحين،  أو أن  يسخر وقته وجهده وخبرته لرفع المعاناة عنهم.. بالطبع هو أمر محمود يستحق الشكر والثناء، ويتطلب منا جميعا الانحناء له احتراما وتقديرا أمام تلك الإنسانية الكبيرة والدور العظيم في تخفيف الآلام عن الناس، ورفع المعاناة عن أصحاب العلل ..


طالعتنا مؤخرا مشاهد كثيرة يظهر فيها الدكتور محمد مشالي طبيب طنطا الملقب بالطبيب الزاهد، أثناء لقاءات تكريم تارة، وتارة أخرى أثناء ظهوره ضيفا في تقارير تليفزيونية مصورة ترصد طبيعة عمله وحياته وتعامله مع الناس، ويكشف مضمونها كيف سخر الطبيب الزاهد وقته وجهده وعمره في خدمة مرضاه، والتضامن مع ظروفهم حتى حدد قيمة كشفه ٥ جنيهات فقط.. فأصبح الدكتور مشالي حديث الناس، بل والتريند الأشهر على مواقع السوشيال ميديا .. 


ظهر الدكتور مشالي في ندوات ولقاءات عدة يرتدي ملابس متواضعة جدا، لا ترتقي بقيمة وقامة هذا العالم الجليل، ويتوسط شخصيات وضيوف بملابس أنيقة مهندمة تسر الناظرين وبشكل ملفت للنظر .. أعلن الكثير ممن يجيدون الظهور أمام الكاميرات مبادرات إبراز نموذج الطبيب مشالي، دون تبني مبادرة واحدة للارتقاء بهندامه القديم ومظهره غير اللائق .. 


قرر الكثير من هواة اللقطة الذهاب إلى عيادته المتواضعة جدا دون النظر إلى حالته الاجتماعية، وظروفه الخاصة التي تظهر بالطبع على بيئة عمل غير آدمية لا تليق بالطبيب الكبير «سنا ومقاما» .. لا أتحدث هنا عن غياب إجراءات التعقيم ولا السلامة المهنية في علاج المرضى ولا أبسط قواعد النظافة والتطهير التي يجب أن تكون عليها الأماكن الطبية .. أتحدث فقط عن تهالك محتويات عيادة الدكتور مشالي وعشوائيتها التي ظهرت في المقاطع المصورة.


إن كنتم تريدون تكريم الدكتور مشالي وجب عليكم أن تصارحوه بأن وضعه القائم لا يليق بقيمته وخبرته الكبيرة التي لا تقل عن قيمة وخبرة الدكتور السير مجدي يعقوب على سبيل المثال وكبار الأطباء والعلماء في هذا القطاع .. صارحوا أسرته والمقربين إليه بأنهم شركاء في الإخلال بمظهره وهندامه، والتقصير في إظهاره أمام المجتمع بمظهر يليق بملائكة الرحمة وأطباء الإنسانية وخبرة وعمر الطبيب الكبير والمعلم .. 


التكريم الحقيقي للدكتور مشالي هو أن يقدم أمام شباب الأطباء والمرضى والمجتمع نموذجا يحتذي به، مظهرا يليق بمهنة الطب السامية وأناقة العاملين بها، تكريما أمام الأجيال لا يتعارض ولا ينتقص من زهده وانحيازه للفقراء والغلابة، تكريما يكون قائما على الارتقاء بمكان وبيئة عمله حتى ترتقي لأبسط مقاومات السلامة المهنية، تكريما يكون بريئا من الشو والأضواء والمتاجرة بالظروف .. تكريما يرضي الله والضمير .