الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على جمعة: قارون عَبَدَ الله 40 سنة ثم أغواه الشيطان.. وصنع ثروته من هذا العلم عن طريق الخداع.. ويوضح: الله خسف به الأرض لهذا السبب

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

على جمعة:

قارون عَبَدَ الله 40 سنة و3 من أعوان إبليس ذهبوا لإغوائه

يكشف عن صلة القرابة بين قارون وموسى

يبين من أين صنع قارون ثروته الهائلة 

يحدد المكان الذي حدثت فيه قصة قارون

يصف مفاتيح خزائن كنوز قارون

يوضح وجه الشبه بين فرعون وهامان وقارون

ويؤكد: الله برأ سيدنا موسى من تهمة شنيعة ألصقها به بنو إسرائيل

 بني إسرائيل كثير منهم ملحدون والتعامل معهم يحتاج لدراسة 

حل الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، اليوم السبت، ضيفًا على برنامج « مصر أرض الأنبياء»، المذاع على قناة مصر الأولى، وعدد من الفضائيات المصرية الخاصة، وأدلى خلالها بعدد من التصريحات عن قصة قارون وكيف كان عقاب الله له وما علاقته بفرعون إلى غير ذلك من التفاصيل المتعلقة بالقصة، والتي نبرزها في التقرير التالي.


قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن قارون كان من قوم موسى –عليه السلام-، مستشهدًا بقوله - تعالى-: « إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ»، ( سورة القصص: الآية 79).

وأضاف «جمعة» خلال حواره ببرنامج  «مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامى عمرو خليل، المذاع على قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أن قارون كان عاملًا لفرعون، وكان إذا أمره أن يشق على بني إسرائيل يومًا، شق عليهم أسبوعًا، وورد في بعض الروايات أن ما حدث لقارون كان فتنة وأنه عبد الله 40 سنة في خلوة.  

ونبه عضو هيئة كبار العلماء: «إبليس معجبوش أنه بيعبد ربنا كل الفترة دي بعتله 2-3 من أبنائه وفشلوا معه، فذهب إليه بنفسه، وظل يغويه وتركه بعد أن فتحت عليه الدنيا وأتاه الله كنوز كثيرة».


وأوضح الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إنه جاء في كتب التفاسير أن قارون كان ابن عم موسى، وقيل أنه كان عمه، وهذا يعني أنه في الجيل السابق عليه وأنه أخو سيدنا عمران، لافتًا: الأرجح أنه ابن عمه. 

وتابع «جمعة» خلال حواره ببرنامج « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أن قارون موجود في الواقع التراثي المصري، وكان يمثل شخصية الغني وفي نفس الوقت يمثل أيضًا شخصية الظالم الباغي المفتري.


وواصل عضو هيئة كبار العلماء، أنه ورد في الأخبار أن الله منح نبيه موسى- عليه السلام- علم الكمياء وخصه بأسراره؛ فجمع بين العلم والمعرفة.

وأكمل « جمعة» اليوم السبت، أن موسى -عليه السلام-  علًم يوشع بن نون وكالب وقارون كل واحد منهما الثلث؛ فخدع قارون الاثنين واخذ المعادلين منهما وأصبح معه علم الكمياء.

وأردف عضو هيئة كبار العلماء أن قارون صنع  ثروة هائلة ضخمة من علم الكمياء حتي قال كما جاء في قوله- تعالى-: « قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي..»، ( سورة القصص: آية 78).

واسترسل المفتي السابق أن قارون اعتمد على العمل دون المعرفة، ولم يستجب حتي دعا عليه موسي؛ فخسف به وبداره الأرض، قال - سبحانه-: « فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ»، ( سورة القصص: الآية 81).


وأكد الدكتور على جمعة، أن قارون موجود في الواقع التراثي المصري، فيوجد لدينا بحيرة قارورن وإن كان ليس لها علاقة مباشرة به، لافتًا: احداث القصة كانت في مدينة الفيوم قبل سنوات التيه.

وبين « جمعة» خلال برنامجه «مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أن قصة قارون لم تقتصر على القرآن الكريم فقط،  وورد في الكتب والتواريخ  القديمة أن هناك شخصا غاية في الغني له الخزائن واتاه الله من كل اصناف الثروة وخرج على قومه في زينه، لافتًا: هذا الشخص هو قارون.

وذكرعضو هيئة كبار العلماء، إن مفاتيح خزائن كنوز قارون لم يكن أحد يقدر على رفعها وحده، فكانوا يأتون بـ ٤ من العبيد ويضعون المفاتيح على عصا حتي يستطيعوا حملها.

وأبان عضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-علمنا أن الكبرياء يغضب الله ويكون سببًا في عدم دخول الجنة، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن مسعود - رضى الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «...لا يدْخُلُ الجنَّةَ أحدٌ في قَلبهِ مِثْقالُ حبَّةِ خَرْدلٍ مِن كِبْرياءَ»، لافتًا: « الخردل شيء خفيف جدا فـ 6000 حبة منه تساوى جرامًا».

واكمل « جمعة» خلال برنامجه «مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أن قارون كان مليء بالكبر وهذا ممن يغضب الله؛ لأنه -سبحانه وتعالى- له الكبرياء وحده، وهو القائل : « الكبرياءُ رِدائِي، فمَنْ نازعَنِي في رِدائِي قَصَمْتُهُ»، أي: اخذته ولا أبالي.

ولفت المفتي السابق إلى أن قارون لم يجيد التعامل مع نعم الله، مستشهدًا بقول الله -تعالى-: «قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ»، موضحًا أن الله خسف بقارون وبدراه الأرض؛ لأنه متكبر وباغي ولم يقم بحق المال الذي رزقه الله، ونسب لنفسه الحول والقوة، وكأنه يرى نفسه إلهًا؛ لذا أرانا الله - تعالى- آياته وعجائب قدرته في قارون ومثله من هؤلاء الناس.


وأشارعضو هيئة كبار العلماء، أن فرعون ادعي الإلوهية، وهامان سخر علمه لخدمته، وقارون كان عبدًا مؤمنًا لما يقرب من 40 عامًا ثم حدثت له فتنة وأغواه الشيطان، وجعله يتنكر من نعم الله - تعالى- عليه حتى خسف به وبداره الأرض. 

وأوضح «جمعة» خلال حواره ببرنامج  «مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامى عمرو خليل، المذاع على قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أن مثلث التنمية من العلم والقوة -السلطة- والمال كان يتمثل في هؤلاء الثلاثة، فهامان كان لديه العلم، وقارون لديه المال، وفرعون يملك السلطة والقوة.

وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن ما يمتلكون من صفات مثلث التنمية كان من الممكن أن تجعلهم في خدمة الناس وعمارة الأرض وكسب رضا الله - تعالى- ولكنهم اختاروا أن يفسدوا ويدمروا فيها.


وألمح الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن بني إسرائيل اتهموا موسى- عليه السلام- بعدم قدرته على الوصول إلى النساء، وكان يصفونه بأنه " آدر" ويعني هذا اللفظ "أن خلقة الشخص ليست سوية في هذا الجانب".

وأضاف « جمعة» أن موسى - عليه السلام- كان يستحم في بعض الشواطيء ووضع ملابسه على صخرة، وعندما خرج « الصخرة جريت بإذن الله» وموسى سار ورائها، فرائه بني إسرائيل على حاله وعرفوا كذب هذه الشائعة والتنقيص والعيب. 

ونوه عضو هيئة كبار العلماء أن الله - تعالى- برئه بمنتهي الرقى في القرآن الكريم، قال - عز وجل-: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا»، ( سورة الأحزاب: الآية 69).


وأكمل المفتي السابق  أن بنيء إسرائيل قالوا هذا الكذب على موسى - عليه السلام- بطريقة سوقية، فهذا ما يستحى ذكره من البشر، مبينًا أن موسى- عليه السلام- أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم- في ليلة الإسراء والمعراج بأن بني إسرائيل أتعبوه، لذا كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول في أكثر من موقف: "نحن أولى بموسى منهم"، أي عرفنا موسى على الحقيقة وفضلنا الله على العالمين بمعرفتنا للتوحيد واتباع الانبياء من آدام لمحمد - عليهم الصلاة والسلام جميعًا-، كما عرفنا قضايا الكون الكبرى وصولًا إلى الوضوء والسجود في الصلاة وغير ذلك. 

وأشار الدكتور على جمعة  في بداية الحلقة إلى أن موسى وهو في مصر كان يدعو بني إسرائيل ويسعى إلى تعليهم وتفهيمهم؛ لأنهم لم يكن لهم نصيب من التعلم وإدراك شريعة الله - سبحانه وتعالى- وما كان عليه إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف؛ فظلوا قرابة ٤٠٠ سنة منذ يوسف- عليه السلام- دون نبي ولم يبعث الله من بعده رسولًا، لافتًا: هذا مما كان يحتج به فرعون في إنكار موسى - عليه السلام-.


وقال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن بني إسرائيل يحتاجون إلى دراسة في كيفية التعامل معهم، فكثيرمنهم ملحدون الآن بالله، لافتًا: هذا بخلاف اليهودية فهي دين من عند الله، وهناك طوائف متدينة.

وأضاف « جمعة» أن العالم كله ضّجَّ من الصهيونية وإيذائهم للناس.

واختتم عضو هيئة كبار العلماء: « نحن لا نتكلم عن الديانة اليهودية أو نسل بني إسرائيل، إنما نتكلم عمن انحرف وجعل عنوانه هذه الديانة الشريفة ليخفي ورائها إفساده في الأرض».