قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الزواج من 22 رجلاً!


أقولها صراحة .. نعم تمنيت يوما ما الزواج من 22 رجلا وظننت ان زواجى منهم سوف يغير وجه الكون ويغرز على أرض الواقع كل القيم الجمالية التى تقوم على أساسها المجتمعات المتوازنة.
قبل ان يسترسل قلمى لحكى تفاصيل هذا الحلم كان على توجيهه للدخول فى الموضوع مباشرة تجنبا لاثارة الظنون البشرية الحاكمة لعالم اليوم والتى تمنح لنفسها حرية مطلقة للمصادرة على الافكار حتى لو كانت على سبيل الدعابة لمجرد اختلافها مع قناعاتها وخوفا من ان تقع سطورى تحت عيون من اعتادوا الاكتفاء بقراءة عناوين أو مقاطع متفرقة للمقالات فيتبادر اليهم لسمح الله رغبتى فى احتكار عدة رجال لنفسى وبالتالى اساهم فى ارتفاع معدلات العنوسة بمشارق الارض ومغاربها.
الحكاية باختصار تعود لسنوات الطفولة – القريبة نوعا ما- حيث كنت اتابع نشرة الاخبار الى جوار أمى ورنت فى أذناى اصطلاحات سياسية لم أكن قد اعتدت على سماعها بعد, كانت معظمها مرتبطة بالغزو العراقى للكويت واعتراضات الرؤساء العرب ازاء اعلان الحرب بين دولتين عربيتين وشجب المنظمات الدولية لما يتعرض له المدنيين هناك ومرت أيام قليلة وسمعت فى برنامج للاطفال معلومة ان الدول العربية عددها 22 دولة تتمتع بعضوية فى جامعة الدول العربية, ولما سألت أمى عن هذه الجامعة شرحت لى الفكرة بأسلوب مبسط لكن تدخل خالتى فى الحديث ومجادلتها مع أمى حول الموضوع جعلنى ادرك وقتها ان هذه الجامعة لم تقدم دور ايجابى لوقف هذه المآساة الانسانية.
فبدأت اسرح بخيالى الطفولى – الواسع بعض الشيىء- وطرأت على ذهنى فكرة ان اتزوج رجل من كل دولة عربية وانجب منه طفل لاكون مجتمع عربى مصغر يقوم على مبادىء الحب والعدالة و الخير والسلام , وقتها سوف يكون مجتمعى الصغير مثال رائد يتعلم منه الاخرين - كل حاجة حلوة- وتجربة يقلدها الكبار ليحلوا مشاكلهم, هكذا فكرت كطفلة ساذجة .. منعدمة الخبرة.. معلوماتها ضئيلة.
وبقى هذا الحلم حاضرا بداخلى استدعيه بين الحين والاخر لاقارنه بما قرأته وأطلعت عليه..بما كتبته وبكم الاشخاص الذين عرفتهم من مختلف الجنسيات العربية بحكم عملى وصداقاتى, فأكتشفت ان حسبة ال 22 رجلا كانت فاشلة حسابيا وان العدد قابل للزيادة أضعاف هذا الرقم.
فى الماضى الطفولى كنت اعتقد ان شخص واحد كفيل بتمثيل بلده والتعبير عنها لكن الان بالطبع الامر مختلف, فلو فكرت ان اتزوج رجل عراقى نظرا لاعجابى الشديد بحضارة بلاد الرافدين واحترامى لثقافة مفكريها اختاره سنى أم شيعى.. فالاختلاف بينهما معروف رغم انهم مسلمين وتحكمهم شريعة الهية واحدة .. ولو تزوجت فلسطينى هل يكون فتحاوى (نسبة لحركة فتح) أم حمساوى ( نسبة لحركة حماس) هم ايضا مختلفين رغم انهم يدافعون عن تاريخ وجغرافية وطن واحد يُسرق من بين ايديهم.. ولو كان العريس مصرى تُرى هل يكون اسلامى أم علمانى أم ليبرالى أم اشتراكى أم.. أم .. أم........وبنفس النمط يكون القياس على بقية الدول العربية.
لقد استدعت ذاكرتى هذا الحلم وانا أتابع نشرة الاخبار تماما كما ولد أمام نشرة اخبار قبل سنوات, ولكن هذه المرة كان منظورى مختلفا ربما أكثر نضجا , صحيح الصراعات مازالت قائمة خاصة مع انتشار عدوى الثورات والاحتجاجات والحروب مندلعة والكوارث الطبيعية نشطة, لكن ما تأكدت منه ان المختلفين فى توجهات فكرية ومذهبية .. متفقين على حلم واحد هو الوصول للسلطة والاحتفاظ بها مهما تكبدوا كما ايقنت انه بقدر ما تقرأ وتعرف لا تفهم بقدر ما تصيبك الحيرة احيانا من أمور كثيرة.
وقلت فى نفسى مع اختلاف حسبة الازواج العرب وتنوع المشكلات الزوجية التى أسمعها من صديقاتى ..زوج واحد يكفى ويغنى وسوف أقبله بمساوئه قبل مميزاته, واحد كفيل بانه " يجنن" فما بالكم ب 22