الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تجوز الزكاة لشراء وسائل الوقاية من كورونا؟.. الإفتاء تجيب

هل تجوز الزكاة لشراء
هل تجوز الزكاة لشراء وسائل الوقاية من كورونا؟.. الإفتاء تجيب

هل تجوز الزكاة لشراء وسائل الوقاية من الأمراض للمحتاجين؛ كالكمامات والقفازات، ومواد التعقيم؛ كالكحول، والكلور، لمواجهة خطر الإصابة بعدوى كورونا.. سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية..

وأوضح الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، بأن حفظ النفوس مقصدٌ كليٌّ من المقاصد العليا الخمس التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، ومنه حفظها من الأمراض؛ درءًا للمفسدة وجلبًا للمصلحة؛ فهي داخلةٌ في قوام عيش الإنسان طبعًا، فيجوز صرفُ الزكاة لتوفيرها لمن تعوزه شرعًا.

وأضاف أن هذا يشمل الوقاية من الأمراض قبل حصولها، كما يشمل علاجها بعد نزولها؛ صيانةً لصحة الناس بالوقاية ابتداءً، وإنقاذًا لها بالعلاج واستبقاءً؛ لأنه إذا جاز الصرف على المريض لعلاج ما فيه، جاز من باب أولى تلافيه، بل الاهتمام بوسائل الوقاية أوجب وآكد، وإهمالها والاستهانة بوسائلها يؤول إلى ترك المحتاجين عُرضةً للأمراض، وذلك في حقهم أمكنُ للبلاء، وأضعفُ في نسبة الشفاء، وفي حق مال الزكاة: أدعى لتضاعف المؤونة عليه، وأنقَصُ لأعداد المستفيدين منه؛ فيتزاحم بالحاجات، ويكل عن الوفاء بالحقوق والواجبات، وهذا يشمل وسائل الوقاية للأمراض المعتادة، ومن باب أولى أدوات الوقاية من الأوبئة المعدية.

وجاءت السنة النبوية وأوصت كثيرا بأهمية محاذاة الصفوف وسد الفرج، وإتمام الصف الأول فالأول أثناء صلاة الجماعة  وروى أحمد  وأبو داود  عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتِمُّوا الصَّفَّ الْأَوَّلَ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَ نَقْصٌ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ.. لكن مع انتشار وباء كورونا  أصبح بين كل مصل وآخر مسافة لاتقل عن متر ونصف ضمن الاجراءات الاحترازية لتجنب العدوي.. فما حكم الشرع في ذلك.

قال أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن إقامة الصلاة ورص الصفوف وسد الفرج، وإتمام الصف الأول فالأول، مطلوب شرعًا، ولكن هذا الأمر من السنن والمستحبات وليس من الواجبات بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: "تسوية الصف من تمام الصلاة"؛ فلم يذكر أنه من واجباتها أو أركانها.

وأشار إلى أن حفظ النفس من أعظم المصالح، فصلاة الجماعة مع وجود مسافات بين المصلين إذا كان هذا مما يساعد في الوقاية من الإصابة بالعدوى ويحد من تناقل وانتشار الوباء تعتبر على هذه الهيئة أمرا حسنا مطلوبا من الناحية الشرعية.

طالبت دار الإفتاء المصرية المصريين بالالتزام بتعليمات الدولة فيما يتعلق بتعليق صلاة الجماعة والجمع موضحة أن هناك مانعا من اجتماع الناس، كما هو الحال الآن من انتشار الوباء القاتل الذي يتعذَّر معه إقامة الجماعات.

وأكدت الدار، عبر موقعها الرسمي، أن العبادة في البيت في هذا الوقت توازي في الأجر العبادة في المسجد، بل قد تزيد أجرًا على العبادة في المسجد؛ وذلك لأنَّ هذا هو واجب الوقت الآن، لا سيما مع تَفَشِّي الوباء القاتل الذي ذهب ضحيتَه آلافُ البشر، وانتشر في عشرات البلدان، وهو فيروس "كوفيد-19".

وأشارت إلى أن هناك معنى للصبر على هذا البلاء، والثبات والالتزام بالتعليمات من قِبل الجهات المختصة، وهذا سببٌ لتكفير سيئات المؤمن ورفع درجاته.

واختتمت دار الإفتاء: على المسلم ألا يحزن ويخاف من ضياع الأجر فيما اعتاد فعله من العبادات لكن منعه العذر؛ لأنَّ الأجر والثواب حاصل وثابت حال العُذر، بل إنَّ التعبُّد في البيت في هذا الوقت الذي نعاني فيه من تفشي الوباء يوازي في الأجر التعبُّد في المسجد.


وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية: إن اتباع إجراءات الحكومة للوقاية من وباء فيروس كورونا، يعتبر من العبادة والطاعة إلى الله، لافتا إلى أن حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية، الموجودة فى القرآن والسنة النبوية.

وتابع مفتى الديار المصرية، خلال "لقاء الجمعة"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الجمعة: "الدين حذرنا من إلقاء أنفسنا فى التهلكة، وقدم حفظ النفس على كل الأمور بما فيها الدين، وعلينا المحافظة على أنفسنا.

وأكد أن اتباع التدابير الوقائية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، هى من العبادة وطاعة لله، وعلى الإنسان أن يكون واثقا أن اتباع التدابير تتوافق مع الشرع وجزء أصيل من تعاليم الإسلام".

وقال، إن الشريعة الإسلامية جاءت لصالح الإنسان فى الدار الدنيا والآخرة، لافتا إلى أن حركة الإنسان الدائمة فى الحياة ليست منفصلة عن بعضها، بالماضى والحاضر والمستقبل.
 
وأشار إلى أن العلماء خلصوا ان الشريعة جاءت لتحمى الإنسان عيشة سوية فى المجتمع، لكى يستقيم المجتمع ولا يعوج بسبب الإنسان، فالإنسان يفرح ويسعد ويتناسل جيل بعد جيل، وبالتالى كل ما جاء فى كى الأحكام والقصص القرآنى راعت مصالح الإنسان".