أعرب زلماي خليل زاد كبير المفاوضين الأمريكيين لأفغانستان عن تفاؤله بشأن استقرار السلام في أفغانستان بعد موجات من الهجمات التي عرقلت مسار الاتفاق التاريخي الخاص بخفض العنف والذي توصلت إليه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع حركة طالبان في فبراير الماضي.
وقال خليل زاد - في تصريح له- "لقد صرنا في وضع جيد برغم التحديات والصعوبات، نحن متفائلون بأننا نتجه أخيرا نحو إمكانية البدء مفاوضات أفغانية داخلية".
وعلى الرغم من التقرير الجديد للأمم المتحدة والذي يشير إلى أن طالبان لا تزال على صلة قريبة من تنظيم القاعدة، وهي الصلة التي تعهدت الحركة بقطعها تنفيذا لاتفاق السلام مع واشنطن، فإن المبعوث الأمريكي يرى أنه تم إحراز الكثير من التقدم في اتجاه السلام في الأسابيع الأخيرة.
ويرى المراقبون أن زلماي خليل زاد، المولود في أفغانستان، يعول عليه الرئيس الأمريكي في دفع الجهود الأمريكية الرامية لإنهاء صراع استمر نحو 20 عاما وسحب 13000 جندي أمريكي من أفغانستان.
وكانت الولايات المتّحدة وقّعت في 29 فبراير الماضي اتفاقًا مع حركة طالبان ينصّ على البدء فورًا بمفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين كابول والمتمرّدين، إضافة إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول منتصف 2021.
وبدأ الجيش الأمريكي الانسحاب من أفغانستان تنفيذًا لمفاعيل الاتفاق مع طالبان، لكنّ المحادثات الأفغانية-الأفغانية لم تنطلق حتّى الساعة في حين تصاعدت وتيرة العنف مجدّدًا ممّا هدّد بإخراج عملية السلام عن مسارها.
لكن في الأيام الأخيرة تسارعت وتيرة الأحداث الإيجابية في أفغانستان، إذ توصّل الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى اتّفاق مع منافسه عبد الله عبد الله الذي قال إنه مستعدّ، لبدء محادثات السلام مع حركة طالبان "في أي وقت".
كما سرّعت كابول عملية إطلاق سراح أسرى من حركة طالبان، وهو أحد الشروط المسبقة لبدء المفاوضات بين الجانبين، في حين بادرت الحركة المتمردة لإعلان هدنة خلال عطلة عيد الفطر التزمها الطرفان.