الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى رحيل نجيب الريحاني .. تزوج مرتين ورثى نفسه قبل وفاته

نجيب الريحانى
نجيب الريحانى

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان نجيب الريحانى الذى توفى عام 1949 وقدم للسينما العديد من الأعمال الكوميدية التى ظلت علامة فى تاريخ السينما المصرية ولقب بعدد من الالقاب منها "كشكش بيه" و"الضاحك الباكى" و"زعيم المسرح الفكاهى"، ومنحه الجمهور والنقاد هذه الالقاب حيث ظهرت موهبته فى عمر صغير لكن نجاحه اتى بعد الكثير من المعاناة. 


أقرا ايضا 


بداية نجيب الريحانى 

بداية نجيب الريحانى كانت جيدة حيث ولد لام مصرية والده عراقى وكانت حالتهما المادية ميسورة ولذلك تلقى تعليمه فى أفضل المدارس حتى التحق بالفيرير الفرنسية ولاحظ موهبته الشيخ بحر أستاذ اللغة العربية وقرر أن يختاره رئيسا لفريق التمثيل، حيث كان يعود إلى منزله يتدرب على أدواره بأصوات عالية ولساعات طويلة.

وكانت وفاة والده نقطة تحول كبيرة فى حياته حيث لم يكمل دراسته بعد حصوله على الثانوية فى السادسة عشرة من عمره مما دفعه الى مزاولة اى مهنة من اجل مساعدة والدته واسرته وعمل فى البنك الزراعى فى القاهرة وبالرغم من أن الده ترك ثروة ضخمة الا انه قرر ان يمنحها بالكامل الى ابنة شقيقته اليتيمة.

الجانب الشخصى فى حياة نجيب الريحانى 

تزوج الريحانى من الراقصة الإستعراضية اللبنانية "بديعة مصابنى" بعد قصة حب بينهما عام 1924، وكوانا ثنائيا قويا على الصعيد الفنى، لكن بعد زمن وكثير من المشاكل قررا الطلاق علما أنهما تبنيا طفلة معا تدعى "جولييت" وتزوج بعدها بفترة من الاستعراضية الألمانية "لوسى دى فرناى" وأنجب منها فتاة تدعى "جينا" لكن بسبب القوانين الألمانية التى تمنع زواج الألمانى لأى جنسية أخرى سجلت الوثائق زوجته لرجل ألمانى آخر ، وقبل وفاته قام ببناء قصر كبير تبرع به كمأوى للفنانين المتقاعدين الذين يعانون كثيرا بعد الشيخوخة وخاصة لعدم وجود أى معاشات أو خدمات تأمين صحى وأما من حيث ديانة نجيب الريحانى ومعتقداته وطائفته الأصلية فقد ولد لعائلة مسيحية من السريان الكاثوليك. 


أعمال نجيب الريحانى

استطاع نجيب الريحانى ان يقدم العديد من الأعمال الكوميدية التى رسمت البسمة على وجه قطاع عريض من محبيه كما ادخلت البهجة والسرور والسعادة فى قلوب الجمهور المحب لاعماله وذلك من خلال افلام مثل "غزل البنات" و"سى عمر" و"سلامة فى خير" وبرغم حبه للسينما الا ان كان عشقه الاول هو المسرح حيث قدم عديد من الاعمال المسرحية وانضم الريحانى فى البداية الى عديد من الفرقة الاستعراضية و المسرحية ولعل من ابرزها فرقة عزيز وفرقة عطا الله الا انه لم يستمر طويلا فى الفرقتين بسبب غيرة اصحابهما منه ومن موهبته الكبيرة وظل نجيب يعانى حتى وجد فرصة مع الفنان استفان روستى الذى منحه فرصة جديدة للعمل وذلك على مسرح آبي دي روزو، حيث ابتكر شخصية "كشكش بيه" التي ارتبطت باسمه بعدها.

وقام بعد ذلك بالشراكة مع الخواجة ديمو كونجاس بشراء مقهى حولت إلى مسرح أسموه "مسرح الإجيبيسيانية"، والذي حمل اسمه لاحقا، التي قدمت عليه عروض استثنائية كانت نقطة تحول في تاريخ الفن الاستعراضي المصري والعربي، ولاسيما بكونهم أول من استعان بفرقة راقصات استعراضية أجنبية. وقام الريحاني مع فرقته بجولات عديدة في الجزائر وتونس وبعد غياب 18 شهرا عن المسرح قرر العودة إليه ولاقت عروضه ومسرحياته التي كان يؤلفها صديقه بديع خيري نجاحا كبيرا، لقربها من الناس ومشاكلهم وحياتهم، مثل "الشايب لما يتدلع"، حتى آخر مسرحياته "حسن ومرقص وكوهين".

اعتزل المسرح وفي جعبته أكثر من 50 عملا مسرحيا منها 33 مع صديقه بديع خيري، إضافة لـ 6 أوبريتات أشهرها "الشاطر حسن". ثم عاد إلى السينما مقدما أعمالا هامة برغم أن إنتاجه السينمائي لم يتجاوز 10 أفلام تضمنت صاحب السعادة كشكش بيه وسلامة في خير وسي عمر وغيرها.

وفاة نجيب الريحانى 

توفى الريحانى فى 8 يونيو عام 1949، بسبب مرض التيفويد، الذى دمر قلبه ورئتيه، وذلك أثناء تصويره لآخر مشاهد فيلم "غزل البنات" الذى عرض بعد شهر من وفاته وعندما كان نجيب على فراش الموت رثا نفسه قائلا "مات نجيب. مات الرَّجُل الذى اشتكى منهُ طوب الأرض وطوب السَّماء إذا كان للسماء طوب.. مات نجيب الذى لا يُعجبه العجب ولا الصيام فى رجب... مات الرَّجُل الذى لا يعرفُ إلَّا الصراحه فى زمن النفاق.. ولم يعرف إلَّا البحبوحة فى زمن البُخل والشُّح.. مات الريحانى في 60 ألف سلامة".

شكلت وفاته صدمة للكثيرين وخاصة عندما علم أنه بسبب خطأ طبي واشترك الآلاف في تشييع جنازته، ورثاه الملك فاروق الأول وعميد الأدب العربي الدكتور طٰه حسين.