كشف الكاتب الكبير نجيب محفوظ سبب دارسته الفلسفة بالتحديد في كلية الآداب، وذلك خلال حوار أجري معه في بداية الستينيات، ونشر في كتاب عشرة أدباء يتحدثون للكاتب فؤاد دوارة، عن مكتبة الأسرة بالهيئة العامة للكتاب.
وقال محفوظ في الحوار: "كان الأدباء الذين أثروا فيا، وأنا في أواخر المرحلة الثانوية يمثلون ثورة فكرية أكثر منها أدبية، فطه حسين، وسلامة موسى والعقاد، قدموا لنا أفكارًا ومناهج فكرية أكثر مما قدموا لنا نماذج أدبية".
وأضاف: " وحتى الأدباء والشعراء الذين وجهونا إلى الاهتمام بهم كأبي العلاء، والمتنبي، وابن الرومي يغلب عليهم الطابع الفكري، وعل ضوء تأثري بهذه الأفكار يتضح سبب اختياري لدراسة الفلسفة، على أني لم أهمل قراءة الأدب أثناء دراستي للفلسفة، واسر في تواؤم طوال فترة الدراسة، وإن كانت الغلبة للفلسفة بطبيعة الحال".
وأوضح: "بعد التخرج مررت بفترة تنازع بين الفلسفة والأدب عذبتني كثيرًا، وأحسست أن علي أن اختار بينهما، وبلغت هذه الأزمة قمتها وأنا أعد رسالتي للماجستير مع المرحوم الشيخ مصطفى عبد الرازق، فقطعت العمل وأنا في منتصف الرسالة، إذ أحسست أن كل تقدم فيها يزيد من حدة التمزق المؤلم في نفسي".