الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

چى بي إس تهديدات مصر!


أجواء في غاية التعقد،أتصور إنها لم تتجمع ضد مصر كل هذه التهديدات الجسيمة في الحقب التاريخية المنظورة.. ففي ما أسميه بچى بي إس الأخطار، كل الطرق حمراء على كل الاتجاهات، شمالا وشرقا وغربا وجنوبا، والاتجاهات القريبة والبعيدة، والبحرية والبرية،وبكل لغات العالم تقريبا،بخلاف الأزمات الداخلية الملحة غاية في الصعوبة،ناهيك عن الخيانات والحياد غير المقبول في وقت الحروب.

وبالتالى كل هذه الأجواء تجعل قرار الحرب في غاية التعقد بالتبعية،لكنه وقت الحسم الملح جدا،خاصة إن كل الملفات إجبارى إنهاءها بشكل أو آخر في يوليو ٢٠٢٠، على اختلافها!

وبالرصد الاستعراضى لهذه الأزمات الكارثية،نجد القائمة تطول بها من قديمة وجديدة، من مكافحة الإرهاب في سيناء والعمق المصري،والتفشي الخطير للكورونا،والأزمة الاقتصادية التى تتعقد من كل النواحى،والتحالفات المعادية التى تتعاظم، ولها أذرع داخلية،بخلاف القوى المتلونة داخليا، والجبهة الداخلية غير مستقرة أحيانا في بعض شرائحها.. هذا داخليا بشكل عام.

أما إقليميا ، فقبل الخوض في تفاصيلها، يجب أن ندرك أن كل قوة مهما كانت صديقة، ستبحث عن مصالحها أولا، ويجب من هذا المنطلق أن يكون التعامل برجماتيا،مع الاستفادة من تورطات الأخرين..فلم أسعد بالمرة بحفلة الدعم التى أقامها لنا الأخوة السعوديون والإماراتيون والبحرينيون على توتير، فور قيادة الرئيس السيسى لتفتيش الحرب في سيدى برانى، لأنهم فعلوا هذا بالضبط، قبل الدخول في اليمن، لكن من المهم الإشارة إلى إنهم أيضا كانوا أكثر قدرة على جمع تحالف دولى لمشاركتهم في حرب اليمن، وبالتالى فهم أكثر نجاحا منا في ملف التحالف الدولى، مع الوضع في الاعتبار الانسحابات التى تم بعد ذلك بسبب طول فترة الحرب وعدم حسمها بشكل كامل، وهناك أيضا سلبيات للتحالفات الدولية،وهى استخدام الأجانب للأراضي المصرية،وهذا مرفوض بالمرة في عقديتنا.

وعودة لرصد الأزمات الإقليمية والعالمية، فإن الأزمة الليبية لا تتربع وحدها في الصدارة، بل هناك أزمة السد الإثيوبي، الذي يتابعها الرأى العام الداخلى والإقليمي والعالمي عن كثب، وكأنها مباراة نهائية في بطولة مصيرية،كأسها مياه النيل.. بالإضافة إلى أزمة الضم الإحتلالى الإسرائيلى لأراضي كبيرة في الضفة الغربية في إطار ما يسمى بصفقة القرن، وهذا يبنئ بتوترات أمنية كبيرة من الممكن أن تتصاعد لإشتباكات عسكرية، وكان هذا واضحا في التهديد بإنتفاضة فلسطينية ثالثة، بالإضافة للمناوشات المتصاعدة بين الأردن وإسرائيل، التى وصلت لحد التهديد بتدخلات عسكرية.

وبالمناسبة هذا الملف أثر على الملف الليبي، بتأخر التأييد الأردنى لمصر، ردا على اهتمام مصر بالملف الليبي أكثر من ملف الضم رغم إضراره بالفلسطينيين والأردنيين، حتى أن مصر لم تأتى بوزير خارجيتها سامح شكرى، كما كان مقررا لرام الله تزامنا مع تواجد وزير الخارجية الأردني لعقد قمة وزارية لحسم قرار نهائي في هذا الملف .

ومن الأزمات الخطيرة، المناوشات الغازية المستمرة، وعنصرها الأبرز الاستفزازات التركية، والتى تتم بمباركات دولية مختلفة، ووصل الأمر إلى أن هددت اليونان وفرنسا وقبرص تركيا لو تمادت في هذه الاستفزازات، والتلاسنات متواصلة بين القاهرة وأنقرة.

..وإسرائيل مختفية في المواقف العلنية،رغم إنها محرك كبير في أغلب الملفات وفق المصالح والإجراءات الواضحة .. وكثيرا ما ترسل رسالة باهتة مستفزة هى الأخرى من عدة جهات مباشرة وغير مباشرة، تنفى فيها أية علاقة لها بكل هذه الأزمات المصرية، بل وإنها من مصلحتها أن تكون مصر مستقرة .. لكن الأوقع إن هدفها الاستراتيجي أن تكون مصر دولة ضعيفة لكن لا تصل لحد الفوضى الكامل، حتى لا تتضرر من ذلك، وتحلم بأن يمكنها أن تحتل جزء من سيناء بحجة إقامة منطقة حماية آمنة، كما كان يخطط الاتراك مع دخولهم في ليبيا، باحتلال جزء من الصحراء الغربية المصرية بحجة إقامة منطقة آمنة، كالتى احتلوها في سوريا والعراق.

وما لا ينتبه له البعض،أن تركيا كانت قد أتفقت على تبادل مصالح مع إيران، بأن تدخل إيران تركيا في اليمن، لتكون شريكة في السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية إقليميا وعالميا، وبالذات السيطرة على مضيق باب المندب، لتكون تعويضا لها عن الجزيرة السودانية التى كان سيعطيها لها البشير لإقامة قاعدة بحرية عليها.. وهذا في مقابل أن تدخل تركيا إيران لليبيا، لتساوم أوربا وأمريكا وإسرائيل على مصالحها .. وانتبهت مصر لذلك على الفور، فجاءت التحرك الحاسم، وكان واضحا أن قائد الحوثيين علق على التحرك المصري نحو ليبيا بسبب تورط إيرانى ما، وحذر المصريين في شكل تهديدى مما حدث للسعوديين في اليمن.

ومن الملفات الواجب الوقوف أمامها، هى مواقف الاتحاد الأوربي، الذي لم يدعمنا في ملف السد الإثيوبي، رغم إنه كان حاضرا في الجولة الأخيرة للمفاوضات كمراقب مع الاتحاد الإفريقي، ولم يصدر تعليقا منه حتى الآن، كما لم يصدر عنه تعليقا واضحا عن التطورات الليبية والتدخل المصري بها.

فيما تتخبط المواقف الروسية والأمريكية والصينية، فالكل لا يهتم إلا بالموقع الاستراتيجي لليبيا ونفطها، وكان هذا واضحا جدا في الموقف الأمريكى، ومن هنا تأتى ريبتى منهم، وعلينا أن نفكر على هذا الأساس في طبيعة التدخل العسكرى في ليبيا، هل بريا كثيفا أم جويا ممزوجا بعمليات صاعقة، وأتصور أن الأوقع الثانى،لكن تفتيش الحرب الأخير، لم يقل ذلك بشكل أو آخر، والخوف كل الخوف من أن يوحلونا في المستنقع الليبي.. لكن القيادة المصرية متيقظة لكل السيناريوهات وقادرة على كل المواجهات في كل الملفات، وكلنا وراءها.

ولى حديث آخر معكم حول المواقف العربية المختلفة بين برجماتية ومتخاذلة ومعادية، بعد إجتماع وزارة الخارجية العرب، لأن هذا الاجتماع واجواءه السابقة واللاحقة،ترسم لنا صورة حقيقية عن العرب، وهل نكمل معهم الطريق،أم نبحث عن حلفاء جدد؟!

.. وتحيا مصر
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط