الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أماني سمير تكتب: عايز تشتغل؟؟ .. ما تسمعش نصيحتي!!

صدى البلد

من وحى  مقال للكاتب المخضرم الأستاذ / عاطف بشاى فى جريدة المصرى اليوم .. ومن واقع متابعتى المهنية لما يقدم حاليًا على الشاشات المصرية تحت اسم ( صنع فى مصر) من أعمال درامية احترت فى تصنيفها .. وأحيانًا كثيرة أعجز عن وصفها .. تخيلت الحوار التالى..


سأل مؤلف شاب يحلم بالكتابة الدرامية شيخًا من شيوخ مهنة التأليف الدرامى فى بلادى : انصحنى يا أستاذنا .. ماذا أفعل لأدخل الوسط الفنى فى مصر اليوم ؟!


فأجاب الشيخ الفنان بحنو وتعاطف : لا تستمع إلى نصيحتى!! . .. افهمنى يا بنى .. أنا لا أريد لك الفشل .. لو استمعت إلى نصيحتى المهنية كما تلقيتها من أساتذتى .. فسوف أتسبب لك فى ضرر كبير .. لأننى سأقول لك .. اذهب ومارس القراءة الجادة فى كافة مناحى الحياة .. تعرف على العلوم الإنسانية والفنون المختلفة .. تردد على المسارح الجادة ومعارض الفن التشكيلى .. شاهد الأفلام العالمية وتعرف على فنون الأداء .. استمع إلى الموسيقى الكلاسيكية وتذوق النغم الشرقى الأصيل .. استمع لعبد الوهاب وأم كلثوم .. فى زمن شاكوش .. سافر مع عبد الحليم وبليغ حمدى .. واحلم مع ( طاير يا هوا ) فى زمن (عود البطل) .


بعد أن تتسلح بالمعرفة والتذوق .. استخدم موهبتك فى صياغة عمل درامى له بناء محكم .. وارسم شخصيات درامية لها أبعاد إنسانية وخُلقية واضحة تخدم الفكرة التى أبدعتها .. اصنع صراعا متصاعدا قائما على أبعاد نفسية وشخصية حتى تصل لذروة الصراع ثم أوجد الحل الفنى المنطقى . 


اكتب حوارا ذكيا ومكثفا وراقيا .. حتى لو كنت تتعامل مع شخصيات شعبية .. فالإسفاف والابتذال ليسا مرادفات للطبقة الشعبية فى مصر يا بنى.. كما تصورها أعمال اليومين دول !!


الإغراق فى المحلية لا يعنى السوقية .
لكن صدقنى .. لو عملت بنصيحتى .. لألقى المنتج بالورق فى وجهك .. وطردك شر طردة مشيعًا باللعنات .


تريد الصعود فى عالم دراما مصر اليوم .. ابدأ السلم من ورشة لأحد أسطوات ورش الكتابة الدرامية لترزية النجوم .. انضم لمجموعة من صبيان هذا الأسطى .. وتعاون معهم فى قص ولزق وصنفرة أفكار الشخصيات التى وضعها لكم الأسطى بناءً على رغبات النجم .. رُش الإفيهات من جلساتك فى الكافيهات الخمس نجوم والشعبية .. لتتصف كتاباتك بالتلقائية .. فيشيد بك الأسطى فى أوساط الفنانين والنجوم وملوك الإنتاج .


ابدأ عرض عملك بالجملة الرابحة ( عندى ورق زى الفل ) .. اكتب صفحتين لقصة تافهة تحمل «إفيه» أو ( blof) لينال إعجاب النجم ( البيّاع) من أصحاب الأجر بالملايين .. عندها يستقبلك المنتج بالأحضان .


وعندما لمح اليأس فى عين الشاب .. تعاطف معه وقال : يا بنى .. المؤلف هذه الأيام هو صنايعى للنجوم .. لم تعد الكتابة فكرا وإبداعا .. لم تعد علما وثقافة ودراسة .. لقد امتلأت الساحة بالأرزقية عديمى الموهبة .. لعيبة التلات ورقات .. فى زمن الإعلان .. يتوارى المبدع .. لأنه ثقيل الظل .. صاحب فكر .. بطيء الإنجاز .. كثير الجدل .. لديه كرامة ولا يقدم تنازلات .. فهو كائن غير مرغوب فيه .


وعندما يتوارى المبدعون .. يصبح المؤلف (ترزى) والمخرج(سفرجى) والمنتج (مقاول أنفار) ... والخاسر الوحيد هو الجمهور.