الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حنان إبراهيم تكتب: الفيل المفخخ

صدى البلد

حدثت تلك الواقعة في الهند حيث تسبب رجل في موت أنثى فيل إثر التهامها ثمرة أناناس مفخخة بمفرقعات نارية انفجرت في فمها، مما تسبب في عدم استطاعتها تناول الطعام بعد الإصابة، وماتت في نهر"بالاكاد" بالولاية الواقعة جنوبي البلاد.


تعد القنابل" الطُعم" المصنوعة من المواد الغذائية المحشوة بالمتفجرات شائعة في الهند خاصة في الولايات الجنوبية؛ لمنعها من إتلاف المحاصيل.


ولقد قامت الشرطة الهندية بالقبض على الرجل، وفتحت تحقيقًا لمعرفة السبب الذي جعل هذا الرجل يقوم بهذا العمل، هل فعل ذلك من أجل اللهو أم من أجل حماية محصوله من الفيل؟.


والسؤال الآن هل ستطلق السلطات الهندية سراح الرجل لو كان وضعه للمتفجرات من أجل حماية محصوله؟ وهل حماية المحصول تعطيه الحق في هذا التصرف الغير إنساني؟ وأين منظمات حقوق الحيوان من هذا الأمر؟ .


إن منظمات حقوق الحيوان في الغرب والتي صدعت رؤوسنا ليل نهار بشعاراتها، والتي تتربص لأي شيء يحدث في بلاد المسلمين، كما أنها تغض الطرف في أغلب الأحيان عما يحدث عندهم، ولو علموا تعاليم ديننا الحنيف في معاملة الحيوان لما تجرأوا على توجيه نصائحهم الثمينة لنا، بل يطلبون منا النصح، فالحيوان في الإسلام له حقوق أقرها الشرع، وعلمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم منها:


حق الإطعام: ففي الحديث الذي رواه سهل بن عمرو رضي الله عنه في سنن أبي داوود أن رسول الله مر ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال:" اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة"، وقوله صلى الله عليه وسلم:" ما من مسلم يغرس غرسًا فيأكل منه إنسان، ولا دابة، ولا طير، إلا كانت له صدقة"، ومن يمنع الحيوان هذا الحق فعقوبته النار كما جاء في حديث المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض.


حق الراحة: فلا يحق للإنسان أن يجهد الحيوان بالعمل الكثير، أو الشاق، أو أن يحمله مالا يطيق، كما حدث عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم حائطً أحد الأنصار فوجد جملًا، فلما رأى الجمل النبي صلى الله حنّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله ذفراه، فسكن فقال:" من رب هذا الجمل"، فجاء شاب من الأنصار فقال أنا، فقال رسول الله" ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه – أي تتعبه – ".


عدم التلهي به: فالتلهي بالحيوان حرام، ففي مسند أحمد والنسائي وابن حبان عن عمرو بن الشريد قال: سمعت الشريد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من قتل عصفورًا عبثُا عَجّ إلى الله عز وجل يوم القيامة منه، يقول يا رب إن فلانًا قتلني عبثًا، ولم يقتلني بحق".


حقه عند الذبح: ففي سنن الترمذي عن شداد بن الأوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحه".


إن تعذيب الحيوان عقوبته اللعنة والطرد من رحمة الله، فعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على حمار قد وُسِم في وجهه فقال:" لعن الله الذي وسمه"، كما أن الرفق بالحيوان سببًا لمغفرة الذنوب، ودخول الجنة، كما في حديثي البغي، والرجل اللذان سقيا الكلب الذي كان يلهث من شدة العطش، فشكر الله صنيعهما، وغفر لهما.


  ولقد وعى الصحابة رضوان الله عليهم هذا الأمر، وأن الرفق بالحيوان من شرع الله، فكان سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه يقول لبعيره عند الموت: يا أيها البعير لا تخاصمني إلى ربك، فإني لم أكن أحملك فوق طاقتك، وكان عدي بن حاتم يفت الخبز للنمل ويقول: إنهن جارات لنا، ولهن علينا حق، وعندما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجرا؟ فقال:" في كل ذات كبد رطبة صدقة".


إن عالم الحيوان له حقوق مثل الإنسان، قال تعالى في سورة الأنعام:" وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم"، فاحذروا من عدم الرفق بالحيوان، أو تعذيبه، فإن كان هذا الحيوان لا يستطيع الدفاع عن نفسه فالله سيقتص له يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يقتص الخلق بعضهم من بعض، حتى الجَمّاء من القرناء، وحتى الذرة من الذرة"، وعليكم بالرحمة بالحيوان، ففي سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الراحمون يرحمهم الرحمن، وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".


وأخيرًا فإن من أٌعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خيري الدنيا والآخرة.

 

إعداد الواعظة / حنان محمود إبراهيم.

منطقة وعظ بني سويف.