الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف رامز أمين يكتب: الكورونا ومصر وأفريقيا "4"

صدى البلد

قد تكون الحكومة لها العذر فى اتخاذ قرارات رفع الحظرالكلى فى مواجهة فيروس كورونا منذ غدا يوم السبت الموافق ٢٧ يونية اسوة بباقى حكومات العالم..لمواجهة الركود الاقتصادى وإهتزاز بل تدنى وانهيار الدخل وإقتصاد الأفراد ولذا جاء الرفع للحظر لتنشيط الإقتصاد والتبادل التجارى درءا للإنهيار الكامل الإقتصادى والتجارى وعودة النشاط المتنوع تدريجيا للبلاد وبذلك ألقت الحكومات المختلفة مسئولية الحماية الصحية والإحتراس والإحتراز من المرض والفيروس على الأفراد - فالمحترس المحترز سينجو والمتهاون سيلقى نصيبه... وهذا وارد خاصة وأن الوضع الصحى لدينا فى مواجهة فيروس كورونا ليس فى أفضل حالاته..سواء فيما يتعلق بالمصابين أو المتوفين فلقد تخطى حاجز الاصابات "واحد وستون ألف حالة والمتوفين تخطى ألفين وخمسمائة ..كما أن هناك آلاف الحالات التى تعالج بالمنازل.. وحيث يتم تعاطى أدوية الكورونا أو كورس العلاج المتوفر بشكل عادى وكاجراء وقائى حتى فى معالجة نزلات البرد العادية وأدوار الانفلوانزا التقليدية....وتفضيل أو اضطرار العديد من المصابين للعزل أو العلاج بالمنازل,هذا طبعا بجانب عزل بعض القرى والأحياء على مستوى الجمهورية وأيضا العائدين من الخارج بنسب غير قليلة منذ بداية الجائحة.


ولقد أكد المتخصصون بمنظمة الصحة العالمية أن ارتفاع أعداد الإصابات في مصر بفيروس كورونا أمرا واردا، وأنه من المتوقع أيضا المزيد من الحالات خلال الفترة المقبلة.ويبدو أنه "لابد من دفع ضريبة ما فعلناه منذ قرابة شهر من تراخي تطبيق الإجراءات الاحترازية خلال الفترة الماضية، متمنيين الوصول لذروة المرض وبداية مرحلة الانحسار".بشرط ألا يتسبب قرار رفع الحذر فى زيادة أعداد المصابين والمتوفين.                     



ورغم أن الحكومة قد جندت مئات المستشفيات المتنوعة وحشدت آلاف الأطقم  الطبية   لعلاج المصابين ورعايتهم...لذا فلم  يكن من المناسب أيضا ونحن نحيى "الجيش الأبيض " على جهوده فى مكافحة جائحة "كورونا" اتهام بعض الأطباء بعدم التواجد فى أماكنهم مما نتج عنه المزيد من وفيات مرضى الكورونا –حسبما ذكر :الأمر الذى أثار لغطا لا مبرر له وذلك فى الوقت الذى نحتاج فيه الى التكاتف والتوحد فى مرحلة حساسة ودقيقة فى تاريخ الوطن,خاصة وأن الجيش الأبيض قد قدم أكثر من مائة حالة وفاة وآلاف المصابين على مستوى الوطن.


                                                                                                       

واسمحوا لى أن أقول أنه قد لا تكون معالجة الكورونا قد تمت بنفس قدر وحكمة معالجة قضيتى ليبيا وسد النهضة والتى تحظى بأعلى درجات ضبط النفس والحكمة...ومن أعلى القيادات على مستوى الدولة...رغم أن كورونا قد تم معالجتها منذ البداية بشكل استباقى,لكن لاأعرف الآن:قد تكون البوصلة قد تاهت نسبيا..ولعل هذا يضع مسؤلية أكبر على الأفراد والأسر والجماعات وكيفية تعاملهم مع الفيروس واتخاذ أقصى درجات الاستعداد للوقاية منه فى هذا الانفتاح غير المسبوق  والجارى بدءا من الغد ولأول مرة  اعتبارا من مارس الماضى.                                                      

                                             

ترتيب دول أفريقيا من حيث الإصابات بفيروس كورونا: 

 ذكرت المواقع الخبرية نقلا عن منظمة الصحة العالمية أن حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد فى القارة الأفريقية قد قاربت الربع مليون شخص، فيما تخطت حصيلة الوفيات أكثر من ستة الآف  وفاة. وبحسب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا، فإن عشرة من بين 54 دولة تعاني من تفشي الجائحة تقود الزيادة في عدد الحالات.ومنذ ظهور مرض كوفيد-19 في أفريقيا لأول مرة في فبراير الماضي، يتواصل تفشي المرض. وأوضحت منظمة الصحة العالمية في أفريقيا أن 98 يوما فقط استغرقت للكشف عن أول 100 ألف حالة في أفريقيا، و18 يوما فقط للوصول إلى 200 ألف حالة، في إشارة إلى تسارع تفشي الجائحة.وبيّنت المنظمة أن عشرة من بين 54 دولة تسهم بنحو 80% من جميع الحالات، وأكثر من 70% من الوفيات تحدث في خمس دول فقط، وهي: الجزائر، مصر، نيجيريا، جنوب أفريقيا والسودان. وتمثل جنوب أفريقيا 25% من إجمالي الحالات في القارّة، وتسجّل محافظتا كيب الغربية وكيب الشرقية أعلى الحالات والوفيات يوميا.وبحسب المكتب الإقليمي لأفريقيا في منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من نصف البلدان في القارّة تمرّ بانتقال مجتمعي لفيروس كوفيد-19، ورغم أنه في الكثير من الحالات، يكون تفشي المرض في العواصم، إلا أن كوفيد-19 ينتشر أيضا في المحافظات في أفريقيا.                                                     


وقال د. ماتشيديسو مواتي، مدير مكتب منظمة الصحة الإقليمي في أفريقيا، إن نصيب القارّة من عدد الحالات لا يزال صغيرا جدا مقارنة بالحالات على مستوى العالم،والتى تقارب عشرة ملايين وحوالى نصف مليون متوفى أكثرهم فى الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا  لكنّه أضاف محذرا: "إن وتيرة الانتشار تتسارع، وقد ساعدت التدابير المبكرة والسريعة التي اتخذتها الدول الأفريقية على الحفاظ على انخفاض الأعداد، ولكن اليقظة المتواصلة مطلوبة لوقف كـوفيد-19 من إرهاق المرافق الصحية.                                             


قرارات رفع الحظر:

وفي الأسابيع القليلة الماضية، بدأت دول عديدة بتخفيف الإغلاقات وسمحت باستئناف بعض الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.وقال د. مواتي، إن التزام المنزل وإغلاق الأسواق والشركات أثر كثيرا خاصة على المجتمعات الضعيفة والمهمّشة. وأضاف يقول: "إن الحاجة لإيجاد توازن بين إنقاذ الأرواح وحماية مصادر الرزق هو اعتبار أساسي في الاستجابة، وخاصة في أفريقيا". وحثّت المنظمة على إخضاع عملية القيود للرقابة وضمان وجود قدرات وآليات اختبار واسعة النطاق، وتعديل التدابير باستمرار بحسب الاتجاهات في البيانات والحفاظ عليها حتى يتم احتواء الجائحة أو إلى أن يتم إيجاد لقاح أو علاج للمرض وأن يكون متاحا للجميع.                                                                

                                            

من هنا، فإن المعركة بالنسبة الى المقيمين على الأنظمة الصحية في السواد الأعظم من دول أفريقيا هي معركة الاحتواء، الذي يشكّل خط الدفاع الأول والأخير. ومعالجة نقاط الضعف في هذه المعركة والتي تتشارك فيها معظم الدول الأفريقية، وتتلخص في التالي: مازالت التجمعات والاختلاط قائمًا رغم التحذيرات، كما تجبر نسبة الفقر العالية شريحة واسعة من الناس على الخروج للعمل اليومي، كذلك تمنع القدرة الشرائية الضعيفة لدى عدد كبير من المواطنين حصولهم على أدوية التعقيم، وتحول ندرة المياه دون قيام الكثيرين بغسل أيديهم بشكلٍ مستمر، إذ يفتقر 258 مليون إنسان في أفريقيا إلى المياه الصالحة للاستعمال، أضف إلى ذلك، أن بعض الدول تعاني من أرقام عالية في عدد المصابين بأمراض معدية، ولاسيما مرض نقص المناعة (الإيدز)، حيث يبلغ عدد المصابين بهذا المرض في جنوب أفريقيا وحدها أكثر من 7.7 ملايين مريض.                                                           

                                       

أيضا فأن أفريقيا تمتلك أضعف نظام صحي بين كافة مناطق العالم، إذ لا يتجاوز الانفاق على الصحة في الدول الأفريقية كافة نسبة 1 في المائة من الإنفاق الصحي العالمي، وتبلغ فجوة الاستثمار في القطاع الصحي الأفريقي لملاقاة أهداف التنمية المستدامة نحو 185 مليار دولار سنويا. وعليه، إذا سقط خط دفاع الاحتواء ووصلت دول أفريقيا إلى مرحلة الانتشار، فإن ذلك يُنذر بكارثة كبيرة، خصوصًا إذا انتشر كورونا في المدن ذات الاكتظاظ السكاني والضواحي وأحزمة البؤس ومخيمات اللاجئين، حيث تتركّز نسبة عالية من الناس الذين يعانون من سوء التغذية أو مصابين بأمراض نقص المناعة.تأتي هذه الصدمة في وقت عصيب أصلًا لثلاثة من اقتصادات أفريقيا الكبرى، وهي جنوب أفريقيا التي تعاني ركودًا منذ فترة، ونيجيريا التي تعاني نقصًا حادًا في الدولار ويُنتظر ان تخفض قيمة عملتها بنسبة 10 في المائة، وغينيا الاستوائية التي تشهد نموًا بطيئًا جدا. 


رؤية مستقبلية للوضع فى أفريقيا:                                                                                                       ولقد أعدت منظمة الصحة العالمية دراسة تتوقع من خلالها أن يودي فيروس كورونا بحياة نحو 150 ألف شخص في أفريقيا خلال عام واحد في حال عدم اتخاذ إجراء عاجل للحيلولة دون وقوع ذلك. ورجحت هذه الدراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة "بي إم جي جلوبال هيلث" أن يصيب الوباء قرابة ربع مليار شخص في القارة.                                                              

                                 

وأكد الدكتور تيدروس أدهانوم، مدير عام منظمة الصحة العالمية، أن أفريقيا تعد المنطقة الأقل تأثرا حول العالم بجائحة فيروس كورونا، من حيث عدد الوفيات والإصابات.ولفت إلى أن الموجة الثانية تعني انخفاض أعداد الاصابات بالفيروس ثم معاودة الارتفاع مجددا، وحذر مسؤول الصحة العالمية من أن العالم عليه أن يبقى حذرا حتى لو انخفضت أعداد المصابين لأن الفيروس يمكن أن يقفز مجددا حيث لا توجد ضمانة بأنه سيواصل الانخفاض.                                                           

                               

 هذا ويشعر المسؤلون الأفارقة بالقلق من الانتشار السريع للفيروس الأمر الذي يؤثر على قطاعات عديدة في الدول الإفريقية وعلى رأسها قطاع السياحة وتعد الصين الشريك التجاري الرئيسي لأفريقيا،حيث تمتلك ما يقارب من 10000 الاف شركة في جميع أنحاء القارة، وهو الأمر الذي يفرض قيودا على الدول المستقبلة للشركات الصينية حيث لا يمكنها إيقاف عمل هذه الشركات على أرضيها، إضافة إلى أن الدول الإفريقية جنوب الصحراء على وجه الخصوص لديها قيود مالية وخارجية محدودة بمعني أنه ليس لديها أصول متاحة بسهولة يمكن استخدامها لأغراض التعامل مع الازمات الاقتصادية كـصناديق الثروة السيادية الكبيرة.كما أن الاقتصاديات الإفريقية تعتمد بشكل أساسي على تصدير المواد الخام وبخاصة النفط وقد شهدت أسعار النفط تراجعا كبيرا منذ تفشي هذا الفيروس فقد أدى إغلاق الصين على سبيل المثال لموانيها إلى قيام مستوردي النفط بإلغاء عمليات الشراء وفرض قيود على الدول والشركات النفطية الموردة حتى يتم قبول الشحنات.                  


ونتيجة لذلك، ووفقا لصندوق النقد الدولي فمن المتوقع أن تشهد بعض الدول الإفريقية إنخفاضا في معدلات النمو الاقتصادي فقد تشهد نيجيريا على سبيل المثال انخفاض في معدلات النموالاقتصادي من 2.5% إلى 2% وهذا يرجع إلى أن اقتصاديات الدول الإفريقية جنوب الصحراء تتسم في مجملها بـ تضاؤل الاحتياطيات الأجنبية، إضافة إلى الاعتماد الكبير على التدفقات الأجنبية مما يحد من قدرة الحكومات على التعامل مع انخفاض الإيرادات إضافة إلى انخفاض أسعار النفط.                                                            


وختامًا، يمكن القول إنه من المرجح أن تكون التداعيات الاقتصادية للقارة شديدة وطويلة الأمد، لأن الكثير من الدول الإفريقية  تعتمد بشكل كبير على الواردات  السلعية إلى الصين، ولديها ميزانيات إقتصادية ضعيفة نسبيًا إضافة إلى تصاعد أعباء الديون المرتفعة واسعار العملات المتقلبة وكذلك غيرها من المشاكل الأخرى...وهنا تظهر أهمية القمة التى عقدت الأربعاء قبل الماضى بين الصين وأفريقيا وشارك فيها الرئيس السيسى فى اطار التعاون مع الشركاء الاقليميين والدوليين لمواجهة جائحة كورونا.                                          


يذكر أن الرئيس السيسي قد أعلن من قبل أنه تم التوافق بين زعماء إفريقيا على إنشاء صندوق لتوفير الموارد اللازمة لدعم جهود مكافحة تفشي وباء كورونا في القارة,وذلك من خلال مؤتمر قمة مصغر عبر وسائل الاتصال جمع القادة الأفارقة شارك فيه أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي، وهم رؤساء :جنوب إفريقيا، كينيا، مالي، الكونغو الديمقراطية، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث تم الاتفاق على اتخاذ بعض الإجراءات لمواجهة فيروس كورونا.                                                               

                    

ولقد خصص المؤتمر للتباحث بشأن تداعيات وباء كورونا المستجد على الدول الإفريقية ومناقشة سبل التعاون مع الشركاء الدوليين وذلك قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين مؤخرا. وأكد الرئيس المصري حرص مصر على تقديم الدعم المالي المناسب لإنشاء الصندوق وأيضا للمركز الإفريقي لمكافحة الأمراض، بالإضافة إلى توجيه مبادرة لدول مجموعة العشرين لدراسة تخفيف أعباء الديون المستحقة على الدول الإفريقية.ونوه بأهمية توفير الدعم الدولي لمساندة دول الساحل الإفريقي في جهودها لمكافحة الإرهاب في ظل الظروف الراهنة ونظرا للأعباء الإضافية المتوقعة بسبب أزمة فيروس كورونا مما سيؤثر على جهود مكافحة الإرهاب...هذا فضلا عن تقديم مصر لبعض المساعدات والمستلزمات الطبية والأدوية والأجهزة لعدد من دول القارة.