الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكثر من مجرد عادة .. لماذا ألقى البابا تواضروس المياه المقدسة في النيل؟

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس الثاني

ارتبطت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ تأسيسها بنهر النيل مصدر الحياة لكل المصريين، هذه العلاقة القوية امتدت على مدار السنين، حيث تحرص الكنيسة في صلواتها دائما أن تطلب إلى الله من أجل مياه النيل ومن أجل بلادنا مصر وأيضا من أجل الرئيس والجند والوزراء وجميع بلادنا.


صورة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أثناء تواجده في كنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادي في قداس عيد دخول السيد المسيح مصر في أول يونيو الجارى وهو يلقى المياه المقدسة في نهر النيل مازالت موضع حديث واهتمام العديد من المتابعين، وموقع "صدى البلد" يرصد علاقة الحب بين الكنيسة المصرية وبين نهر النيل الذى ذكر في الكتاب المقدس أكثر من مرة وفي مناسبات عديدة.


اقرأ أيضا ..



وقال البابا تواضروس الثاني – في تصريح له – إنه من  عادات وطقوس الكنيسة أن يقوم الأب الكاهن برش المياه على المصلين بعد القداس ونسميها "مياه البركة "، مؤكدا أنه في التاريخ القديم كان إذا تم عمل قداس قريب من نهر النيل نقوم بإلقاء بعض من مياه البركة في "النيل " لمباركة النهر.


ويقول القس بشارة القس غبريال إن النيل هو نهر الحياة بالنسبة لمصر، وهو يجري في الشمال الشرقي من قارة أفريقيا، ولعله لا يوجد نهر آخر له من الأهمية فى تاريخ البلاد التي يجري فيها، مثلما هو حادث في نهر النيل.


وأضاف أن هناك إشارات عديدة لنهر النيل في الكتاب المقدس، خاصة في أسفار موسى الخمسة، في قصة نزول يوسف إلى مصر واستدعائه لعشيرته، وتفسيره لأحلام فرعون التى كانت تدور حول النهر (تك 37 - 5)، وقصة ولادة موسى، وإلقائه فى النهر، وانتشال ابنة فرعون له، ثم ما أنزله الرب على يديه من ضربات، وكانت الأولى والثانية منها موجهة رأسًا إلى النهر.


ويقول الباحث ماجد كامل إنه حين أراد الرب أن يصف أرضا خصبة قال عنها (كجنة الرب كأرض مصر) في سفر التكوين، وكذلك جاء في سفر أشعياء النبي (مبارك شعبي مصر) "اش 19 :25"، موضحا أن الكنيسة القبطية اختصت الأرض المصرية بصلوات بالغة الروعة والعمق؛ ففي القداس الإلهي يصلي الكاهن (اصعد المياه كمقدارها كنعمتك؛ فرح وجه الأرض؛ ليروي حرثها؛ ولتكثر أثمارها؛ أعدها للزرع والحصاد؛ ودبر حياتنا كما يليق".


ورتبت الكنيسة القبطية يوم 12 بؤونة ليكون عيدا لرئيس الملائكة ميخائيل؛ والأصل في 12 بؤونة أنه كان عيدا فرعونيا قديما؛ كان المصريون القدماء يقيمونه احتفالا "بحاعبي" إله النيل، ولما آمنت مصر بالمسيحية؛ تحول هذا العيد عندهم إلى عيد لرئيس الملائكة ميخائيل؛ حيث يشفع إلى الله من أجل صعود مياه النيل.


ومن القصص التي جاءت في تاريخ البطاركة عن البابا يؤانس السادس عشر (1626- 1718) البطريرك رقم 103؛ والملقب بالطوخي أنه حدث جفاف عظيم في أرض مصر، وكان ذلك عام 1422 للشهداء الموافق 1706 ميلادية؛ فتوجه البابا يؤانس إلي كنيسة العذراء بالمعادي ومعه جماعة من الكهنة وصار يصلي قداسا كل يوم؛ ويصلي علي قليل من الماء في ماجور صغير من الفخار؛ ثم يلقيه في النيل؛ فتحنن الله الرحوم برحمته علي عباده واستجاب للصلاة؛ وجاء وفاء النيل في الثاني عشر من توت المبارك واطمأنت الخلائق.


وحدث أيضا في عصر البابا بطرس السابع (1809- 1852) البطريرك رقم 109، والملقب بالجاولي؛ جفاف عظيم في مصر؛ وكان ذلك عام 1550 للشهداء الموافق 1834 م؛ فطلب الوالي محمد علي من البابا بطرس الصلاة من أجل هذا الأمر؛ فتوجه البابا مع مجموعة من الأساقفة؛ وخرج إلى شاطئ النهر؛ وأقام القداس؛ وبعد نهاية القداس قام بغسل أواني الخدمة؛ وطرح المياه مع قربانه من الحمل المبارك في النهر؛ ففاض النيل في الحال؛ وبعد ذلك زادت مكانة البابا كثيرا عند الوالي وازداد اعتبارا لديه.