أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية التابع للأزهر الشريف سببتسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك».
وقال « مركز الأزهر» إن الأشهر الحرمسُمِّيَت بهذا الاسم: لزيادة حرمتها، وعِظَم الذنب فيها، ولأن الله -سبحانه وتعالى- حرَّم فيها القتال، فقال -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ...} [البقرة: 217].
وأضاف الأزهر العالمي للفتوى أن رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- بينها فيما أخرجه البخاري عن أَبي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بنِ الحارثِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، أنه - عليه الصلاة والسلام - قَالَ: «ألا إنَّ الزمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلق اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ، ثلاثةٌ مُتوالياتٌ: ذو القعدةِ، وذو الحجةِ، والمحرم، ورجبُ مضرَ الذي بين جمادىٰ وشعبانَ».
شاهد المزيد: حكم تبديل الشهور أو إلغائها.. الأزهر العالمي للفتوى يجيب
وأشار في وقت سابق إلى أنالأشهر الحرُمكانت معظمةً في الجاهلية، وكان العرب يُحرِّمُون فيها القتال، حتى لو لقي الرجل منهم قاتل أبيه؛ لم يَتعرَّض له بسوء.
وأفاد «مركز الأزهر» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أنه مع مجيءالإسلاماستمرت حرمة هذه الأشهر قائمة حتى الآن وإلى يوم القيامة، فزادها اللهُ تعظيمًا، ونهى المسلمين عن انتهاك حرمتها.
واستشهدالأزهر العالمي للفتوىبقوله - تعالى: {...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ...} [سورة التوبة: الآية 36]، مشيرًا إلى أن الأشهر الحرم هي : ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.
اقرأ أيضًا:الأزهر العالمي للفتوى: شائعات موعد قيام الساعة تخالف شرع الله
وألمحالأزهر للفتوىأن كان سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان أوسع النَّاس صدرًا، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبيعة، وأكرمهم عِشْرة، وأبعدهم غَضَبًا، وأسرعهم رضًا وفيئًا.
وتابع: يَصِل من قَطَعَه، ويُعطي من حَرَمَه، ويعفو عمن ظَلَمه، ويسبق حلمُه جهلَه، ولا يزيدهجهلُ الجاهلإلا حلمًا، ولا كثرةُ الأذى إلَّا صبرًا، ولا يُكافئ السَّيئة بالسيئة؛ ولكنْ يعفو ويصفح.
وواصل: وما سُئِل أنْ يدْعُو على أحدٍ إلَّا عَدَلَ عن الدُّعاء عليه إلى الدُّعَاء له؛ وربما أَجَابَ السَّائل بِقَوله: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً»، [أخرجه مسلم].
شاهد أيضًا:لماذا استمرت صلاة الجنازة على النبي محمد 36 ساعة متواصلة؟
ونبه أنه وَجَبَ لسيدنارسول الله-صلى الله عليه وسلم-الاتصافُ بكل كمال بشريّ يليق بجنابه النَّبويّ؛ فهو الكامِل المُكمَّل، البَدْر المُجمَّل، كما وَجَبَ لَه ما قد وَجَبَ لإخوانه النَّبيين مِن قَبْلِه مِن الصِّدق، والأمانة، والتَّبليغ، والفَطَانَة، وكمال العقل، والذَّكاء، والسَّلامة من كل ما ينفِّر في النَّسب، والخَلْق، والخُلق.
وأكمل أنهاستحَالَ عليه أضداد هذهالصِّفاتمن الكذب، والخِيانة، والكِتْمَان، والبَلَادَة، والجُنون، وفظاظة الطَّبع، وعيوب الخِلْقَة المُنفِّرة، ودناءة أَبٍ، وخَنَا أُمٍّ، وكلِّ نقص بشريٍّ في الأخلاق أو الصِّفات.
وأردف: «حَفِظَ اللهُ ظاهرَه وباطنَه من الاتصاف بالقَبَائح والمناقِص، ونزَّهه عن إنشاء الشِّعر، وبَغَّض إليه عادات الجاهليَّة، وعَصَمَه من مُقَارَفَة الآثم والمعاصي؛ فلم يسجد لصنمٍ قطُّ، ولم يشرب خمرًا قطُّ، ولم يتلبس قطُّ بمنهيٍّ عنه نهيَ تحريمٍ أو كراهةٍ».