الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان يدخل الشرق الأوسط في نفق مظلم.. مخاوف من تأزم الحل السياسي في ليبيا بسبب دعم مليشيات السراج.. والناتو يعيش مأزقًا بسبب رفض فرنسا وروسيا لدعم تركيا الإرهاب

صدى البلد

الديكتاتور المجنون.. كيف يهدد أردوغان الشرق الأوسط بتهوره وأحلامه التوسعية
الناتو في مأزق بسبب تسليح تركيا لمليشيات الوفاق
مجلة قبرصية: الناتو لن يدعم تركيا في تدخلها داخل ليبيا


الحديث عن تهور رئيس تركيا رجب طيب أردوغان وأحلامه التوسعية في المنطقة على حساب استقلال الشعوب العربية، أصبح بمثابة أمر واقع تتعايش معه حتى الدول الأوروبية، وفي مقدمها فرنسا وألمانيا واليونان.


فبينما يضحي أردوغان بعلاقاته مع دول الاتحاد الأوروبي، في سبيل تنفيذ حلمه الإمبريالي عبر تدخله عسكريًا في ليبيا وسوريا وفتح جبهة حرب جديدة داخل العراق، تواصل الشعوب العربية، وفي مقدمتها مصر، في التصدي للنفوذ التركي داخل الشرق الأوسط.  


وتحت عنوان "دور تركيا الإقليمي.. تقييم شامل"، نشر معهد "عيون أوروبية على التطرف"، اليوم الاثنين، تقريرًا موسعًا يستشرف مستقبل الشرق الأوسط بسبب تهور أردوغان خاصة داخل الساحة الليبية. 


ويقول التقرير إن تركيا أصبحت الآن دولة "محبطة" بعدما كانت في وقتٍ ما إمبراطورية تحكم مساحة جغرافية شاسعة، وبالتالي تقتات حكومة أردوغان على الأحلام العثمانية التوسعية، ورغم ذلك فإن التدخل التركي في سوريا أربك الساحة السياسية هناك بشكل خطير. 

يشير التقرير إلى أن الاتفاق بين الأتراك وروسيا داخل سوريا شديد التهافت، ذلك أن مصالح موسكو في سوريا متضاربة للغاية مع مصالح أنقرة، ناهيك عن أن تدخل أردوغان في ليبيا أربك علاقته مع الروس بشكل خطير. 

ووصف التقرير التدخل التركي في ليبيا بأنه "فيتنام جديدة"، ذلك أن الاتفاق العسكري بين أردوغان وحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج لم يسفر إلا أن جمود على الساحة الليبية، وهذا ما جعل جميع مساعي وقف إطلاق النار هناك تفشل، بيد أن دعمه للإرهاب والمرتزقة السوريين أصبح المأزق الرئيسي في ليبيا، ذلك أن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر يرفض أي شكل من أشكال الإرهاب داخل ليبيا.


وأوضح التقرير أن استراتيجية أردوغان المتهورة ألقت بظلالها على الاقتصاد التركي، والذي يشهد أسوأ فتراته منذ عقود، خاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، لذلك فمن المتوقع أن أردوغان لن يستمر في تهوره داخل المنطقة العربية. 

وقال التقرير: "أردوغان يتصرف مثل الثور الهائج، يناصب العداء لدول الاتحاد الأوروبي من خلال سياسته نحو اليونان وأزمة اللاجئين، ومن خلال تدخله المباشر في ليبيا، وهو ما سيسفر عن زعزعة استقرار القارة الأوروبية كلها".

مأزق الناتو

يشهد حلف شمال الأطلسي "ناتو"، في الوقت الراهن، توترًا بسبب التدخل التركي في ليبيا، والتي تشهد تأزمًا بسبب دعم أنقرة لمليشيات حكومة الوفاق. 

وقالت وكالة "أسوشيتد برس"، في تقرير نشرته أمس الأحد، إن سياسات تركيا أدخلتها في صدام مباشر مع أحد أبرز أعضاء حلف الناتو، وهي فرنسا، فضلًا عن أن التواجد التركي في ليبيا يهدد بتفجير أزمة بين أنقرة وموسكو. 

ونقل التقرير عن دبلوماسيين غربيين قولهم: "لخلاف الذي احتدم بين سفن حربية تركية وفرنسية قبالة السواحل الليبية، الأسبوع الماضي، كشف ضعف الحلف، خاصة عندما تكون دولتان عضوان فيه تقفان على جانبين مختلفين في صراع خارجي مثل ليبيا". 

وأضافوا: "النزاع المتصاعد بين الدولتين العضوين في الناتو، سلط ضوءا ساطعا على جهود الحلف؛ للحفاظ على النظام داخل صفوفه، وفي الوقت نفسه كشف نقاط الضعف فيه، وخاصة عدم الموافقة على أي خطوة إلا بإجماع جميع الدول الأعضاء.

ولفت التقرير، إلى معلومات استخباراتية فرنسية، بأن سفنا مدنية تركية يمكن أن تكون قد شاركت في تهريب السلاح إلى ليبيا، منتهكة الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن، في حين أثار السفير التركي في باريس إسماعيل موسى، غضب المسئولين الفرنسيين، باتهامه الأسطول الفرنسي بمضايقة السفن التركية في المتوسط.

وأكد التقرير أنه لا توجد آلية لطرد تركيا من حلف "الناتو" بسهولة، مؤكدًا أن هناك إمكانية أن تضبط الولايات المتحدة تصرفات تركيا كما حدث في السابق، إلا أنه خلال السنوات الأربع الماضية، لم تكن علاقات الرئيس دونالد ترامب مع الحلف جيدة.

وقال التقرير: "والآن في قلب الخلاف التركي- الفرنسي، هناك مسألة عما إذا كان على دول حلف الناتو احترام قرار مجلس الأمن بحظر تصدير السلاح لليبيا"، لافتا إلى تصريحات أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرج، الشهر الماضي، والتي أكد فيها على ضرورة الالتزام بالحظر.

من جهة أخرى، أشار تقرير لمجلة "فاينانشال ميرور" القبرصية الناطقة بالإنجليزية، إلى أن حلف الناتو، لن يدعم تركيا، في حال اندلاع مواجهة عسكرية مع روسيا في ليبيا.

وقال التقرير "موقف الولايات المتحدة المتغير لصالح التدخل التركي في ليبيا، يعتبر صفعة بجبين حلفائها بالاتحاد الأوروبي، وحلفائها العرب".

وأضاف التقرير، أن "أردوغان يطمح بأن تكون بلاده ،القوة الإقليمية الوحيدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن خطته لإنشاء قواعد جوية وبحرية في ليبيا ستدفع المنطقة بأسرها إلى حافة الهاوية".

وتابع: "الوضع في ليبيا مرتبط بالوضع في سوريا وقد يؤدي إلى مواجهة عسكرية شاملة بين تركيا وروسيا.. يبدو أن أردوغان يقامر بكل ما لديه على أمل مشاركة دول حلف الناتو إلى جانب تركيا ضد روسيا".

ونبه التقرير، إلى أن "أي هجوم على تركيا خارج أراضيها لا يعتبر قضية تخص حلف الناتو وفقا لدستور الحلف، ومن غير المرجح أن تبادر أي دولة عضو بالحلف إلى الاستجابة لطلب تركيا بدعمها ضد روسيا".