الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميرفت خليل تكتب: التنمر آفة العصر

صدى البلد

التنمر هو سلوك عدواني تجاه شخص بعينه أو تجاه مجموعة من الأشخاص،  ومن سمات التنمر أنه يكون بصورة منتظمة ومتكررة.  قد يكون تجاه طفل أو شخص بالغ رجل أو انثى في علاقة عمل أو علاقة أسرية أو لمتحدي الإعاقة عن طريق السخرية أو الترهيب. 

وللتنمر أنواع، تنمر مباشر عن طريق الاعتداء الجسدي كالضرب او الطعن وأحيانا كثيرة نجد هذا في الاطفال مثل علامات الحرق او الكدمات وغيرها .

وهناك تنمر غير مباشر وهذا يعتمد علي التأثير علي الحالة النفسية للضحية بالتهديد ونشر الاشاعات التي تضر بسمعة الشخص وممارسة التنمر علي الأشخاص المختلطين بالضحية بغرض إبعادهم عنه فيظل وحيدا خائفا.

كثيرون يسمعون عن التنمر .. منهم من لا يتفق معه تماما ويحاربه،  ومنهم من لايهتم طالما انه ليس الضحيه ومنهم من يظن انها فكاهه ومنهم من يساعد عليه ، ولكن أكثر الناس لايعلمون او ليسوا علي دراية كافية بالألم العاطفي والنفسي الذي يؤثر علي الصحه النفسيه للضحيه. .. فليس مجرد انك لاتسطيع رؤية الندوب العقلي والعاطفي للإساءة يعني انها ليست موجوده. 

قد تستغرق الندوب النفسية جراء الاعتداء او التنمر وقتا أطول للظهور ولكنها قد تستمر الي الابد اذا لم نعالج في الوقت المناسب .

قد تتعجب عندما تتطرق للحقيقة وتعلم مدي الاذي الذي يسببه التنمر،  فهو يؤدي الى حالة من الاضطراب والتي بدورها تؤدي إلى سوء التصرف،  الوقوع في مشاكل  او يكون علي شكل سلوك محفوف بالمخاطر او الادمان.  وتؤدي هذه الاضطرابات إلي أمراض عضوية ايضا كالصداع وفقدان الذاكرة والأرق والإرهاق الشديد والشعور بالغثيان والاكتئاب والتفكير في الانتحار احيانا. 

في وقتنا هذا نجد أن الإحصائيات حول التنمر مقلقه وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي او في المدارس او العمل وحتي في العمل الاجتماعي.

ولجميع الأسباب السابقة بدأت جميع الدول تهتم بقضية التنمر لما لها من تأثير سلبي علي المجتمع وجرمت من يفعلها وحولت عقوبتها عند تكرارها في بعض الأحيان إلى السجن . وما نرغبه من المجتمع أن يلفظ هو الآخر هذه الممارسات السيئة وان يكون إيجابيا،  السلبية تعتبر اذنا غير مقصود للمتنمر بأن يستمر في فعلته.

ولكننا يجب أن نذكر أن بعض الناس تكون سلبيه وتتجاهل عن عمد لخوفهم أن يكونوا هم انفسهم ضحية لهذا الشخص أو هذه المجموعة . 

ولخطورة هذه الظاهرة وجب علينا تثقيف وتوعية أفراد المجتمع وإيجاد حلول تمنع تفشيها في مجتمعاتنا. فيجب علي الجميع ان يعلم انه احيانا قد لا نستطيع ان نعدل سلوك المتنمر او نجعله يتخلي عن اساءته للآخرين ولذلك لابد أن نبدأ العلاج او يكون الحل بنوعية الضحيه ، عليه أن يعلم أن التنمر ليس بناتج عن خطأ منه فلا داعي ان يشعر بالذنب اوكأنه مسئول عما حدث له ، عليه أن يعلم أن المتنمر ليس بالضروره ان يكون قوي وأيضا ليس بالضرورة ان يكون الضحية ضعيفا، ولكن الثقة بالنفس وعدم الاكتراث بما يقال ينهي فرصة المتنمر من إشباع رغبته الشريرة.

وهناك أيضا مبادئ كثيره يجب أن يؤمن بها الشخص او الضحيه ليحقق نفس الغرض وعلي سبيل المثال لا الحصر،:
ان يعلم انه ليس من السهل المضي قدما في التعافي من الاساءه اذا تمسك بعلاقته بالشخص المسيئ او العلاقه المسيئه ويقتنع ان الشخص الذي يسيئ لك لايهمه وجودك،  اغمض عينيك وخذ قفزه جريئه خارج هذه العلاقه او خارج هذا الحيز لتحرير نفسك وعقلك.

عليه أن يتذكر أن وجوده مع هذا الشخص او في نفس المحيط سيسبب له الحزن والخوف والاكتئاب فلابد أن يتمسك بقوة إرادته ويبعد عن هذه الحالة الغير صحية.  

علي الشخص ان يضع حدود للتعامل لايستطيع ان يتخطاها أحد وان يكون علي يقين ان الذي يرفض او الذين يرفضون هذه الحدود هم نفسهم من يريدونك فريسه لتفكيرهم  المريض .

يتفهم أن بعض الناس قد يكونوا غير مناسبين بغض النظر عن شعوره تجاههم وان يثق ان من يعامله بعدم اهتمام هو فعلا غير مهتم فلا تلتمس لهم الأعذار فالعلاقه الصحيه لن تطلب منك ان تتخلي عن كرامتك او أحلامك. 

علي الشخص ان يثق بنفسه وان يتعلم من تجارب من حوله،  يتحدث عن المشكلة فليس هناك ما يدعو الي الخجل وان له الحريه في ان يشعر بالغضب ولكن لايكون قاسيا، وعندما يتعافى ويملك زمام الأمور سيكون هادئا واثقا لا يؤثر فيه سلوك من حوله حتي وان أساءوا له ، فهو الان يعرف كيف يتعامل وكيف يخرج من الموقف منتصر نعم فالحرب علي التنمر معركة ولابد أن ينتصر فيها وسيكتشف ان العديد من الحقائق المزعومه التي كان يصدقها ليست حقائق علي الاطلاق.

علينا جميعا أن ننتصر في معركة التنمر ليتعافي المجتمع ونوئد هذه الممارسات أينما بدأت.

-