الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدد جديد لجمهورية يونيو


 

رغم كل التحديات المعقدة المحيطة بنا، من كل الاتجاهات الجغرافية وغيرها، تسير مصر في طريق جديد، من التطورات الإجرائية والسياسية والديمقراطية، بتنفيذ عدة تغييرات، أعتبرها مددا جديدا لدولة يونيو، في فترة عصيبة، لكن الدولة المصرية مصرة على دعم أواصر الدولة بكفاءات في عدة ملفات، مع اعتمادها على دعم الجبهة الداخلية المهم بالتأكيد.

 وفي مقدمة هذه التطورات والتغييرات، إعادة الغرفة البرلمانية الثانية، "مجلس الشيوخ"، واختيار ٣٠٠ بيت خبرة متحرك بالانتخاب والتعيين، داعم للدولة بالأفكار والمشاورات .. وكل أجهزة الدولة المختصة أعلنت ما يشبه حالة طوارئ خاصة في هذا الإطار، لإنجاز هذه المهمة على الشكل المأمول، خاصة أن لدينا عدة معوقات، منها جائحة كورونا بخلفياتها الصحية والاقتصادية، فلن يتحرك المرشحون على سبيل المثال، كما هو معتاد في الدوائر خلال الحملات الانتخابية، وهذا في حد ذاته يتطلب تعاملا مختلفا، من الجميع، الجهة الإجرائية، والمرشحين، والداعمين والناخبين، كشفت الهيئة العليا للانتخابات بعض إجراءاته في مؤتمر الإطلاق.

تجربة جديدة بالفعل، في كل ثناياها، بما فيها الأسئلة التى تثار حولها، ومنها مثلا، السؤال الأكثر إلحاحا على الرأى العام العام، ماذا يجبرنا على إجراء كل هذه التغييرات الآن، وسط كل هذه الأزمات الملحة داخليا وخارجيا؟! والرد الحاسم، يرتبط بإلتزامات دستورية، وملفات عديدة تحتاج لتطوير كبير وحسم حقيقي، منها الصحافة والإعلام، بالإضافة لتعديلات وزارية ما، يدور الحديث حولها، إن كان بعد أو قبل الانتخابات، والنطاق الزمنى حتى لو طال لن يخرج عن أربعة أشهر، على الأكثر، فيما يتعلق بالملف الأخير، لكن الملفات الأخرى، مجرد أيام.

وهذا الإصرار من الدولة المصرية على الوفاء بتعهداتها وبرامجها وخططها لمواجهة كل الملفات والالتزامات، رغم الأزمات المحيطة بنا من كل جانب، وأبرزها الأزمة الليبية وأزمة السد الإثيوبي، وأزمة الكورونا، وأزمة الإرهاب، وأزمة التناحر الغازى، والأزمة الاقتصادية .. يدلل على مدى قوة الدولة، واحترامها لشعبها ودستورها، مع تحفظات البعض على عدد من مخرجات المشهد، وكل له رأيه، لكن المحصلة العامة جيدة ومبشرة، حتى الآن على الأقل.

وتنشغل الأجهزة المختصة خلال الفترة الحالية، بتجهيز قوائم كبيرة من الكفاءات والخبرات، لتكون جاهزة أمام الرئيس ليختار منها بالنقاش مع مجالسه الاستشارية، القامات المرتقبة، التى سيتم تعيينها في مجلس الشيوخ، وهى مهمة لا تقل تعقيدا عن الانتخابات نفسها، خاصة مع التأكيد على معايير الاحترافية الحقيقية والعمل الجاد والكفاءة المهنية، والمؤشرات مبشرة جدا، وأتصور إننا على مشارف مجلس شيوخ بمعنى الكلمة، على المستويات المماثلة العالمية، والتى بالتأكيد ستطور كثيرا من المخرج البرلمانى المصري.

لكن من المنغصات التى تركز الدولة على مواجهتها خلال عملية التغيير الواسعة، هى محاولات الاختراق، التى يحاول الإخوان وأعوانهم أن ينفذوها وسط هذه السيولة الانتخابية والتطويرية ، والدولة يقظة جدا لذلك، لكن علينا نحن أيضا أن ندعمها بالإبلاغ عن شخص مرشح لدي أحد معلومات حوله إنه إخوانى تنظيمى أو متعاون معهم، ليتم التخلص منه في فترة الطعون على الأكثر، حتى لا يخترقنا أى إخوانى أو داعم لهم، في أى ملف، وهذا أمر مصيرى يحدد مستقبل أمتنا، ولذلك أتمنى أن نركز عليه أكثر وأكثر .. دولة وشعبا، فلو وجد الخفافيش عشا جديدا بيننا سيكبروه مع الوقت، حتى يعودوا من جديد، وهذا خطر كبير بكل معايير الأمن القومى.

وكلنا داعمون للدولة المصرية، ومبصرون للرأى العام، في فترة تاريخية غاية في التعقد، يجب علينا جميعنا أن نصطف فيها وراء القيادة السياسية، لمواجهة أعدائنا والمخاطر التى تواجهنا في كل الملفات تقريبا .. فكل الدول الكبري تقف فيها الجبهة الداخلية والقوى السياسية صفا واحدا وقت الخطر، مهما كانت الاختلافات، من أجل حماية دولهم من أى خطر، فما بالك بدولتنا القديمة في التاريخ، المتألفة قلوب شعبها وقياداتها ومؤسساتها وراء هدف واحد، هو مرور مصر من هذه المؤامرات التى تحاك لها.

وها نحن على أبواب مدد جديد لجمهورية يوينو، بعد دخول الرئيس السيسى العام السابع لحكمه، والمؤشرات كلها طيبة بشكل أو آخر، رغم التحديات المصيرية التى نمر بها، وهذا بفضل الدعم الشعبي، والقيادة الرصينة، والوقفة المؤسساتية مع الدولة في كثير من الملفات، باقي فقط بعض الملفات التى تحتاج تطوير ما، والدولة جاهزة بخطط المواجهة. 

وتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط