الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان البيه يكتب: سألت شيخي فقال (2)

صدى البلد

عزيزي القارئ.. توقفنا في اللقاء السابق في حواري مع شيخي عند الإيمان بالله تعالي وما يجب أن يعتقده العبد المؤمن في الله سبحانه. ونستكمل في هذا اللقاء الحديث عن معنى التوحيد ومتى يتحقق العبد به..سألت شيخي عن معنى التوحيد فقال: التوحيد هو تفريد الحق عز وجل بالألوهية والربوبية فلا إله غيره ولا رب سواه ..فسألته رضي الله عنه قائلا..سيدي معلوم أن الشهادة لا تأتي إلا على أثر شهود فهل سبق لنا شهود حضرة الواحدية أم الشهادة التي نشهد فيها بوحدانية الله تعالى هي من مناط الاعتقاد والإيمان الغيبي كما جاء في قوله عز وجل في  بداية سورة البقرة ..ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة  هم يوقنون .فأجابني قائلا:اعلم يا بني أن الشهادة الأصل فيها الشهود ولا يعتد بها إن لم يكن صاحبها قد شاهد وعاين ..ولقد أقام الله تعالى جميع أرواح بني آدم في مقام الشهود ..فقلت له كيف ذلك سيدي.؟ ..فقال.. عندما خلق الله تعالى أبو البشر سيدنا آدم عليه السلام مسح على ظهره بيد القدرة الإلهية فاستخرج جميع ذريته من ظهره وأقامهم في عالم يسمى بعالم الذر أو الشهود او عالم الأرواح  والعهد والميثاق والأرواح  نعبر عنها بالمجاز ..هي عبارة عن لطائف نورانية خالية من الأنفس والكثافات المادية والأغيار  خارجة عن حكم الزمان والمكان وكل الأحكام لأنها نفخة الرحمن سبحانه وتعالى في الإنسان  وهي مؤهلة لإدراك شهود التجلي الإلهي بأنوار ربوبيته سبحانه وتعالى ..ثم تجلى جل جلاله بأنوار وحدانيته وصفاته  عليها  فشاهدت الأرواح صفات أحديته تبارك وتعالى وتفرده سبحانه ثم وجه سبحانه لها الخطاب قائلا.ألست بربكم قالوا بلى شهدنا .. ولم يقولوا اعتقدنا فالاعتقاد متعلقه أمر غيبي والأرواح أقيمت في مقام المشاهدة .. إذا الأصل في الشهادة الشهود ..


هذا وقد اخبرنا الحق سبحانه و تعالى عن هذا المشهد في قرآنه فقال عز وجل.. وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ..من هنا وعلى أثر ذلك كان الأصل في شهادتنا بتوحيد الله تعالى هو الشهود فقد أشهدنا سبحانه صفات وحدانيته و جمال وعظمة ربوبيته ثم بعدما ألبس الحق سبحانه الأرواح في الأجساد واودع النفس في الأجساد بما فيها من حجب ظلمانية وأغيار وأهواء وغرائز وشهوات حجبت عن مشهد الشهود فأرسل الله تعالى  الرسل برسالات التوحيد تذكرة للبشر  للعهد القديم والأقرار المأخوذ عليهم في عالم الذر من هنا جاء إيمان الإعتقاد الغيبي ..إذا الأصل في الإيمان الشهود ومن هنا عندما نقول نشهد أن لا إله إلا الله نقولها بحق لأنها شهادة على أثر شهودنا في عالم الذر والأرواح ..هنا استوقفت شيخي وقلت ياشيخي هنا لي سؤال ..لقد فهمت من كلام حضرتك أن جميع أرواح البشر آمنت وأقرت بربوبية الله تعالى في عالم الأرواح فلماذا ظهر الخلاف بعدما ألبسنا الله تعالى أثواب البشرية  ومجيئنا في عالم الدنيا فنجد المؤمن والكافر والملحد وأصحاب الملل والمعتقدات المختلفة وما سر هذا الإختلاف ..فأجابني قائلا.. نعود إلى المشهد الاول إلى عالم الذر والأرواح الذي آمنت فيه كل الأرواح وأقرت بوحدانية الله تعالى وربوبيته حتى نعلم سر الكفر والإختلاف الذي جاء بعد ذلك ..قلنا أن الله تعالى عندما مسح على ظهر أبينا آدم عليه السلام بيد القدرة الإلهية واستخرج ارواح جميع البشر أقامهم في عالم الأرواح ثم تجلى عليها سبحانه بأنوار ربوبيته وقلنا ان الأرواح عبارة عن لطائف نورانية بلا حجب وبلا كثافات مادية وبلا انفس ظلمانية وبلا علائق وبلا أغيار وكانت مؤهلة وقابلة لشهود التجلي فلما تجلى عليها سبحانه بأنوار صفاته سطعت الأنوار في ذواتها هنا إنقسم حال الأرواح إلى قسمين قسم انجذب بالكلية إلى مصدر التجلي إلى حضرة الربوبية ولم تلتفت إلى أثر التجلي في ذواتها وهذه الأرواح هي أرواح السادة الأنبياء والأولياء  والصالحين عليهم السلام..والقسم الثاني أخذ في أنوار التجلي التي سطعت في ذواتهم وشغلوا بها ولم تنجذب أرواحهم إلى مصدر التجلي إلى حضرة الربوبية فحجبوا بذواتهم عن حضرة الربوبية وهؤلاء هم أهل الكفر والإلحاد وأصحاب المعتقدات الأخرى ..هنا نتوقف ونستكمل الحوار  بمشيئة الله تعالى في المقالات التالية والسؤال عن..متى يتوحد العبد في مملكته حتى يصح توحيده؟  ..