الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خذ أمك واذهب بعيدا.. رحلة حزب أردوغان من نصير البسطاء إلى قلعة فساد وانحلال

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

نشر موقع "أحوال" التركي تقريرًا سلط فيه الضوء على التحول الجذري في رؤية وتوجهات حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، من حزب مهموم بقضايا الفقراء ومحدودي الدخل إلى حزب منحاز للأثرياء وأنماط الحياة المترفة.

وقال الموقع إن تحول أردوغان من رجل رفض الانتقال من منزله المتواضع في ضواحي أنقرة إلى السكن في القصر الرئاسي الفخم المكون من 1150 غرفة، يدل على التحول الهائل في نمط حياة أعضاء حزب العدالة والتنمية.


وأضاف الموقع أن أعضاء حزب العدالة والتنمية أصبح لديهم هاجس غريب بالحمامات الفاخرة الخاصة في مكاتبهم الحكومية، وولع باقتناء الذهب، في مواجهة واقع تركيا المتمثل في أناس يغوصون في أكوام القمامة من أجل البحث عن الخبز أو ينتحرون بسبب البطالة.

وتابع أن استعلاء أعضاء حزب العدالة والتنمية على المواطنين العاديين بات محل جدل غاضب بين الأتراك من الطبقات الوسطى والدنيا، واستشهد الموقع بواقعة حدثت عام 2006، عندما سخر أردوغان من فلاح بسيط شكا من ضيق ذات اليد مستخدمًا تعبيرًا تركيًا شائعًا للتدليل على الفقر قائلًا "أمي تبكي"، فما كان من أردوغان إلا أن رد بتهكم "خذ أمك واذهب بعيدًا".

لقد أفرز الحزب الذي يحكم تركيا منذ 18 عامًا تحت زعامة أردوغان نخبة جديدة من الأعضاء والمسئولين ممن يعشقون المقاعد المطلية بالذهب والأرضيات الفاخرة وشاشات التلفاز العملاقة والحمامات الأنيقة ومكيفات الهواء التي تنشر ماء الورد.

وقد انكشف شيء من حجم الفساد في تركيا عام 2013، عندما تسربت مكالمات مسجلة لابن أردوغان يسأل فيها أباه عما يمكنه أن يفعل بمبلغ 30 مليون يورو لا يجد مكانًا ليحتفظ به فيه، ومع ترسيخ سيطرة حزب العدالة والتنمية على المؤسسات التركية، بدا أن الأحداث المماثلة أصبحت أكثر شيوعًا.

وكشفت فضيحة "أوراق بنما" عن امتلاك أحمد بوراك أردوغان وبلال أردوغان، نجلا الرئيس التركي، لعدد من السفن التجارية، وسعي ابنته سمية أردوغان لامتلاك عدد من الفيلات الفاخرة المطلة على السواحل الغربية للبلاد، وهو ما كشفت عنه مكالمات مسربة لها مع رجل الأعمال المقرب من أبيها لطيف طوباس.

والتُقطت صور لأكرم يلدريم، نجل بن علي يلدريم آخر رؤساء وزراء تركيا قبل التحول إلى النظام الرئاسي، بينما كان يقف إلى مائدة قمار في سنغافورة، في مشهد كشف التقارب بين نمط حياة نخبة حزب العدالة والتنمية وحياة أثرى أثرياء الغرب.

وعلق الموقع بأن حزب العدالة والتنمية وصل إلى السلطة عام 2002 على أكتاف البسطاء الذين صدقوا وعده بـ "تركيا جديدة" تضمن توزيعًا عادلًا للثروة وترعى المواطن العادي وتقلص الفجوة الواسعة بين الأثرياء والفقراء، لكن أمورًا كثيرة تغيرت منذ ذلك الحين، وشيئًا فشيًا أفسدت السلطة المطلقة الحزب ومنتسبيه.

وختم الموقع بأن حياة الترف والانحلال التي تحياها نخبة حزب العدالة والتنمية تكشف مدى تنكرها لمبادئ الأمس، ونظرتها إلى المواطنين البسطاء من أبراجها العاجية المزودة بأحواض الاستحمام الفاخرة في الحمامات المذهبة.