EN 
كتب الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة دراسات حوض النيل بمركز الأهرام سابقًا عبر حسابه الشخصى على موقع فيسبوك تعليق على موقف أثيوبيا من ملء سد النهضة.
وأوضح "هانى رسلان" مراحل الخداع الإثيوبى والجدل حول عملية الملء كالتالى واقترح حلولًا للأزمة:
١- إثيوبيا أعلنت رسميا البدء فى الملء أمس الأربعاء، ونقلت كل وسائل الإعلام ذلك كخبر رئيسى عاجل، وبعضها مثل الجزيرة أظهرت احتفاء واضحا.
٢- تزامن ذلك مع إعلان السودان انخفاض التدفقات اليومية من النيل الأزرق بمقدار ٩٠ مليون متر مكعب فى اليوم، وأن هذا يعنى إغلاق بوابات السد الإثيوبى، وهذا البيان أضاف دليلا ماديا يؤكد بدء عملية الملء.
٣- فى مساء نفس اليوم عادت إثيوبيا لكى تتراجع عن إعلانها، وتقدم اعتذارا عبر التلفزيون الرسمي بأن هناك سوء تفسير.
٤- أعلن السودان اليوم الخميس أن القائم بالأعمال الإثيوبى فى الخرطوم، قدم تأكيدا بأنه لم يتم الشروع فى الملء.
٥- كل ما سبق هو صياغات لفظية لا قيمة لها، فالملء أمر واقع، تؤكده صور الأقمار الصناعية، والبيان السودانى، وليس ما تصرح به اثيوبيا نفيا أو إثباتا .. وواضح أن التراجع الاثيوبى حدث نتيجة ادراكهم بأن ما فعلوه سينجم عنه عواقب ليست فى صالحهم.
٦- نخلص من ذلك أن التعامل مع أزمة السد ينبغى أن يأخذ منحى مختلفا انطلاقا من هذه النقطة ، فليس من الممكن التعامل مع الأزمة بنفس المعطيات السابقة.
٧- الترجمة العملية لذلك هو القيام بوقفه مع جهود الاتحاد الأفريقى التى تتسم بالبطء وافتقاد القدرة على تنظيم أي عملية تفاوضية فعالة ، كما أن هناك شكوكا فى مجمل موقف جنوب افريقيا والبيان الفضفاض الذى أصدرته عن القمة الأفريقية المصغرة.
٨- وعلى ذلك يجب اخطار الاتحاد الأفريقى بأن هناك تصرفا أحاديا قد حدث ، وإرفاق ذلك بكل الملابسات التى حدثت، وكذلك التصريحات الإثيوبية الرسمية المتكررة التى افصحت بوضح كامل أن الملء سيتم فى موعده بغض النظر عن الاتحاد الافريقى ومايقوم به.
٩- على القاهرة العودة إلى مجلس الأمن وتخطى الاتحاد الأفريقى، لفشله وعدم فاعليته وعدم احترام إثيوبيا له، بناء على السلوك والمواقف والتصريحات الإثيوبية.
١٠- وقبل ذلك ورغم الانشغال بالأزمة الليبية، لا بد من توجيه كلمة بموقف حازم، إلى الشعب المصرى الذى ظل يتابع الأخبار هنا وهناك بأنفاس لاهثة، وهو يرى التبجح الاثيوبى، فى مقابل صمت مصرى رسمى، نتج عنه الإحساس بفراغ كبير فى ظل شعور عام بالإحباط العميق.
١١- هناك تقدير كامل لتحركات مصر التى تتسم بالتروى والرصانة، واستطاعت أن تحقق نجاحات متوالية سياسيا ودبلوماسيا على المستوى الدولى، ولكن يجب أيضا الالتفات إلى الداخل المصرى الذى يتطلع إلى قيادته فى لحظات التحول الكبرى هذه، مستعدا للبذل والعطاء والفداء إلى آخر المدى فى قضية مياه النيل.
١٢- أحزننى جدا وأنا أتابع إحدى الزميلات فى المجال الإعلامى التى كتبت أنها لم تتمالك نفسها من البكاء وهى تتابع هذه الأنباء، فى الوقت نفسه الذى نشطت فيه خلايا الطابور الخامس فى التشكيك والتحريض وبث المغالطات.
