الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النهر والبحر والصخر يعرفه.. "هشام الشوبكي" 40 عاما في انتشال الغرقى

صدى البلد

40 عامًا تتلاقفه الأمواج شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا بحثًا عن جثمان غريق ينتشله من نهاية مبهمة، يومان ثلاثة أو حتى إذا كلفه الأمر شهرًا لن يفارف"هشام الشويكي" محله قبل أن يخرج من ماء البحر أو النهر وبين ذراعيه الجثمان المفقود "ماديش واحد غرقان في البحر ظهري وامشي عشان غريق تاني أو أي ظرف".


بنظرة خبير في أصول البحر وأمواجه وتياراته المائية وصخوره يحدد "هشام" موقع الغريق إذا كانت جرفته المياه لمكان آخر أو حبيس صخرتين، خبرة اكتسبها كبير مدرب مدربين الغوص وعضو الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ "هشام الشوبكي" يسرد تفاصيلها لـ "صدى البلد" قائلًا:" من 40 سنة كان أول جثمان انتشله من المياه، فقد  بدأت في مجال الغوص وتحديدًا انتشال جثامين الغرقى، ومنحتني خبرتي في أن أكون مدرب مدربي الغوص، ورقم 8 بين مدربي الغوص والإنقاذ".


تبدأ المهمة بمجرد الوصول يتفحص "الشوبكي" طبيعة المكان واتجاه الأمواج والصخور الموجودة، وسؤال الشهود على الحادث عما شاهدوه:" بدقق جدًا في التفاصيل بحيث أتمكن من إنقاذ الغريق بسرعة ما يمكن قبل أن تجرفه المياه إلى مكان آخر"، ويسهب في حديثه عن إحدى عمليات انتشال الجثامين:" في إحدى المرات كان هناك غريق في بالمريوطية انتشالًا جثمانه من أمام ماسبيرو، وكانت رحلة بحث طويلة عنه".


عمل شاق ولكن" الشوبكي" ذو الـ 60 ربيعًا كان يتلهف عليه منذ صغره، فيقول:" من صغري كنت بحب أتفرج على الضفادع البشرية وأتمنيت أكون مثلهم يومًا ما، حتى كبرت وبدأت أقنع أهلي في البيت إن اتعلم الغوص، ومن هنا انطلقت مسيرتي في البحر والنهر وإنقاذ الغرقى في مصر حتى سافرت إلى الخليج للعمل هناك في هذا المجال ثم عاودت مرة أخرى إلى مصر لأكمل مهمتي في بلدي".


1000 جثة غريق بماء البحر والنهر انتشالها "الشوبكي" بقلب حديد لا يخشى شيء يكمل "الشوبكي" قصصه مع مهنته:" لم يستعصى علي إخراج أي جثمان مهما كانت الظروف، ولا أعرف معنى للخوف مهما كان شكل الجثمان أو غيره القلب حديد، وهذه موهبة من عند الله لأتمكن من إنقاذ الغرقى في وأطبب على قلوب ذويهم".


على الرغم من قلبه الشديد الذي لا ينظر إلى الغرقى، حركت طفلة غرقت مع والده قلب "الشوبكي":" كان هناك أب وابنته غرقوا بترعة المريوطية، والطفلة كان لديها 3 أعوام، أثرت في بشكل كبير بعد إخراجها من المياه وظللت محتضنها لفترة طويلة وبكيت عليها 3 أيام متواصل".


من بحري لأسوان يلبي "الشوبكي" نداء المستغثين من أهالي الغرقى، يحزم أمتعته ويأجر معداته هو وفريقه من أبنائه الثلاثة، ويأخذ  أول سيارة متجهة إلى مكان النداء:" لا اتأخر على أي شخص بأي مكان من مطروح لأسوان أنا متاح أنا وفريقي من أولادي الثلاثة، بمجرد ما يتم الاتصال بنا بنأجر معداتنا والسيارة ونتجه له على الفور".


يمارس "الشوبكي" الذي يعود أصوله إلى المنصورة، عمله ومجهوده بالمجان كل ما يحصل عليه هو إيجار المعدات وأجرة السيارة  وذلك بعد أن تعرض لحادث سرقة أسلبه أدواته من بدل الغوص وأنابيب الأكسجين  وغيرها من المستلزمات ، "كل ما احصل عليه هو 3000 جنيه إيجار المعدات والسيارة لا أكثر، وذلك بعد سرقة معداتي أثناء عودتي من إنقاذ غريق في الأسماعيلية، ومن ذلك الوقت لا استطيع جني المال إحضار معدات تصل تكلفتها نحو 100 ألف جنيه فأكثر".


أما عن فريقه المكون من صغاره، فيقول  "هشام":" كان اصطحب الأولاد معي في بعض عمليات الإنقاذ، وبدأوا يتلصصوا علي، وكنت أخبي عنهم الجثامين بما إنهم أطفال ولكن كانوا يجرون خلفي لمتابعة أدق تفاصيل عملي حتى أصبحوا الثلاثة هم فريقي الوحيد".