الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حضره الوزير والغفير.. أول حفل خيري لأم كلثوم بعد ثورة يوليو.. صور نادرة

أم كلثوم خلال حفل
أم كلثوم خلال حفل خيري عام 1954

تكاتفت جهود المصريين بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، وتهافت المصريين لمساعدة بلادهم، كلُ بما يستطيع، ومن أبرز هذه الجهود كانت تطوع الفنانين والفنانات لإقامة حفلات خيرية يعود كل أموالها لدعم أهداف الثورة، أم كلثوم كانت على رأس المثلث الذهبي للحفلات الأكثر حضورا، واستغلت جماهيريتها الواسعة في أنحاء العالم العربي والعالم لإقامة حفلات يعود كل أموالها لصالح تحقيق أهداف الثورة المصرية.


يسترجع «صدى البلد» ذكريات أول حفل خيري لأم كلثوم بعد ثورة يوليو، حين نظمت هيئة تحرير الدرب الأحمر، الحفل الخيري لأم كلثوم، على أن يكون العائد لصالح المؤسسات الشعبية، بعد عامين من نجاح ثورة يوليو المجيدة، وقبل أن تدق الساعة الثامنة - موعد بدء الحفل - اكتظت القاعة بالحضور، من كل الفئات المجتمعية والطوائف، من وزير لعامل بسيط، الكل تهافت على دعم مصر من خلال حفلها الخيري، وفقا لما ذكر بمجلة «الإذاعة» لعام 1954.


تولى رجال الحرس الوطني بالدرب الأحمر مهمة تنظيم الحفل، وعلى الرغم من خطورة حضور قادة الثورة لهذا الحفل العام إلا أنهم شاركوا في الحفل الذي هدف مقيموه إلى الاستعانة بإيراده في إتمام المشروعات الحيوية، ولم تعقد الحفل قبل مايو عام 1954 بسبب مرضها وسفرها للخارج للعلاج بعد بعد ثورة يوليو حتى عام 1953.


حضر هذا الحفل كل فئات الشعب، وأبرزهم رجال الثورة، البكباشي حسين الشافعي، وبجواره الصاغ كمال الدين حسين - وزير الشئون الاجتماعية آنذاك -، والصاغ إبراهيم الطحاوي وجلسوا في هدوء كجزء من الحضور العام للاستماع بأمسية طربية ذات أهداف وطنية، وتواجد بهذا الحفل زهرات الكشافة، أطفال صغيرات السن يجمعن التبرعات من الحضور دون أن ينطقن بكلمة.


مشروع وطني
«إن هذا الحفل وسيلة لغاية هدفها من وحي الثورة، لوضع لبنة في بناء المجتمع المصري الحر، وليست هذه الخطوة الأولى ولا الأخيرة، ولكنها وثبة من الوثبات ندعو الله أن يحوطها برعايته» هذا ما كتبه سيد العقاد عن حفل أم كلثوم قبل بدايته، وغنت أم كلثوم خلال هذا الحفل أغنية البث والشكوى، وأغنية الأمل.


أما تفاصيل المشروع الذي جمعت التبرعات من أجله، فكان مشروع الساحة الشعبية، لإنشاء ساحة كبيرة تجمع كل نشاطات مختلفة للرجال والشباب، واختاروا قطعة أرض هي الأرض التي سبق اختيارها لتكون معسكرا للحرس الوطني، وخططوا لإنشاء قاعة للمحاضرات والسينما والمسرح، مكتبة، صالة، عيادة خارجية، صيدلية بالمجان، فصول لمحو الأمية، ملاعب رياضية مختلفة وحوش للرماية وتعليم ضرب النار.


رموز الدرب الأحمر
ومن أبناء الدرب الأحمر والمسئول في الإشراف عليه كان البكباشي أنور السادات في ذلك الوقت، وكذلك قائد النجاح جمال سالم الذي أشرف على تنفيذ العديد من المشروعات أبرزها مشروع السد العالي، والصاغ صلاح سالم، والصاغ كمال الدين حسين، بحسب رتبتهم العسكرية في ذلك الوقت.


قصة نضال
حي الدرب الأحمر له تاريخ طويل في النضال، خلال الاستعمار الفرنسي خرج أبناء الحي وعلى رأسهم العلماء وهجموا على منزل الجنرال كافارل والجنرال ديبو وقتلوا الكثيرين من القادة الفرنسيين.


وأثناء ثورة 1919 استمر النضال أيضا ضد الاستعمار الإنجليزي، حيث حفروا الخنادق في كل مكان، وانقضوا على الإنجليز في عدة مناطق مثل شوارع الأزهر، والغورية، والمغربلين، والسروجية، وشارع محمد علي.