EN 
سلطت صحيفة "لا كروا" الفرنسية الضوء على تحركات تركيا الاستفزازية في شرق البحر المتوسط، والتي من شأنها أن تشعل الصراع في المنطقة، وسط تحذيرات أوروبية بفرض عقوبات على أنقرة.
تشير الصحيفة في تقريرها إلى إرسال تركيا عددا من السفن والقطع الحربية إلى شرق المتوسط يوم الخميس، وهو ما ترتب عليه رد اليونان بإرسال سفن حربية إلى بحر إيجه، وسط محاولات تركية لاستغلال الموارد النفطية في المتوسط.
اقرأ أيضا:
استعدت البحرية اليونانية بكامل قوتها بعد ذلك الاستفزاز التركي، حيث قامت بتحريك سفنها نحو بحر إيجه لمنع أنقرة من استغلال المياه الخالصة لقبرص واليونان، ودخلت القوات في حالة تأهب.
تزامنت التحركات التركية العدائية مع استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظريه القبرصي، حيث سارع ماكرون لإظهار دعمه وتضامنه مع اليونان وقبرص في مواجهة الانتهاك التركي المتواصل لسيادتها.
وشدد الرئيس الفرنسي على أن أي تهديد أو انتهاك للحقوق البحرية لدول من الاتحاد الأوروبي "غير مقبول" موضحا أن مثل هذا العمل سيؤدي إلى فرض عقوبات، وهو ما اعتبرته تركيا تصريحات باطلة.
من جانبه يقول فرانسيس بيرين مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية إن تركيا ليس لديها الحق في التنقيب في المياه الخاضعة لسيادة الدول الأخرى، بحجة احتلالها للجزء الشمالي من الجزيرة القبرصية.
وأوضح الباحث أن توزيع مياه شرق المتوسط الذي تخطط له تركيا بالتعاون مع حكومة الوفاف في ليبيا، بموجب اتفاق غير مشروع أبرمه الاثنان في 2019، لا يترك أي شك بشأن نوايا أردوغان. مطالبا القادة الأوروبيين بفرض عقوبات على تركيا.
ويشير التقرير إلى أن الاتفاق التركي مع حكومة الوفاق يقوض مشروع غاز "ايست ميد" الذي أطلقته اليونان وقبرص وإسرائيل بطول نحو 2000 كيلوم متر، ويسمح في النهاية بنقل الغاز الموجود في شرق المتوسط إلى أوروبا.
ويقول تييري بروس المتخصص في الطاقة والعلوم البيولوجية إن هذا المشروع قد لا يرى النور في ظل حدود متنازع عليها وعدم استقرار الحالة الجيوسياسية.
تزامن ذلك مع تقارير صحفية تقول إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لعبت دورا كبيرا لمنع وقوع نزاع مسلح بين تركيا واليونان.
وبحسب صحيفة "بيلد" الألمانية، فإن السفن والطائرات الحربية من البلدين كانت على وشك الدخول في مواجهة عسكرية بعد قرار أنقرة إرسال سفينة للأبحاث إلى المياه بالقرب من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية للتنقيب عن النفط.
وأوضحت أن ميركل تدخلت في اللحظات الأخيرة وأجرت اتصالا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيريكوس ميتسوتاكيس، وفي النهاية غير الأسطول التركي مساره.
