الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان دبر مسرحية الانقلاب.. أدميرال تركي يكشف تفاصيل عن ملاحقة العسكريين في بلاده

الأدميرال مصطفى أوجورلو
الأدميرال مصطفى أوجورلو

"هناك شيء ما يحدث في تركيا". تلقى الأدميرال البحري التركي مصطفى أوجورلو هذا النبأ من أحد مساعديه بعدما خرج لتوه من اجتماع في قيادة تدريب حلف شمال الأطلسي "الناتو" في مدينة نورفولك بولاية فرجينيا الأمريكية، الزمان 15 يوليو عام 2016.

على شاشات التلفاز تابع الأدميرال أوجورلو لقطات من شوارع مدينة إسطنبول وجسرها الشهير الذي أغلقته وحدات عسكرية في تلك الليلة، وتساءل عما إذا كان ما يجري انقلابًا عسكريًا، وبحلول صباح اليوم التالي تبين أنها كانت بالفعل محاولة انقلاب عسكري ضد نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سرعان ما أخمدتها قوات موالية للأخير.


لم ينشغل أوجورلو كثيرًا بما حدث في تركيا على بعد آلاف الأميال وانهمك في عمله بقيادة تدريب الناتو، فقط ليُفاجأ بعد أسبوعين باتهامه بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشل ويتم إخطاره بإنهاء خدمته في القوات البحرية التركية مع أمر بعودته إلى البلاد.

لم يطمئن أوجورلو لما تدبره له السلطات التركية، وقرر البقاء وطلب اللجوء إلى الولايات المتحدة، ومعه نحو 20 ضابطًا بالبحرية التركية في قيادة تدريب الناتو.

وفي حوار مع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر" قال أوجورلو "جميع زملائي الذين عملت معهم تقريبًا في السجن الآن، وتعرضوا للتعذيب منذ اليوم التالي لمحاولة الانقلاب. لقد كانوا في إجازات وقت الانقلاب ولم يفعلوا شيئًا".

الأمر ذاته أكده ضباط أمريكيون التقتهم الإذاعة، وأوضحوا أن الكثير من ضباط الجيش والبحرية والطيران المعتقلين في تركيا لا صلة لهم بمحاولة الانقلاب من قريب أو بعيد، ولم يتم القبض عليهم إلا لأنهم عملوا لفترة في قيادة حلف الناتو أو قضوا فترات متباينة في الولايات المتحدة.

وبحسب الإذاعة، لم تزل اعتقالات العسكريين في تركيا مسلسلا مستمرا منذ ليلة الانقلاب الفاشل، ويعتقد أوجورلو وعدد من زملائه الضباط الأتراك طالبي اللجوء في الولايات المتحدة أن أردوغان بنفسه هو من دبر مسرحية الانقلاب، كمقدمة لإزاحة جميع خصومه في أجهزة الدولة وإحكام قبضته عليها بالكامل.

ويقول أوجورلو: "لقد كانت عملية زائفة. كانت خطة مثالية بدأها وسيطر عليها ونفذها النظام. لكنهم ارتكبوا العديد من الأخطاء وتركوا أدلة وشهود واضحين وراءهم "، مضيفًا أنه إذا ما أراد الجيش التركي القيام بانقلاب حقيقي لكان قد نجح وأطاح بأردوغان بسهولة.

وتابع أوجورلو "اللجوء أمر مؤلم للغاية. أنا أحب وطني وخدمته بإخلاص لمدة 30 عامًا، لكني لا أستطيع العودة"، وأعرب عن مخاوفه من ملاحقة النظام التركي له بعدما علم باختطاف عدد من الضباط الأتراك الذين فروا خارج البلاد بعد محاولة الانقلاب.

ويتعاون أوجورلو حاليًا مع زوجته في إدارة منظمة مجتمع مدني تهدف إلى فضح ممارسات نظام أردوغان.