الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذات ليلة في الدوحة .. (قصة قصيرة)


 داخل "ديسكو" فندق رمادا جلس فتحي في أحد الأركان ، يشرب زجاجة من البيرة وينظر إلى المكان العامر بكل الجنسيات الآسيوية والأوربية والروسية والعربية.

الموسيقى تزداد صخبا والمكان يزداد إزدحاما، كعادة يوم الخميس من كل أسبوع في تلك العاصمة الصغيرة المزدحمة بعشرات الجنسيات، الجميع يعمل مثل الآلة وينتظرون هذا اليوم للهروب من الهموم والمشكلات، ترتسم فوق وجهه إبتسامه عريضه بعد أن شاهد صديقته "كادي" الفتاة التايلاندية تأتي نحوه، فهو اعتاد على مصاحبة الأسيويات بين الحين والآخر لأن متطلباتهم أقل من الروسيات والأوربيات وبعد أن صافحته جلست واعتذرت عن التأخير، ثم ذهب إلى البار وأحضر لها كأسا من الفودكا وبدأ الحديث بينهما، كانت علاقتهما لاتزال في بدايتها بعد أن عادت زوجته إلى القاهرة، جذبته من يده وقاما يتراقصان، وهنا وجد من يربت على كتفه فاستدار ليجد زميله الإعلامي الشهير "عبد العليم" وكان صاحب دعابة حاضرة ويجيد الحديث بأسلوب ساخر .
بادره قائلا قفشتك يا "نمس".

فسأله فتحي ضاحكا، ماذا أتى بك إلى هنا ؟!
قلت أعمل مثلك أنت والزملاء ، أنا أصابني الملل منذ حضرت إلى هنا عقب "30 أغسطس" وأنا أجلس في الفندق طوال الأسبوع لم أذهب سوى مكانين سوق واقف حيث أجد الكثير من الزملاء في مطاعم ومقاهي السوق فأجد من أجلس معه يسليني بعض الوقت، أو أذهب إلى استوديو المحطة لأعلق على أحداث مصر، وابلغوني بالأمس أني سأظهر مرة واحدة في الأسبوع بدلا من ثلاث مرات، قالها بحزن !
فنظر فتحي مستغربا، وهذا معناه ان الفلوس مقابل ظهورك ستتقلص، حظك سيء ولكن ليس سيئا بشدة فانت منذ شهور وتظهر بشكل مكثف وأعتقد انك أدخرت مبلغا كبيرا من الدولارات، قالها وهو يضحك، كان يعرف ان عبدالعليم يخشى الحسد دائما 
فيشير عبد العليم بكف يده منزعجا، قول ماشاءلله ، أنت من قبلي هنا، أكيد تملك أضعاف هذا المبلغ!


ولكني أتعجب من قرار تقليص مرات ظهورك، لأني أعرف ان الجماعة في المحطة يحبوك ويضحكون على تعليقاتك الساخرة اللاذعة ضد مصر والمسؤولين هناك !

لا أعرف! أخشى أن تكون مهمتنا انتهت وهجومنا لم يعد مفيدا ومؤثرا.
فتحي يضحك بصوت مرتفع بعد أن لعب الشراب برأسه، هو فعلا مهمتنا انتهت وسوف نأخد رصاصة الرحمة كلنا قريبا.
ماذا تعني..


هذا تعبير يعرفه كل العاملين هنا إنك ليس لك حقوق اذا ما قرر صاحب العمل "الكفيل" التخلي عنك ويطلق عليك رصاصة الرحمة وترحيلك!
انا فعلا سمعت ذلك انهم قرروا تخفيض العمالة خاصة المصريين وبعض الزملاء ابلغوهم تسوية أمورهم، وأمهلوهم ثلاثة أشهر للمغادرة! وللأسف بعضهم يبيع متعلقاته بخسارة ليسدد ما عليه من أقساط للبنوك!

ليس لهم أمان مهما أحبوك ومنحوك الكثير من الأموال، يبقى الغدر حاضرا في أي لحظة!

عبدالعليم متعجبا، ولكن نحن مختلفين عن باقي العمالة، نحن نساند النظام هنا في معركته السياسية، ألا يشفع لنا ذلك ! نحن بعنا بلدنا وأهالينا والعودة أصبحت مستحيلة!

لا يهم كل ما قلته أنا أعرفهم أكثر منك ، ليس لهم أمان ولا صديق، عندما تنتهي مصلحتهم معك، ستجد نفسك مضطرا للرحيل والبحث عن مكان أخر .

نظر عبدالعليم في صمت لكلام فتحي، وكان قد حضر قبل نحو عام وأصبح ضيفا دائما على فضائية "الحقيقة العارية" يوجه إنتقادات وقصص ملفقه لمصر وأحيانا دول عربية أخرى "حسب ما يطلب منه"، كانت مهمته التشكيك دائما في تصريحات المسؤولين في مصر ، والسخرية من كثرة المشروعات الاقتصادية والبحث عن تصريحات موجهه ضد مصر في الصحافة التركية، أو أحاديث على السوشيال ميديا تحمل تعليقا مسيئا ليجد مادة من أجل فقرته الساخرة، فحلمه ضاع بضياع فترة حكم الإخوان حيث كان يستعد لتولي منصب إعلامي هام ، ولكن مع مرور الوقت أصبح ما يقوله مكررا وغير مؤثر ! وبدأ يشعر بأن الترحيب به لم يعد كما كان، وربما يتحول إلى عبء عما قريب ويطلب منه الرحيل! ولكن إلى أين تركيا أو لندن او أين سيذهب بعد أن أصبحت العودة لوطنه مستحيلة. 

يقطع فتحي شرود عبد العليم قائلا، تعالى أجلس معي أنا وكادي ، ربما يبتسم الحظ لك وتأتي صديقة لها.

وحاول نسيان هموم الشغل هذه الليلة، وذهب الإثنان وجلسا بعد أن عرفه على كادي ثم تبادلا السجائر وظل عبد العليم يلتفت يمينا ويسارا على الواقفين بالمكان وهو ينفث دخان سيجارته، وترتسم على وجهه إبتسامه عريضه، بهذا العالم الغريب عليه وفتحي وصديقته منهمكان في حديث هامس لا يخلو من المداعبه بينهما.


وفجأة قرر فتحي وكادي الذهاب إلى مكان أخر، هكذا كانت عادتهما يظلان يتنقلان بين أماكن السهر حتى الساعات الأولى من الصباح ، وذهبوا ثلاثتهم هذه المرة إلى ديسكو شيراتون، ورواد هذا المكان معظمهم من الاوربيين ومضيفات شركات الطيران وما ان دخل عبد العليم حتى وجد عالما آخر فلكل مكان عالمه الخاص والمختلف، وجلس ثلاثتهم، وهنا وجدت كادي بعض صديقاتها يجلسن بالمكان فذهبت وعادت بعد قليل ومعها صديقتها "كاترينا" وهي فتاة ثلاثينية ذات ملامح جميلة وصاحبة جسد فارع مثير، ترتدي فستان قصير يظهر بعض مفاتنها، وتعمل مضيفة طيران في الشركة الوطنية وهي من أوكرانيا، كان فتحي يعرفها ، فاقترب من عبدالعليم هامسا :
خلي بالك دي تقريبا أشهر مضيفة هنا ولها قصة معروفة عندنا في المحطة.


أخبرني ما هي سريعا ! قالها عبدالعليم متلهفا 
هي تعمل مضيفة في الفيرست كلاس وذات مرة ركب أحد المسؤولين الكبار، معروف بقصص تحرشه بالمضيفات في كل رحلاته ولم تكن تعرف شخصيته وتعاملت معه بغلاظه! ورفضت التجاوب معه
وبالطبع ما ان وصلت الطائرة، حتى كان قرار الفصل جاهزا قبل أن تخرج كاترينا من باب المطار!


وفوجئنا بها تدخل المحطة في اليوم التالي وتطلب عرض مشكلتها للرأي العام!
مسكينة صدقت أننا إعلام محايد كما نروج للمحطة، فأخبرنا مسؤولي شركة الطيران وأقترحنا عليهم إحتواء الموقف وإعادتها للعمل ، حتى لا يخرج الأمر للناس وبالفعل عادت للعمل مقابل أن تلتزم الصمت.
بدأ عبدالعليم الحديث مع كاترينا بحذر ! وكاد يطير من فرط السعادة، وبينما يتخيل عبدالعليم الساعات المقبلة وما سيحدث بها ، تأتي رسالة له تخبره باجتماع هام وعاجل صباحا في مقر المؤسسة الإعلامية! نظر بتعجب اجتماع مفاجيء في الصباح الباكر يوم الجمعة ماذا حدث ! وبدى الإنزعاج على وجهه، هل سيبلغوني بقرار الرحيل؟!
نظر إليه فتحي وسأله عما حدث وقبل أن يجيب تأتي له رسالة مماثلة " رجاء الحضور غدا لمكتب المدير العام، من أجل إجتماع هام وعاجل" 
فنظر له عبد العليم ضاحكا الرسالة وصلتك 
غريبة، إجتماع بدون مقدمات ومع "الأشكيف " شخصيا هكذا كان يلقبون مديرهم العام وكان شخصا يكره الجميع وخاصة المصريين وعرف عنه إنه سريع الغضب والأذى لموظفيه وحتى الأن قام برفد نحو مائة موظف، يتفاخر دائما بذلك!
فتحي يعاود حديثه مع صديقته وينظر إلى عبدالعليم، انسى الشغل والاجتماع الأن، ستكمل معنا السهرة في المنزل !
عبدالعليم يبدو شارد الذهن ، لا سأذهب إلى منزلي أحاول النوم بعض الوقت قبل موعد الإجتماع 
فتحي ساخرا، لا تفكر كثيرا أنا أيضا وصلتني الرسالة، اكيد يريدون تصعيد الهجوم على شخصية ما ازعجتهم، لن يكون هناك شيئا أخر، لا تقلق وتعالى واستمتع معنا ، غريب أمرك تترك سهرة مع كاترينا التي يسعى وراءها كبار المسؤولين هنا! أنت حقا شخص يستحق السهر مع الأشكيف ويطلق ضحكة عاليه .
وينصرف عبدالعليم وظل طوال طريقه إلى منزله يفكر في الإجتماع المنتظر، لدرجة إنه حلم بكابوس وهو يتشاجر مع هذا المدير ويوسعه ضربا واستيقظ ليجد قبضة يده مشدودة وكأنه لايزال في المعركة! 
يصل مقر الاجتماع فيجد كل من يعرفهم من مدراء للأقسام متواجدين فيلقي التحية عليهم ويجلس بجوار فتحي.
هذا إجتماع دولي!
طبعا ، واضح سيعلنون الحرب ويبتسم في سخرية! 
يدخل المدير "جاسر" الملقب بالأشكيف ويجلس وينظر للجميع بعد أن حياهم، وكان وجهه متجهما بدون مقدمات قررنا تصعيد مستوى الهجوم على مصر والسعودية والإمارات، الملفات جميعها تفتح وعلى مدار 24 ساعة لا يخلو شريط الأخبار من خبر سلبي موجه لتلك الدول، قرار الحصار والمقاطعة سبب غضبا كبيرا هنا على أعلى المستويات، وطلب مننا سرعة تكثيف الهجوم على تلك الدول، لأن الضرر كبيرا، وكان القرار مفاجأة غير سارة، حتى ملفات الهجوم القديمة التي أزعجتهم سنعيد فتحها من جديد.


ثم نظر إلى عبدالعليم تابع الصحف والمواقع، ستجد مواضيع كثيرة تكتب تغريداتك الساخرة عنها،وأيضا الصحف والمواقع الإثيوبية هناك مواد كثيرة ممكن أن تستفز المصريين، حتى لو رسم كاريكاتير تستعينوا به، الهدف هو تقليب الرأي العام، وإظهار تلك الدول بصورة سلبية على الدوام.


لا تنسوا جزء أساسي من عملكم اليومي "التغريدات " على تويتر ، وهو مقياس لتقييم الجميع ومدى جدية أداءه وأريد هنا القول أن أداء معظمكم لم يكن جيدا خلال الأسبوع الماضي على تويتر رغم أن هناك الكثير من الأمور كانت تستحق التعليق والإنتقاد.
فتحي يأخذ زمام الحديث، ولكن حادث سيناء الأخير لم نبطل عويل ونحيب طوال اليوم وممكن نقول حدث تجاوب مقبول من جمهور السوشيال ميديا على تغريداتنا وفشل الدولة طوال عدة سنوات في القضاء على الإرهاب في سيناء.


لم يهتم جاسر بكلام فتحي، قائلا : يبدو أن السهر بدأ يؤثر على عملكم ووجه نظرة إستياء إلى فتحي وكانت علاقتهما متوترة منذ فترة بعد أن أحضر صديقة له لترأسه في بعض المهام ، فغضب فتحي من تلك التلميحات أمام زملاءه وقرر الخروج من الإجتماع وهو يتمتم بصوت مسموع :
هل وصلت الأمور إلى مراقبة حياتنا الشخصية وأغلق الباب وراءه بشدة!


وبعدها أنهى "الأشكيف" الإجتماع وأنصرف الجميع وهرول عبدالعليم يبحث عن صديقه فتحي فوجده جالسا بمفرده في الإستراحة. 
لماذا تصرفت هكذا يا رجل ، لماذا تدخل في صدام مع هذا الشخص "المؤذي" أنت تعرف ماذا ممكن أن يفعل 
ينظر فتحي غاضبا، يفعل ما يشاء منذ فترة وهو يعمل على مضايقتي من حين لآخر يريد أن يحضر صديقته مكاني بشكل تام ولم يكتفي ان تشاركني مهام منصبي ! أنا قدمت لهم خدمات كثيرة وازعجت المسؤولين في مصر بتقارير إعلامية لاذعة طوال العامين الماضيين ولكن يأتي شخصا حقيرا مثل هذا يريد أن ينهي سنوات خدمتي بسهولة هكذا ! ويتركونه يفعل ما يشاء ومع ذلك نتحمل عجرفته ومعاملته السيئة ولكن يصل الأمر لمراقبة حريتنا الشخصية ! هو يريد إحراجي دائما ، ولو فعلها مرة أخرى سأضربه أمام الجميع! 
أهدأ يا صديقي ولا تصطدم به 
لا.. لن أهدأ وسأدبه هو أستخدمني كثيرا لدرجة أنني بعت له أسرار شخصية لبعض الزملاء، ومع ذلك كل ما فعلته لم يشفع لي، هذا شخص حقير يجب أن يأخذ درسا، جاهل ومتغطرس كل مؤهلاته إنه كان مراسلا نشطا وخادم مطيع فأصبح في هذا المنصب!
عبدالعليم في حسرة، نحن هنا لجمع المال بكل الوسائل، حتى وإن دسنا على كرامتنا وجثث زملاءنا " هذا إختيارنا وندفع ثمنه.
الغريب اننا قبل سنوات كنا ننظر بإعجاب لهذه المؤسسة الإعلامية انها على مستوى مهني مميز ونحلم بالعمل بها وعندما اقتربنا ودخلنا "المطبخ " اكتشفنا انها لا مهنية من قريب أو بعيد، لديهم أجندات سياسية ينفذونها! لم أفهم رغم أنني التقيت قبل سنوات بأحد مدراءهم المهمين وقال لي إنه غادر منصبه بعد أن نسفوا جميع المعايير المهنية، وأصبح تيار معين يسيطر على الأمور.
ينظر إليه فتحي ساخرا دي مهنية "سنية" اللي بنعملها دي وطالما نحن في لحظة صراحة الأن، دعني أقول لك لا تصدق ما نروجه أننا معارضة ! نحن معارضة مدفوعة الثمن معارضة تحت الطلب زي فيلم عادل امام "زوج تحت الطلب" ! 
لكي تكون معارضا يحترمك الناس ويتذكرك التاريخ، عليك أن تظل داخل وطنك تواجه بشجاعة حتى لو تعرضت للسجن، هل تتذكر جلساتنا في مقهى الندوة الثقافية بوسط البلد، لم نكن نملك نقودا وسيارات فارهة ونسكن في أبراج مثل الأن ولكن لم تكن عيوننا "مكسورة" كنا نواجه ونعترض بشرف، شعور أن تكون حر الرأي لا سلطة لأحد عليك، يساوي الكثير ، يبدو اننا خسرنا كثيرا رغم ما كسبناه من نقود، نحن في فترة يأس ومعاناة وإنهزام نفسي وإجتماعي!
ثم غادر فتحي المكان وترك عبدالعليم جالسا والذي بدأ يقلب في هاتفه فوجد أمامه جملة للكاتب أحمد رجب تقول :
" أمدح وطني ويشتموني..خير مليون مرة من أن أشتم وطني ويمدحوني" فأغلق هاتفه متحسرا على حاله.

ظل فتحي يتجول بسيارته في شوارع الدوحة في محاولة لنسيان هذا اليوم العصيب فوجد رسالة من أحد أصدقاءه يعرض عليه الذهاب الليلة لحفل مؤسسة السينما التي يشرف أحد المسؤولين المهمين، فرحب واتفقا على الموعد وذهبا سويا وما أن دخل فتحي إلى قاعة الحفل حتى وجد عدد من الفنانين العرب متواجدين، وكان يعرف بعضهم فاخذ يتجول بين الحاضرين يجلس هنا مرة ويقف هناك مرة أخرى وبينما هو واقفا سمع حديث بين أحد المسؤولين الرسميين بالقرب منه وهو يتحدث مع أحد الفنانين العرب ويعرض عليه الإقامة وكل ما يريد من مميزات للاستقرار بالدوحة وأعطاه الكارت الشخصي ليكملا حديثهما بعيدا عن تلك الأجواء! 
فقال فتحي في نفسه يريدون شراء كل شيء البني أدمين بالنسبة لهم مثل المصانع والأندية والأشياء التي يشترونها في كل مكان !
وبعد إنصراف المسؤول قرر الذهاب إلى هذا الفنان وكان يعرفه وبادره قائلا ستقبل العرض وتجلس هنا ؟
فابتسم وقال له، سأترك هذا الكارت في الفندق ، أنا مسافر غدا وأبتسم الإثنان.
في الصباح وجد فتحي قرار بتحويل كافة مهامه إلى موظفة أخرى، وتعيينه في منصب إستشاري فخرج غاضبا وذهب إلى مكتب المدير مسرعا والغضب يملأ ملامحه وحاول ضربه ولكن الأمن كان أسرع منه وتم إخراجه بالقوة وإهانته وجاءت الفرصة لهذا المدير للتخلص منه نهائيا وأصدر قرارا بفصله وهو ما يعني أن يبحث فتحي عن بلد أخر يذهب إليه ! 
وفي لحظة يأس قرر الذهاب إلى مديره الملقب بالأشكيف في منزله، وبعد أن أنتهى ذهب إلى البحيرة، وجاء الصباح ليحمل خبر مقتل جاسر وإنتحار فتحي ليصيب الجميع بصدمة والخوف من المستقبل المجهول.
ويفتح عبدالعليم عينيه في الصباح على رسالة من فتحي تقول "أصبحت أكره الناس، وأكره نفسي".. وداعا يا صديقي. 
ويترك فتحي ذكرى مبللة بالدموع.
*" جميع أحداث وشخصيات القصة من وحي الخيال ولا تمت للواقع بصلة "

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط