الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جنوب شرق الأناضول.. كيف أفشل أردوغان المشروع الأكثر طموحا في تركيا؟

تقرير: إدارة أردوغان
تقرير: إدارة أردوغان سبب فشل مشروع جنوب شرق الأناضول

كان من المفترض أن يساهم مشروع جنوب شرق الأناضول "جاب" الضخم في تنمية تركيا وازدهارها اقتصاديا، لكن الواقع يكشف عكس ذلك، فما سر فشل المشروع التركي الأكثر طموحا؟ 

جنوب شرق الأناضول واحد من أكبر مشاريع تطوير أحواض الأنهار حول العالم، والمشروع الأكبر الذي تنفذه أنقرة وحدها ويشمل 13 مشروعًا للري والطاقة الكهرومائية، بناء 22 سدًا على مجرى نهري دجلة والفرات و19 محطة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه، وفقا لصحيفة "أحوال" التركية.

اقرأ أيضا:

تؤكد السلطات في تركيا أن المشروع الضخم سيخلق نحو 4 ملايين وظيفة جديدة، في منطقة يبلغ معدل البطالة فيها ضعف المعدل الوطني، لكنها فشلت، بحسب الصحيفة، في تحقيق الازدهار والوفاء بتعهداتها للعمالة الموجودة في المنطقة، فضلا عما يحدث في مدينة أورفة، مركز المشروع.

وتشير الصحيفة في تقريرها إلى التحديات التي تقف أمام ذلك المشروع، وفشل نظرية التحديث التقليدية في منطقة تعاني من قرون من المظالم الاجتماعية والاقتصادية والسياسة.

وعلى مدار الـ15 عاما الماضية، أصبح العمل الموسمي أحد مصادر الرزق الرئيسية في جميع المحافظات التي تقع في نطاق مشروع تنمية جنوب شرق الأناضول، حيث فشل في تحقيق التنمية الكافية أو زيادة الوظائف في تلك المناطق.

وفي محافظة مثل أورفة، دائما ما تلفت حوادث وفيات العمال الموسميين انتباه وسائل الإعلام، حيث يهاجر الآلاف من سكان المنطقة إلى مدن أخرى من أجل العثور على وظائف مؤقتة في المزارع.

علاوة على ذلك، تثير أسباب الفشل الذريع للمشروع الضخم، تساؤلات عدة. حيث بدأ العمل عليه في 1970 وكان في البداية مشروعا تقود الدولة وبشكل أساسي لتعزيز البنية التحتية الموجهة نحو التنمية الاقتصادية.

أعدت خطة أكثر شمولية في 1989، ليتحول إلى مشروع تنمية متكامل بما في ذلك التعليم والصحة والاستثمارات في البنية التحتية الريفية والحضرية ومراكز الشباب. وكان من المقرر الانتهاء منه في عام 2010.

وفي 2002، تألف الفريق المسؤول عن تطوير المشروع من عدد من المؤهلين لذلك العمل الضخم. لكن بوصول حزب العدالة والتنمية الحاكم للسلطة والذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان، تغير كل شييء.

أقال الحزب الحاكم، بمجرد وصوله للسلطة، جميع الأعضاء المهرة في الفريق التقني العامل في المشروع تقريبا. وفي 2008، أعلن أردوغان رئيس الوزراء آنذاك، خطة عمل جديدة تم فيها تحديد 4 محاور للتنمية الاستراتيجية: تحقيق التنمية الاقتصادية ، ضمان التنمية الاجتماعية ، تطوير البنية التحتية ، وتحسين القدرات المؤسسية.

وأكد أردوغان في ذلك الوقت، أن الهدف الرئيسي لخطة العمل هو تحقيق الازدهار والسلام والسعادة للمنطقة، إلا أن مشروع "جاب" لم يحقق الازدهار ولا السعادة في المنطقة.

يقول التقرير إن المحور الرابع الذي أعلنه أردوغان "تحسين القدرات المؤسسية" ولد ميتا بالفعل، مع إقالة أردوغان للمسؤولين الأكفاء في تركيا. كما لم تسطع الحكومة تقديم حوافز تجعل الاستثمار في المنطقة المضطربة جذابا أو تعوض عن المخاطر المحتملة.

أما أعمال البنية التحتية، فقد تم الانتهاء من 13 محطة للطاقة الكهرومائية فقط من أصل 19، بينما تم بناء 19 سد من أصل 22، وفقا لإحصاءات عام 2018. وكان الهدف من المشروع هو توفير أنظمة الري لمساحة 1.8 مليون هكتار وهو ما لم يتحقق.

ويسلط الموقع الضوء على الأوضاع في منطقة جنوب شرق الأناضول، حيث يظل السكان يموتون في الشوارع جراء العمل، وسيستمرون في العمل لصالح مواقع البناء في الغرب بينما ينمو أطفالهم لجمع القمامة في أكبر المدن التركية مثل اسطنبول وإزمير.

وينتشر الفقر المدقع في منطقة جنوب شرق الأناضول، وتنعدم فيها مظاهر العدالة الاجتماعية، ويعد الأكراد أغلبية في تلك المنطقة التي تحدها من الغرب البحر المتوسط، وسوريا من الجنوب.

-