الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 أغسطس تاريخ لا ينسى في أذهان الأقباط.. الكنيسة تفتح أبوابها في ذكرى ميلاد البابا شنودة الثالث

قداسة البابا شنوده
قداسة البابا شنوده الثالث البطريرك الـ117

في تاريخ المجتمعات والشعوب تواريخ وأيام لا تنسي، ولعل الثالث من أغسطس يبقى لفترات طويلة متواجد بقوة في أذهان المصريين وليس الأقباط فقط، اليوم هو تذكار ميلاد قداسة البابا شنوده الثالث البطريرك الـ117 من تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكذلك تزامن مع عودة فتح الكنائس أمام الأقباط بعد فترة إغلاق أمتدت لنحو 135 يوما. 

قداسة البابا شنوده الثالث يظل اسما فارقا في التاريخ الحديث للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولبلادنا مصر، رجل وطنى أسس مدرسة مستقلة في الاخلاص وحب الوطن مهما كانت الظروف المحيطة، ويتذكر الجميع موقفه من منع الأقباط من زيارة القدس إلا برفقة أخوانهم في الوطن.

أقرأ أيضا ..

ليس غريبا أن يكون يوم تذكار ميلاد قداسة البابا شنوده متزامنا مع قرار الكنيسة الوطنية المصرية الأرثوذكسية بفتح أبوابها أمام جموع الأقباط لحضور القداسات بعد انقطاع لفترة تجاوزت الأربعة أشهر، الكنيسة التى أتخذت القرار الأصعب في تاريخها الحديث بغلق أبوابها حتى في أقدس أيام السنة لتكون نموذج في الوطنية وتقديم مصلحة المواطنين والوطن قبل اى شئ.

موقف الكنيسة الوطنى والإنساني نابع من بطريرك حكيم سيبقي التاريخ أيضا شاهدا على كلمات البابا تواضروس الثاني "إن وطن بلا كنائس .. أفضل من كنائس بلا وطن". 

 وُلِد قداسة البابا شنوده البطريرك الـ117 باسم نظير جيد روفائيل في 3 أغسطس 1923، ورحل عن عالمنا في 17 مارس 2012، وما بين التاريخين عالم من الحكايات تشهد لرجل أفنى عمره في محبة الوطن والكنيسة حتى النفس الأخير، فهو البابا رقم 117، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

والتحق "نظير جيد" بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير ممتاز عام 1947، وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج في الكلية الإكليركية وعمل مدرسًا للتاريخ.

وتميز منذ سنوات عمره الأولى بحبه الشديد للكتابة، خاصة القصائد الشعرية، وعمل لعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة "مدارس الأحد"، وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة، وكان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وأحد الخدام الذين لهم تأثير كبير في تاريخ مدارس الأحد، والتحق بعد دراسته الجامعية بالجيش المصري برتبة ملازم.

وتم إعلان نظير جيد راهبًا باسم أنطونيوس السرياني في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال إنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.

وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قسا، وأمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره، وعمل سكرتيرًا خاصًا للبابا كيرلس السادس في عام 1959، ورُسِمَ أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، في 30 سبتمبر 1962.

وعندما رحل البابا كيرلس في 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا شنودة للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971، وبذلك أصبح البابا رقم 117 في تاريخ البطاركة.

وفي عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، إلى جانب مئات الكهنة للخدمة في مصر ودول المهجر وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر، حيث أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، فضلا عن اهتمامه بحياة الرهبنة في الأديرة، وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت.

في يوم السبت 17 مارس 2012، أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس "وقتها" وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر ناهز 89 عامًا.

البطريرك الذى جلس على الكرسي المرقسي لمدة 41 عاما كان سلاحه الوحيد في مواجهة المشكلات هو الصلاة، وكان من أهم ما قاله في عدد من الأزمات: "نحن نصمت لكى يتكلم الله"، ورغم مشاغله العديدة لم يتأخر يوما عن تقديم العطاء والمحبة لكل أحد خاصة الفقراء الذين أحبهم واهتم بهم بشكل خاص، حيث كان يخصص يوم الخميس من كل أسبوع لاجتماع "لجنة البر" لتلبية احتياجات كل من له ضيقة.

وفي يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان قداسة البابا شنوده في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسي القديس مار مرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه.

واستمر بقاء الجثمان على كرسي البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة، وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد حسين طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث أوصى بأن يدفن هناك.