الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل وحزب الله بعد 11 سبتمبر اللبنانية!



 
لو طالعتم الصحافة الإسرائيلية .. لو شاهدتم الإعلام الإسرائيلي، ستدركون الحقيقة!.. فور الإنفجار النادر الغامض وفق الوصف الإسرائيلي، الذي ضرب مرفأ بيروت، وأسميته أحداث ١١ سبتمبر اللبنانية .. وكل الأقلام والمعلقين الإسرائيليين، يركزون على أن تل أبيب حذرت منذ سنوات، من هذا المستودع الذي يستخدمه حزب الله، لتهريب وجلب الأسلحة والمواد الكيماوية من وإلى إيران، عبر البر بعدما تصل من البحر، ونشروا صور لخرائط تحدد الطرق التي روجوا لها.

ووفق تعليقات محلليهم فإن حزب الله تزلزل كما زلزلت  لبنان، ولن يكون حزب الله كما كان سابقا بعد الإنفجار.
وعلى غير عادة إسرائيل في مثل هذه المواقف، سارعت بنفي أية علاقة لها بالتفجيرات، رغم شهود العيان اللبنانيين الذين أكدوا إنهم سمعوا طيران حربي وشاهدوا صورايخ قبل الإنفجار الهايل، بل وعرضت إسرائيل على لبنان، من خلال وزيرى الدفاع والخارجية جانتس وإشكنازى مساعدات طبية عبر دوائر دولية، هى في الغالب الصليب الأحمر، بل وفتحوا مستشفيات الجليل الأعلى للجرحى اللبنانيين، رغم ضربات الكورونا التى تهزهم بقوة هذه الأيام.

في حين أن كل القوى السياسية والدينية الإسرائيلية المتناحرة، والذي وصل الأمر ببعضهم أن هدد عناصر من اليسار بقتل نتنياهو وأسرته، تناسوا صراعاتهم وتوافقوا على استغلال الفرصة بشكل جيد، لتقزيم عدوهم الوهمى حزب الله، ووحدوا صفوفهم خلال الساعات الأخيرة ليكون الذراع الإيرانى في لبنان على لوحة نيشانهم.

والغريب أن هذه الأصوات إلاسرائيلية لا تختلف في كلامها، عن أصوات خليجية ومصرية، سوى في اللغة، ولا يرون في المشهد سوى حزب الله، وكأنهم لم يكتشفوا خيانته وعمالته سوى أمس.

كلنا نعرف من هو حزب الله، ومن يدافع عنه لا يعرفه، فهو خيال المآتة الفارسي الذي روجوا له بالتنسيق مع الصهيونية العالمية في واحدة من أكبر المخططات الدرامية على العرب، التى أضاعت لبنان وهيبته وسيادته منذ زمن، وكأن لبنان موعود بالخونة، إن كانوا تابعين لإسرائيل بشكل مباشر أو في إطار تمثيلى، فأتمنى أن تذكرونى بماذا أضر حزب الله إسرائيل، غير الترويجات الوهمية التى تروجها تل أبيب عنه أكثر  منه ومن إيران نفسها، حتى حولت منه بعبع كارتونى، وجعلت من خيال المآتة الشيعى الخائن، نبراس لبعض المخدوعين السذج من العرب، بما فيهم السنة!

وبعد نجاح نموذج حزب الله الاحتلالى الخائن في لبنان، تمددت الفكرة، مع تمدد الثورة الإيرانية في الدول العربية، واستنسخت نسخا منه في اليمن والعراق وسوريا بالإسم نفسه أو بغيره، فهناك حزب الله العراقي وأنصار الله في اليمن، ولا ننسي نشاط حزب الله في مصر، خلال فوضي يناير، ودوره في تشييع حماس ونشر التشيع في إفريقيا!

 وطبعا دور حزب الله معروف في سوريا ضد الميلشيات السنية الإرهابية، المدعومة خليجيا، لكنه في المقابل فتاة ناعمة حنونة على الإسرائيليين، فلم يرفع السلاح عليهم من سوريا، منذ دخوله، بل بالعكس كان حجة جاهزة لإسرائيل، إلى أن تستبيح سوريا، كما أستباحت لبنان بحجته أيضا، فكل ضربات إسرائيل لسوريا، التى أصبحت يومية تقريبا، بحجة ضرب مواكب لحزب الله أو تجمعات للحرس الثورى، وهى في الأساس ضرب الباقي من المنشآت والبنية التحتية السورية، تجهيزا لدويلة تابعة لها، أو نظام بالكامل في المساحة الأكبر من سوريا بعد تقسيمها، يكون خادما لها.

ونفس الاستهداف الإسرائيلى حاصل في العراق منذ حوالى العام وحتى الآن، بنفس الحجج تقريبا، دون أى تدخل من قوى دولية أو إيران، والتى تهاجم بشكل تقليدى وغير تقليدى من إسرائيل منذ حوالى شهرين، ولا ترد برصاصة واحدة..وهذه فقط الاستهدافات العلنية وما خفي كان أعقد.

بعد هذا الاستعراض السريع، أتمنى أن تكون الصورة وضحت، أن إيران وأذرعتها، والأشهر منها حزب الله بنسخه المختلفة، هم أعداء مباشرون للعرب الوطنيين، كما هى إسرائيل بالضبط عدوة لنا، بل الثلاثى الفارسى والصهيونى والعثمانى يتعاونون معا ضد العرب بكل الأشكال وفي كل المناطق، ليتقاسموا أراضينا بينهم، وهذا حادث في عدة أماكن منها ليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال والآن لبنان.

وبالتالى، فإنه من الخطير أن نضرب عدو، ونقوى آخر، ومن الدهاء، أن نبقي الإثنين في حالة ارتباك ومواجهة، حتى ولو كانت تمثيلية، فمن المهم طبعا تقزيم حزب الله بل والقضاء عليه تماما في لبنان.

لكن يبقي السؤال من يملأ فراغه، حتى ولو كان وهميا، فلبنان ليس لديها جيشا، وطول الوقت هناك عناصر مسلحة غير لبنانية في لبنان، منها المجموعات اللبنانية العميلة، والمجموعات الفلسطينية والجيش السورى، وأخيرا حزب الله، الذي ينشر كاميراته في كل المنشآت الحيوية في لبنان، من المطار وحتى المقار الأمنية والموانئ، بما فيها المخازن الغامضة، والتى تعرف بها إسرائيل من خلال جواسيسها، حتى إن تردد خلال الأيام الأخيرة، أن إسرائيل علمت بمخبأ حسن نصر الله نفسه، وقريبا سيلحق بصديقه قائد الحرس الثورى قاسم سليماني !

تحليلى هذا لا يرضي كثير من الأصدقاء الخلايجة والمصريين، لكن الأمر أكثر عمقا وتعقيدا من مجرد مناوشات أو مكايدات مذهبية، فلا تقزموا حزب الله وتقوا إسرائيل، بل اتركوا الاثنين في هذه المواجهة الوهمية، لكن عززوا الجيش اللبنانى بالأسلحة والتدريبات حتى يتحول لجيش نظامى حقيقي قادر على حماية بلده، التى تنتهك سيادتها الجوية والبحرية والبرية بشكل معتاد.

وقزموا واقضوا على نسخ حزب الله في العراق وسوريا واليمن، حتى لا نترك لإسرائيل أية حجج لانتهاك سيادتنا، وأعيدوا الجيوش النظامية واقضوا على الميلشيات، لتحاصر إسرائيل

..كلام صعب المنال، لكن التخطيط له وتنفيذه أمر مهم، فلا يمكن أن أقضى على عدو وأترك آخر، فأقضوا على حزب الله وحاصروا إسرائيل!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط