الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأكوان كلها أظهرت حبها للمصطفى.. علي جمعة: النبي أمسك الحصى فسبح في يديه

علي جمعة: النبي أمسك
علي جمعة: النبي أمسك الحصى فسبح في يديه

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأكوان كلها أظهرت حبها للنبي المصطفى ﷺ ؛ في منشئه وفي وجوده؛ يقول المصطفى ﷺ: (إِنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ. إِنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ) إنه يعلمه ويشاهده ويسمعه وهو يسلم عليه؛ تثبيتًا لفؤاده الشريف، وإكرامًا لمقامه عند ربه، وتدريجًا له ﷺ للاتصال بعالم الغيب، والنبي ﷺ أمسك حصى فسبح الحصى في يديه وأصله في الصحيح، ولكن زاد أبو نعيم في الدلائل، والبيهقي في الدلائل أيضًا -أن الحصى لما سبح بين يديه وسمعه أصحابه ناوله إلى أبي بكر، فسبح الحصى في يديه إكراما للحبيب ﷺ ، وأرجعه إلى النبي فناوله إلى عمر، فسبح الحصى بين يدي النبي ﷺ في يد عمر وأرجعه إلى النبي ﷺ ، فناوله إلى عثمان فسبح الحصى في يد عثمان بين يدي النبي ﷺ ، ثم توزع الحصى على الصحابة فلم يسبح ، والنبي ﷺ كان واقفا على أحُدُ وهو يقول لنا : (أحُدُ جبل يحبنا ونحبه) .

وأوضح جمعة عبر الفيسبوك: استجاب هذا الجبل الأشم في خضوع وطاعة لأمر حبيبه وسيده النبي ﷺ عندما ركله برجله الشريفة ﷺ لما اهتز أُحد به هو وأصحابه، فقد صح عن أنس رضي الله عنه: «أن النبي ﷺ صعد أُحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله وقال: اثبت أُحد، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيدان» [متفق عليه]. فاستجاب أُحد على الفور محبًا مطيعًا لسيده وحبيبه المصطفى ﷺ.
لا تلوموا أُحدًا لاضطرابٍ ... إذ علاه فالوجد داءُ
أُحُد لا يُلام فهو مُحِبٌ ... ولَكَم أطربَ المُحِبَ لقاءُ

وكان رسول الله ﷺ يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب فجاء رومي فقال: ألا نصنع لك شيئا، تقعد وكأنك قائم؟ فصنع له منبرا له درجتان، ويقعد على الثالثة -والمنبر الذي في المدينة الآن مكان ذلك المنبر الشريف- أن النبي ﷺ كان يخطب إلى جذع فلما صنع المنبر فتحوّل إليه حن الجذع، فأتاه رسول الله ﷺ فاحتضنه فسكن وقال: (لو لم أحتضنه لحّن إلى يوم القيامة) حزنا على رسول الله ﷺ ، فأمر به رسول الله ﷺ فدفن؛ يعني الجذع .

وأكمل علي جمعة: حن الجذع حنينًا سمعه من في المسجد، والنبي ﷺ وصفه ربه بأنه { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } للجن والإنس والجماد والحيوان ،والنبي ﷺ هو الذي قال: (إنما إنا رحمة مهداة)، والنبي ﷺ هو الذي قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) فنزل النبي ﷺ بقدره الجليل، واحتضن هذا الجذع حتى سكن وهو يقول -والصحابة تسمع-: (أفعل إن شاء الله . أفعل إن شاء الله)، وقال: (والله لو لم أحتضنه لبقى في حنينه إلى يوم القيامة) ودفن النبي ﷺ الجذع وسأله الناس: تفعل ماذا يا رسول الله ؟ قال: (سألني أن يكون رفيقي في الجنة فقلت: أفعل إن شاء الله) أي أنه يدعو ربه - سبحانه وتعالى - ، يدعو ملك الملوك أن يصاحبه هذا الجذع في الجنة.

وكان الحسن البصري- رحمه الله- إذا حدث بحديث الجذع يقول: يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله ﷺ شوقا إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه).