الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من قديس الطفولة لـ العضاض.. 3 أزمات بين أنيس منصور وأستاذه العقاد

الأديبين عباس العقاد
الأديبين عباس العقاد وأنيس منصور

كان الأديب الراحل محمود عباس العقاد الأستاذ الأول للأديب الراحل أنيس منصور، شكل فكره الادبي بكتاباته، لم يعرف سوى اسم العقاد لسنوات طويلة في عالم الكتابة والأدب، حتى أنه لم يشترى مجلة إلا إذا تضمنت مقالا للعقاد، كان أصغر طلابه بعدما انتقل من مدينة المنصورة إلى القاهرة.


روى الكاتب والفيلسوف المصري أنيس منصور علاقته بـ عباس العقاد في كتاب «في صالون العقاد.. كانت لنا أيام» فعلى حد وصفه درس في جامعتين في وقت واحد، الأولى جامعة القاهرة والثانية جامعة العقاد ويقصد به كثرة وجوده في منزل العقاد في مصر الجديدة، برفقة الأدباء والمفكرين أما هو كان أصغر الموجودين.


الصالون الأدبي يعقد كل يوم جمعة، وكان ذهن أنيس كالراديو الصغير الي تم ضبطه على محطة واحدة وهي العقاد فقط، كان أنيس صغير السن يتواجد بالمجلس الأادبي ويجلس بجوار الباب نظرا لأنه كان متخيلا أن أحدهم سيخرجه لأي سبب أو أن الجلوس على حسب الأقدمون، وهم: "عبدالرحمن صدقي، صلاح طاهر، طاهر الجبلاوي وزكي نجيب محمود".


كان منصور باعتباره طالبا للدراسات الفلسفية من المعروفين مع مجموعة من زملاؤه بأنه يدور على بيوت ومنازل الأدباء ولكتاب، ولكن كان العقاد في مكانة خاصة بالنسبة له.


حب أنيس للعقاد لم يقتصر على التواجد في الندوات والجلسات الأدبية فقط، بل وصل إلى حد معرفته كل تحركاته الشخصية، أين يذهب والطعام المفضل وطريقة إحكام الطربوش فوق رأسه وكثيرا ما كان يعترض طريقه برفقة زملاؤه بحجة انها "صدفة" !


رغم الحب والتقدير للعقاد، إلا أن أنيس كان له فكره ورأيه الخاص، وخاضا نقاشات حادة لعدة مرات، الأولى تجرأ فيها أنيس وتحدث عن رأيه في الفلسفة الوجودية التي كان يكرهها العقاد، وبعد عشر سنوات كان النقاش - أو بمعنى أدق - الخلاف الثاني وسببه عيد ميلاد العقاد.


روى منصور هذا الموقف، فقد كان محررا في "أخبار اليوم" حينها وقدم ابن شقيقه عامر العقاد مقالا للنشر بالجريدة احتفالا بميلاد العقاد، ووصل الأمر إلى العقاد فعاتب أنيس، الي رد قائلا: "وجهة نظري..."، أدار العقاد وجهه بعيدا، ويقول أنيس: "اتجه بناظره بعيدا عني كأنه لا يريدأن يرى وجهة نظري أو أن وجهة نظري لا تستحق أن يسمعها".


وعلى الرغم من ذلك برر أنيس موقفه بأن ميلاد العقاد مناسبة أدبية وليست عائلية، وأن منع نشر المقال جاء من سكرتير التحرير، غضب العقاد وظهر على وجهه هذا الغضب الناتج عن العظمة حد الغرور وقال: "صحيفة التايمز البريطانية خصصت عددا ممتازا لأديبها ريتشي مع أنه ليس إلا كاتبا متواضعا".


هذا الموقف كان بداية معرفة جديدة بالعقاد الغاضب، وخطورة الدخول معه في نقاش، حتى جاء الخلاف الثالث، حين نشرت مجلة "روز اليوسف" حديثا للعقاد عام 1952 يقول فيه: "من هذا الأنيس منصور ؟".


لم يصدق حينها ما كتبه العقاد عنه خاصة وأن غحسان عبد القدوس قال عنه فيلسوف المستقبل، فضلا عن كتاباته في الأدب في عدة صحف ومجلات، وكان مدرسا لللفلسفة في الجامعة، وغير ذلك معرفته بالعقاد التي ترجع إلى الأربعينات أي قبل 10 سنوات من كتابة المقال.


حزن أنيس ولم يعرف كيف يواجه كل الذين وصف لهم علاقته بالعقاد، وبالفعل اتصل به ليعرف ما سبب هذا الهجوم دون داعي، فدافع العقاد عن نفسه قائلا: "أنا لم أقل هذا الحديث إنهم ولاد الـ....بتوع روز اليوسف"، ولكن أنيس تأكد أنه تورط في هذا الحديث ولم يتصور أن يتم نشره.


رد انيس بنفس الطريقة على العقاد وكتب مقال قصير بعنوان "عباس محمود العضاض"، بدلا من العقاد، وذكر فيه أن العقاد مثل جهاز ميكانيكي كبير له ماسورة عادم ضخمة والذي قاله عن أنيس قد خرج من هذه الماسورة، ثم اعتذر له في التليفون قائلا: "إنهم ولاد الــ.. بتوع روز اليوسف".