الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حليف مخادع.. لماذا يتجاهل ترامب خطر أردوغان؟

اردوغان - دونالد
اردوغان - دونالد ترامب

رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت شديدة العزم في معارضة دولة مثل إيران؛ إلا أنها تسهل صعود دولة توسعية أخرى، تسعى للهيمنة وبسط نفوذها، وهي تركيا.

وتعد تركيا لغزا غريبا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، فبينما يدعم الرئيس رجب طيب أردوغان التطرف بشكل واضح، ويحتضن إرهابيين من مختلف الجماعات مثل الإخوان وحركة حماس، ويواصل تهديده لحلفاء واشنطن مثل اليونان وفرنسا والإمارات؛ لكنه بطريقة ما، يفلت من العقاب.

اقرأ أيضا:

ويقول الصحفي الأمريكي ديفيد اجناطيوس في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" إن اختلاف السياسة الأمريكية تجاه تركيا وإيران، ترجع لعدة أسباب، بينها عضوية أنقرة في حلف الشمال الأطلسي "الناتو" والتي يمكن استغلالها لتصبح عائقا أمام التحرك الروسي.

علاوة على ذلك، كانت تركيا حليفا استراتيجيا لإسرائيل في الظل، وحرصت على إقامة علاقات جيدة مع تل أبيب.

ويرى الكاتب تشابها كبيرا بين تركيا تحت حكم أردوغان، وولاية المرشد في إيران، مشيرا إلى تناقض إدارة ترامب في التعامل مع البلدين، رغم أن كلاهما أنظمة تدعم التطرف بشكل أو بآخر.

ويوضح المقال أن أنقرة تلعب دورا رئيسيا في زعزعة استقرار الشرق الأوسط، كما أنها تخلق الفوضى بدخولها حروب بالوكالة، فضلا عن عدائها تجاه الولايات المتحدة.

ويضيف أن الكونجرس أصبح يشكك بشكل متزايد في أردوغان وسياساته، وعلى مدى العامين الماضيين، قام الأعضاء الرئيسيون بتجميد  جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية الرئيسية لتركيا.

علاوة على ذلك، قررت واشنطن أن ترفع جزئيا  حظر الأسلحة المفروض على قبرص وزيادة التعاون الأمني معها، وهو ما لاقى رفضا تركيا.

وينتقد الكاتب استمرار الإدارة الأمريكية في تمكين أردوغان، والادعاء بأن تركيا لا تزال حليفا للولايات المتحدة.

لكن السؤال ما الذي فعلته تركيا لتظل حليفا موثوقا لواشنطن؟، قد يكون السر، بحسب الكاتب، هو مداعبة أردوغان لغرور الرئريس الأمريكي، وبناء العلاقات الدبلوماسية الشخصية معه. 

يشير المقال إلى تصريح لترامب مؤخرا قال خلاله إنه الوحيد الذي يتمكن من إقناع أردوغان لأنه يستمع إليه ويحترمه.

كما أن أردوغان وإدارته أعلنوا صراحة، كراهيتهم لنائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي جو بايدن. وهو ما يضعه في معسكر ترامب بكل أريحية.

أما الأمر الأكثر خطورة، فهو مسعى أردوغان لإبراز قوته العسكرية ونشر قواته وميليشياته في كثير من الدول من سوريا إلى العراق وليبيا وقبرص وأذربيجان وغيرها من الدول.

وبحسب المقال، تعكس طموحات أردوغان الإقليمية ما يصفه المحللون برغبة "عثمانية جديدة" للهيمنة خارج الحدود التركية المرسومة بعد الحرب العالمية الأولى.

ومع تحركات عدائية في شرق البحر المتوسط، وتهديدات لدول حلفاء لأمريكا مثل اليونان وقبرص والإمارات، يبدو أن ترامب لا يدرك أن هذه البلدان على وشك الدخول في حرب.

ويختتم الكاتب مقاله متسائلا "ينتقد ترامب بانتظام الرئيس السابق باراك أوباما لكونه متساهلا مع إيران.. فلماذا يدلل هو الآخر تركيا التي تهدد الاستقرار  الإقليمي؟".

-