قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صور تهمس وأضواء تعترف.. تفاصيل أكبر معرض صور للمحمول

صور
صور

شهد معرض عالمى لصور المحمول  حضورًا واسعًا منذ افتتاحه، حيث احتشد الزوار في أروقته الواسعة ليعيشوا تجربة بصرية تتجاوز حدود المشاهدة التقليدية. فالحدث لم يكن مجرد عرض لصور ثابتة، بل مساحة تنبض بالحياة، تُروى فيها القصص بالضوء، وتتحول العدسات إلى أصوات تهمس وتكشف وتحتفي بالإنسان في لحظاته المختلفة.

في أحد أجنحة المعرض، برزت صورة لامرأتين ترتديان ملابس تقليدية مطرّزة بتفاصيل غنية. جاء المشهد كتجسيد واعٍ للهوية والتراث، حيث انسجمت الخلفية الزرقاء مع نقوش الأزياء لتمنح العمل عمقًا بصريًا يعيد الاعتبار للجماليات الشعبية ويبرز حضورها المعاصر في لغة الصورة.

أما الطفولة، فقد قدّمت حضورًا طاغيًا في صورتين لاثنين من الصغار قرب طائرة عابرة في السماء. جاءت اللقطات نابضة بالحركة، تجمع بين خفة الجسد الطفولي والاتساع المهيب للسماء، وبين البراءة والدهشة والتساؤل. هذه الصور شكّلت لحظات طائرة بدورها، وكأن الطفلين يتحدّيان الزمن ويتقاطعان مع عالم الكبار دون أن يفقدا روح اللعب.

وفي مقابل السماء، حضرت المياه عبر صورة التُقطت عند الغروب، لشخص يقفز فوق سطح الماء. تزاوج الضوء الذهبي مع الحركة الديناميكية ليمنحا الصورة إحساسًا عاليًا بالحياة. انعكاسات الماء وتكوين القفزة يمنحان المشهد شاعرية خاصة، وكأنه احتفال بلحظةٍ لا تتكرر.

ومن روح الماء إلى وهج النار، جسّد مشهد إطلاق فانوس مضيء لحظة احتفالية تنبض بالدفء. بدت الوجوه الملتفّة حول الفانوس مشرقة بالضوء، وقد امتزج الطقس الاحتفالي مع مشاعر البهجة المرتسمة على الوجوه، ليصنع صورة قادرة على نقل دفء اللحظة إلى عيون كل من يقف أمامها.

وفي عمل آخر حمل طابعًا إنسانيًا هادئًا، ظهرت امرأة خلف زجاج تتناثر عليه قطرات المطر. كانت الصورة أقرب إلى مقطع شعري بصري؛ السكون، نصف الظلال، وملامح الوجه الهادئة خلقت مسافة تأملية عميقة، وكأن المشهد يروي ما بين السطور أكثر مما يعلنه.

أما صورة الشخصين اللذين يركضان داخل ممر المترو، فقد قدّمت مشهدًا سينمائيًا خالصًا. الحركة السريعة، الإضاءة المنعكسة على الأرضية، والممر الطويل الممتد، كلها عناصر صنعت سردًا مفتوحًا على احتمالات كثيرة؛ لحظة هروب، بداية حلم، أو مجرد اندفاع عابر نحو المجهول.

وفي المشاهد الواسعة للمعرض نفسه، ظهر تفاعل الجمهور بوضوح؛ وجوه تتأمل، وأخرى تناقش، وزوار يتحركون بين الأجنحة بفضول كبير. هذا الحضور الكثيف أضفى على المكان طاقة إضافية، مؤكداً نجاح معرض لاوبو العالمية في خلق مساحة تجمع بين الإلهام البصري والتجربة الإنسانية الحية.

بهذه الأعمال المتنوعة، يقدّم معرض لاوبو العالمية تجربة فوتوغرافية ثرية تتنقل بين الثقافة والحركة والذاكرة. وبين صورٍ تهمس وأضواء تعترف، تبقى العدسة هي الراوي الأول لكل ما لم تستطع الكلمات قوله.