الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سعاد ونجاة وفاتن| 3 بطلات في حياة صالح سليم.. واحدة منهن أحبته

صالح سليم والنجمات
صالح سليم والنجمات الثلاث

نال شهرة واسعة بسبب الرياضة كلاعب وإداري ورئيس النادي الأهلي، ونال شهرة أخرى بسبب التمثيل، فرغم صداقته لكبار الفنانين مثل عمر الشريف، فاتن حمامة، فؤاد المهندس وغيرهم وأن التمثيل لم يكن ضمن حسابات المايسترو صالح سليم إلا أنه أثبت نجاحه.

التمثيل لم يكن هدفا لصالح سليم - الذي يحل اليوم ذكرى ميلاده، حتى أنه كان يجلس ذات مرة مع أصدقائه في حديقة النادي، وهم عمر الشريف وأحمد رمزي وكمال الشيخ وهنري بركات، وداعبه رمزي قائلا: "يا صالح أنت وشك فوتوجينيك ينفع للسينما.. أنت ليه ما بتمثلش ؟".

جاء رد صالح صادما حيث قال : "انا لا أعرف أمثل ولا أحب التمثيل ولا حتى اللي بيمثلوا"، وانتهى الحديث إلى هذا الحد، مارس صالح عمله المعتاد ولكن هذه المرة خارج مصر، حيث سافر ضمن منتخب مصر الوطني لكرة القدم، إلى إيطاليا، للمشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية روما 1960، وخسر المنتخب الوطني بـ 6 أهداف مقابل هدف واحد.

السبع بنات
أثرت هذه الخسارة على الحالة النفسية للاعبين خاصة صالح سليم الذي انعزل في منزله لفترة، وحاول رمزي إخراجه من أزمته، فدعاه إلى منزله للسهر معا، وبعدما جلس الصديقان معا وصل المخرج عاطف سالم وفاتح سليم بشأن التمثيل مجددا.

وكان هذا الفيلم «السبع بنات» مع أصدقائه أحمد رمزي، سعاد حسني ونادية لطفي، ولكن رفض صالح كالعادة، وأثناء الحوار دخلت نادية لطفي وأقنعت صالح أن يمثل معها، فضحك صالح وقال: "هتدوني كام".

سرعان ما أجاب عاطف قائلا هتاخد 150 جنيها "مبسوط يا عم !"، مقدما 50 جنيها عربونا لصالح سليم على أن يُرسل العقد إليه في اليوم التالي، وبعد تفكير استمر طوال الليل فكر صالح أخيرا في التراجع وإعادة المال إلى الطيب.

ووفقا لكتاب «مغامرات وأسرار رياضية وفنية» للكاتب محمود معروف، أثرت سعاد حسني عليه هذه المرة وطلبت منه التمثيل معها قائلة له : "أنا أهلاوية كبيرة وكل إخواتي بيحبوك"،وافق سليم هذه المرة دون تراجع ودخل الاستديو للمرة الأولى بعدما تعلم من حسين رياض كيفية أداء الشخصية. 

لم يلقى صالح سليم بعد أداء أول أدواره النجاح المرجو، فلم يرحمه نقاد السينما من الانتقادات اللاعة، واعتبروه «دخيلا على الفن»، فيما وصفه كتب الرياضة بـ «صاحب بالين كداب»، واتفق نقاد السينما والرياضة حينها في فشله في تقمص هذه الشخصية، ووصفوه بأنه لم يبدي أي تعبير عن وجهه.
 
الشموع السوداء
استبعد صالح سليم فكرة تكرار تجربة التمثيل بعد الهجوم القاسي الذي تعرض له، حتى التقى الفنانة التي يعشق صوتها وهي نجاة الصغيرة، كانت جالسة مع أصدقاءها بفندق هيلتون وكان من ضمنهم الحاج وحيد فريد مدير التصوير.

اقترب صالح لتحية نجاة ودار حديث بينهما، انتهى بعرض أحد الحضور عليه التمثيل في الفيلم الجديد لنجاة - فيلم الشموع السوداء - وللمرة الثانية رضخ صالح سليم للأصدقاء ولكن هذه المرة حبا في نجاة، مبررا موافقته بأداء دور البطول رغم فشله في الدور السابق بـأنه قبل التمثيل مجددا لأنه دور رجل أعمى قائلا: "ما دام أعمى ينفع أمثله لأني بتلخبط لما اقف قدام ممثل أو ممثلة".

وعندما عرف أنه سيمثل في الفيلم وهو يمتلك كلب خاص به، اقترح ان يمثل معه كلبه الشخصي «روي» قائلا: "مدام فيه كلب معايا في الفيلم يبقى هجيب الكلب بتاعي روي لأنه فاهمني وفاهم إشاراتي"، كان هناك سبب آخر لموافقة صالح سليم على التمثيل بفيلم «الشموع السوداء» وهو القيام ببطولة فيلم من أعمال صديقه الأهلاوي عز الدين ذو الفقار، وهو كاتب القصة والسيناريو ومنتج الفيلم، وعرض لأول مرة في 13 مايو عام 1962.

إشاعة حب !
تبدل الحال بعرض هذا الفيلم، وانقلب الهجوم على صالح سليم إلى حب ورسائل شكر، وبعدها انتشرت شائعة قوية بأن القصة الحب بين - الكاتب أحمد والممرضة إيمان في الشموع السوداء - أصبحت حقيقة بين صالح سليم ونجاة الصغيرة.

وجاءت هذه الشائعات بعدما أمضيا معا ستة أشهر خلال تصوير الفيلم، ومما زاد قوة الشائعة أن نجاة الصغيرة كانت مطلقة للتو من زوجها المهندس الزراعي كمال مرعي والد ابنها الوحيد وليد.

وكان قد التقى الكاتب محمود معروف بالفنانة نجاة الصغيرة بفندق أوبروي بالمدينة المنورة، وتواجدوا في مكتب مدير الفندق عادل عبد الحي ودار الحوار عن لاعبي الأهلي والزمالك، وتطرقا للحديث عن صالح سليم، فقالت نجاة: "أيوة أعترف لكم.. أنا كنت أعشق صالح سليم كلاعب كرة قدم.. كأنني أحببته في الحياة أيضا ولو أن زوجته ليست صديقتي لتمنيت أن أتزوجه".

الباب المفتوح
حقق فيلم الشموع السوداء نجاحا هائلا حتى أن السيارات توقفت بسبب زحام الجمهور بالشوارع أمام السينما، وفي هذا الوقت كانت العلاقة قوية بين الصديقين عمر الشريف وصالح سليم وزوجاتهم، فلم يتردد صالح هذه المرة في قبول التمثيل أمام فاتن حمامة.

وشاركها بطولة فيلم «الباب المفتوح» من إنتاج وإخراج هنري بركات وقصة الدكتورة لطيفة الزيات، وعرض في العام التالي لنجاحه الاول تحديدا في 6 أكتوبر عام 1963، وخلال هذه الفترة انخفض مستوى نجوم الأهلي، وكان أبرزهم الفناجيلي، صالح سليم، طه إسماعيل والجوهري فطالبت الجماهير صالح بالاعتزال، وبالفعل أعلن اعتزاله بعد فيلمه الثالث والأخير وتفرغ لكرة القدم، رغم أن صلته بالفن كانت من خلال أقاربه أيضا، فابن خالته هو المخرج اشرف فهمي الذي لعب حارس مرمى لأشبال الأهلي حتى درس الإخراج السينمائي واعتزل.