الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ربة منزل تستغيث من تراكم الديون: ماكينة خياطة تنقذ أسرتي من الانتحار

صدى البلد

ضاقت بها الحياة حتى  فكرت فى قتل زوجها وأطفالها أو الانتحار بإحدى الطرق التي دائمًا تسمع عنها بين جيرانها بأولاد سلامة بمركز المنشأة بمحافظة سوهاج.


الضغوطات الحياتية والمعيشية أكبر منها بأكثر مما تتخيلون، كانت رضا رضوان، ابنة العقد الثالث من العمر، تُرسم البهجة بين أطفالها وكأنها طفلة بينهم، تلهو وتهون على زوجها مشقة دنياه، حتى فقدت الأمل.


"افرحي يا رضا جالي فرصة سفر للسعودية وهدبر الفلوس واسافر ولما ارجع هسدد للناس اللي ليهم ونعيش بقى شوية"، هكذا توهم أحمد محمود، 33 عامًا، عاطل، بالسفر للمملكة العربية السعودية، والعمل هناك، وأخذ يُدبر أموال السفر من جيرانه وعائلتهما وغيرهم، حتى أُدين بالكثير من الأموال.


اقرأ أيضا: فاقت على كابوس.. مأساة سيدة سوهاجية خطف طليقها طفليها وفقأ عين زوجها


حلمت رضا بالحياة المريحة، وأحبت هذا الحلم الجميل، تخيلت أطفالها يعيشون بعد فترة قصيرة من عمل والدهم بالخارج، في السعودية وهم يتجولون في شوارع المملكة ويشبهون من تراهم في تليفزيون جارتهم، في ملابسهم وطعامهم وإمكانياتهم.


لدى أحمد ورضا ثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 9 سنوات، وأصغرهم يبلغ 3 سنوات، تؤكد جارتهم التي أبلغت جمعية تحسين أوضاع المرأة والطفل بحالتهم؛ كي تُنقذهم مما يُعانون منه، أنهم لا يملكون حتى شراء "شبشب" لارتدائه.


حاولت "رضوان" قتل أطفالها لترحمهم من عذاب الجوع الذي يشعرون به طيلة أيامهم، وتقتل زوجها الذي أُدين بمبلغ وقدره، وجاءت "كورونا" لتمنعه من السفر فعاد إلى سوهاج مثلما ذهب بل مديونًا، لترحمه من شعوره بالذنب تجاههم دائمًا، كما لا تستطيع تركه في الحياة وحيدًا بدونهم، حيث قررت قتل نفسها أيضًا من بعد قتلهم.


ولكنها لم تمتلك حتى ثمن شراء السم ولا الطعام الذي تُريد دس السم به، واليوم أقصى طموحها هو أن يمد أحد المسؤولين أو القادرين لهم يد العون، وإنقاذهم من فقرهم الذي كاد أن يقتلهم، فهي لا تريد شفقة أحدهم بل تُريد فقط ماكينة خياطة لتعمل عليها وتُطعم أطفالها وتكسوهم.


"أنا كل اللي عاوزاه ربنا يبعت لي مُنقذ ينقذني أنا وأسرتي من الدمار احنا بنموت بالبطيء.. عاوزه مكنة خياطة بس هشغتل عليها والله وربنا مش هينسانا اكتر من كده أكيد.. إلحقونا ارحمونا".