الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أخوة وصداقة جمعت بين الرئيس السيسي وأمير الكويت.. أمير الوفاء وقلب الخليج.. من أقواله الخالدة: مصر تتمتع بمكانة خاصة في قلوب الشعب الكويتي.. ودورها محوري في دعم أمن واستقرار العالم العربي

صورة جمعت بين الرئيس
صورة جمعت بين الرئيس السيسي والأمير الراحل

  • ثلاث لقاءات جمعت بين الرئيس السيسي والأمير الراحل بالعاصمة الكويت
  • الأمير الراحل شارك في احتفالية تنصيب الرئيس السيسي
  • الأمير الراحل زار مصر 4 مرات
  • كرَّمته الأمم المتحدة في 9 سبتمبر 2014 بلقب "قائد للعمل الإنساني" وسُمِّيَت الكويتُ "مركزًا للعمل الإنساني


في آخر زيارة رسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة الكويت شهر سبتمبر 2019، عقد خلالها مباحثات رسميَّة مع أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح واستغرقت يومين، تناولت الزيارة عديدًا من القضايا المشتركة والملفات الإقليمية المعقَّدة، سواء فيما يتعلق بالملف الإيراني الأميركي، فضلًا عن ملفات حيوية أخرى كالعراق وسوريا وليبيا.


أمن الخليج هو أمن مصر
وقال أمير الكويت الراحل لدى استقباله الرئيس السيسي، إن "مصر تتمتع بمكانة خاصة لدى الشعب الكويتي"، مشيدًا بدور "مصر المحوري في دعم أمن واستقرار الدول العربية، وجهودها المقدرة لتعزيز العمل العربي المشترك على جميع المستويات".


وأكد الشيخ صباح الأحمد "تطلع الكويت لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصًا على المستويين الاقتصادي والتنموي".


من جانبه، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن "الأمن القومي للكويت ودول الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وحرص مصر على الاستمرار في تفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين على شتى الأصعدة"، مشيدًا بالجهود التي تقوم بها "الكويت للمساهمة في التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالوطن العربي، خصوصًا فيما يتعلق بتسوية الأزمة اليمنية".


وتميزت العلاقات بين الرئيس السيسي وأمير الكويت الراحل بـ"الأخوية"، والصداقة المباشرة حيث تجمع الشعب الكويتي أيضا علاقة مميزة مع مصر، إذ يزور نحو 170 ألف سائح مصر سنويًا، فضلًا عن استثمارات كويتية في القاهرة تقدر بنحو 15 مليار دولار أمريكي".


ودائما ما كانت هناك ملفات لا تغيب عن المناقشات بين الزعيمين، منها ملف العمالة المصرية بالكويت، التي تقدر بنحو 700 ألف مصري، أغلبهم من العمالة المنتجة والمفيدة". وكذلك "الأوضاع المقلقة بالمنطقة، ومنها التوتر الإيراني الأمريكي، فالدور المصري مهم، فهي عضو في التحالف العربي لمواجهة الاٍرهاب والحوثيين".


وزار الرئيس السيسي الكويت ثلاث مرات منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014، إذ كانت الأولى في يناير 2015، والثانية في مايو 2017، أما الثالثة فكانت في سبتمبر 2019. فيما زار الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت مصر 4 مرات، كانت زيارته الأولى في 2014 لحضور حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي.


وتحتل الكويت المركز الرابع عالميا ضمن قائمة المستثمرين الأجانب في مصر، والثالث عربيا، من خلال استثمارات متراكمة تجاوزت الـ15 مليار دولار، فضلا عن تنامي حركة السياحة والطيران مؤخرا بين البلدين، مما مكن الكويت من احتلال المركز الثالث عربيا في قائمة السياح العرب الوافدين إلى مصر، بواقع 170 ألف سائح سنويا، فضلا عن تسيير 64 رحلة جوية أسبوعية بين البلدين قبل موجة فيروس كورونا المستجد.


ويتلقى نحو 24 ألف طالب كويتي، دراستهم في مصر سنويا، ما بين التعليم الجامعي وما فوق الجامعي (الدراسات العليا – ماجستير – دكتوراه).


واكتسبت العلاقات الثنائية بين الدولتين دفعة قوية إبان العدوان الذى تعرضت له الكويت على يد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد أن أكدت مصر من جانبها رفضها للعدوان ووقوفها إلى جانب الحق الكويتي بل ودفاعها كشريك في حرب تحرير الكويت.


على الجانب الآخر، وقفت دولة الكويت مع مصر إبان العدوان عليها عام 1967 ونصر أكتوبر عام 1973، وقد كانت دولة الكويت من أوائل الدول العربية التي أرسلت قوات مسلحة قبل حرب 1967 لمساعدة مصر في حرب تحرير سيناء، فقد أرسلت لواءً كاملًا وهو لواء اليرموك، واستمر هذا اللواء موجودًا في مصر حتى حرب أكتوبر حرب 1973.


وشارك أمير دولة الكويت الراحل في احتفالات تنصيب الرئيس السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية، في خطوة تعكس حرص الدولة الخليجية على الوقوف خلف القيادة المصرية.


وقد شهدت العلاقات المصرية الكويتية تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية وفي العديد من المجالات.


والراحل هو الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح مواليد (16 يونيو 1929)؛ أمير دولة الكويت الخامس عشر، والخامس بعد الاستقلال من المملكة المتحدة. وهو الابن الرابع لأحمد الجابر الصباح من منيرة العثمان السعيد العيّار.


وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية. وكان أوّل وزير إعلام، وثاني وزير خارجية في تاريخ الكويت. ترأس وزارة الشئون الخارجية للكويت طيلة أربعة عقود من الزمن، ويعود له الفضل خلالها في توجيه السياسة الخارجية للدولة والتعامل مع الغزو العراقي للكويت في عام 1990. وتولى مسند إمارة دولة الكويت في 29 يناير 2006 خلفًا لسعد العبد الله السالم الصباح الذي تنازل عن الحكم بسبب أحواله الصحية، وبعد أن انتقلت السلطات الأميرية إليهِ بصفته رئيس مجلس الوزراء، قام مجلس الوزراء في 24 يناير 2006، بتزكيته أميرًا للبلاد، وقد بايعه أعضاء مجلس الأمة بالإجماع في جلسة خاصة انعقدت في 29 يناير 2006. وهو الأمير الثالث الذي يؤدّي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في تاريخ الكويت.


إبان رئاسته لمجلس الوزراء حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية تنفيذًا لتوجيهات الأمير جابر الأحمد الجابر الصباح، ثم وزّرت أوّل امرأة في حكومة برئاسته عام 2005، تلا ذلك مشاركة المرأة في العملية الانتخابية في أوّل انتخابات نيابية بعد توليه مسند الإمارة، ومن ثمَّ تُوجّت سياسته الإصلاحية تلك بدخول المرأة لأوّل مرة عضوًا في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجري في عهده، وقد سمح للمرأة بدخول السلك العسكري، كذلك أعاد التجنيد العسكري الإلزامي في الكويت.


أمير للإنسانية
وكرَّمته الأمم المتحدة في 9 سبتمبر 2014 بلقب "قائد للعمل الإنساني" وسُمِّيَت الكويتُ "مركزًا للعمل الإنساني" تقديرًا من المنظمة الدولية للجهود الذي بذلها الأمير وبذلتها الكويت خدمة للإنسانية. لُقِّب بـ"شيخ الدبلوماسيين العرب والعالم" و"عميد الدبلوماسية العربية والكويتية". 


ويرى مراقبون أنّه اتبع في عهده سياسة إصلاحية فترسَّخت الحياة الديمقراطية وزادت الحريّات الإعلامية، وانتشرت الصحف والمنابر الإعلامية وتوسّعت مساحات النقد في الكويت.


وشهدت الكويت في عهده نهضة تنمويّة شملت مختلف المجالات، تنفيذًا لتطلّعاته بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي.